رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"امسحي دموعك يا وفاء"

ما زالت حالة التوجس والريبة تسيطر علي قلوب كثير من فئات وافراد مجتمعنا المصري بعد اعتلاء الدكتور محمد مرسي كرسي الحكم وهو ما يتطلب من رئيس كل المصريين ان يمعن في تخفيف هذه الحالة حتي يستريح كل مصري ويعلم انه يأوي في مأمن ولا يخشي من خوف علي نفسه وعلي عائلته في يومه وغده.

هذه المقدمة ضرورية بعد حالة الخوف التي لازمت الاخوة الفنانين والفنانات الذين رأوا انهم اصبحوا امام حاكم جديد يري ان ما يعملونه عيبا وان الفن في معظمه حرام وان انواعا اخري من هذا الفن ستصاب بالكساد والبوار خاصة الرقص بأنواعه والنحت بأشكاله والتشكيل بألوانه.
كانت ليلة اعلان النتيجه موحية بل كاشفة عن هذا التخوف والتوجس وشاهدنا تصريحات متوترة وغاضبة من جانب بعض الفنانين والفنانات منهن الفنانه وفاء عامر والفنانه الهام شاهين وغيرهن وغيرهم كثيرون .
الغريب في الامر ان الدكتور مرسي في خطابه الاول بعد الفوز زاد حالة الخوف والتوجس في نفوس فئة الفنانين والفنانات في مجالات الفن المختلفة عندما ذكر معظم المهن والحرف بمن فيهم سائقي "التوتوك والميكروباص" ناسيا -او ربما  متناسيا- فئات الفنانين والكتاب والمفكرين علي اختلاف وانواع فنونهم.
وزاد من حدة هذا الخوف والتوجس ان رئيس الجمهورية المنتخب قام علي مدي عدة ايام باستقبال طوائف مختلفة من المجتمع منهم اهالي الشهداء ورؤساء الاحزاب السياسية بل ورؤساء الطوائف الدينية والقبطية ..الا ان الرئيس لم يشأ في مقابلة اي من اعضاء المهن التمثيلية او احدا من الفنانين والفنانات اللاتي اصبن بالخوف والذعر بعد الاعلان عن فوز الدكتور مرسي وتوليه منصب الرئيس ليكون هو الاول في تاريخ مصر الحديث الذي لا يخفي انه يمثل" الحكم ذو المرجعية الدينية" .
من حق اكثر من مليوني عامل وموظف بهذه المهن ان يطمئن لحاله وحال اسرته التي تعتمد في قوتها وما تتعيش منه علي ما تدره صناعة السينما والتمثيل والفنون التمثيلية والموسيقية والتشكيلية بأنواعها .
ولا ينكر الاقتصاديون ما كانت تدره هذه الصناعه من دخل كبير في اقتصادنا القومي عندما كانت مزدهرة وقوية وما زالت حتي الان تعد احد اذرع قوتنا الناعمة في محيطنا العربي وما زالت فنانة مثل ام كلثوم بعبقريتها الفنية تمثل واحدة من اهم تلك الاذرع واقواها ولايمكن ان نتقول علي ان ما كانت تقدمه من فن..أونصفه بالخروج عن القيم والاصول والاخلاق والعفة "الرئيس مرسي كان قد صرح بأنه يحب الاستماع الي ام

كلثوم قبل انتخابه".
نعرف ان كثيرا من "الشذاذ" والمدعين قد دخلوا عالم الفن من -أبوابه الخلفية- التي اهدرت كثيرا من القيم الجميلة التي كان الاولي بهذا الفن ان يهذبها ويرعاها ويستثير جوانب الجمال فيها وهؤلاء وجدوا الاجواء الملائمة لهم في ظل حالة التراجع الرهيب التي شهدتها البلاد علي مدي اربع عقود علي الاقل ولم يكن التراجع الفني والجمالي بعيدا عن التراجع السياسي والاجتماعي والاقتصادي – كانت منظومة متكاملة من التراجع عاشتها مصر-.
هذه الفئة- الاخيرة- التي أسائت للفن ولرسالته وأسائت لمصر ولصورتها  يجب ان يتم مواجهتها وتهذيب الشاذ منها لكي تضيف بالايجاب الي قيم المجتمع المصري لا ان تسيئ اليه وتنشر الفوضي بين ابنائه وتعلي قيم الجمال والرقي لا ان تنشر المفاسد والرذائل .
العاملون في هذا المجال يمكنهم ان يشاركوا في حاضر ومستقبل مصر  من خلال نشر الثقافة الحقيقية التي تعبر عن وجهها المشرق الجميل ولذلك فهم بحاجة لمزيد من الدعم بالافكار والاعمال الجديدة والجيدة التي تحمل وتقوي هذه المعاني وتلك القيم .
هم بحاجة لطمأنتهم فمعظمهم ليسوا من الفساق والفجار بل ان رسالتهم هي مناقشة هموم هذا الشعب والتعبير عنها والترفيه عن ابنائه بالطرق الراقية الجميلة التي تتماشي مع ذائقته الفطرية التي تربي وعاش عليها وصنع بها حضارته علي مدي تاريخه الطويل .
علي سيادة الرئيس ان يمسح دموع وفاء والهام وزميلاتهن لا ان يزيد معاناتهن خاصة ان كثيرا منهن تعرضن لابتزاز من النظام السابق واتهمن في اعراضهن وبرأهن القضاء .. واجب علي الرئيس ان يشعر رعيته بالامان بعد الخوف بنفس قدر ما يطعمهم من بعد الجوع .
[email protected]