الشعب المصري في طره
تثبت مصر دائما انها بلد العجائب ..هذا هو شاهد الوقائع التي نعيشها بشكل يومي منذ عام وتصاعدت وتيرتها بسرعة كبيرة ومكررة من مساء الاربعاء الماضي بعد مجزرة بورسعيد التي فضحت غباء وحقد اتباع النظام السابق الذين لم ولن يكفوا عن محاولة اطفاء نور ثورة صنعها الله بيديه وحماها بعنايته حتي بزغ نورها يتسلل خلف سحب الظلام ليكسر غشاوة ظلم الظالمين.
عجيبة العجائب ان شعب مصر -الذي ابدع في اسقاط النظام السابق بسرعة حسده عليها العالمين- وجد نفسه مسجونا ممن كالوا له الظلم اطنانا واشربه كؤوس المر والعلقم ..استطاعت خفافيش النظام السابق ان تسجن سجانها الجديد خلف جدران الخوف والرهبة من الفوضي بعد ان استعادوا جنود الفساد من الاف البلطجية الذين تربوا في احضانهم عدد سنين واطلقوهم عليهم بعد اسبغوا لهم العطاء والعطية.
ينفذون خططا تخال علي اصحاب العقل والنهي فما بالك بالعوام ابناء الفطرة البسيطه الذين يسهل عليهم الاستهواء لان فطرتهم لم تعتد خبث الخبثاء ومكر الماكرين الذين استطاعوا ان ينهبوه علي مدي عقود بعيدا عن القانون احيانا واحيانا اخري بالتحايل علي تلك القوانين.
ولم يكن لخفافيش النظام السابق بد من وقف مسيرة ثورة لم يكن خيالها يدور في خيالهم ولم تكن صورتها تترائي في تصورهم .فراحوا يشحذون هممهم التي اعتادت التخريب ووجدوا لانفسهم ضالة في اتباعهم الذين ما زالوا يتحكمون في عنق الحياة في البلاد ويقبضون عليها اذا شاؤوا وقتما شاؤوا.
ماتزال الخفافيش تطوق يديها اعناق كل اجهزة الدوله الحيويه والاستراتيجية يحكمون وان كانوا في الظاهر لا يملكون ..بيدهم مقاليد كل شيئ في البلاد ويرصدون بابصارهم تحركات العباد ..يديرون الدفة في خفاء او من خلف جدر اتقنوا بناءها ونشروا شبكتها في عموم مناحي اجهزة نظام تصورنا -او ان شئت تمنينا- كذبا انه تهاوي.
استطاعوا ارهابنا بكل الطرق ونجحوا نسبيا..اليوم احرقوا الملفات الضريبية التي تحوي ملفات شركاتهم العملاقه واعمالهم العابرة للقوانين والقيم الغارقة في قاع الفساد والافساد."لاحظ ان نبأ حرق مبني الضرائب قد ورد علي لسان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية لقناة سي بي سي قبل اندلاع النار بساعتين" وعندما اكتشفت مذيعة القناة كذب المعلومة عاودت الاتصال بالسيد المسؤول الا انه لم يرد.
اوهمونا بحرق المجمع العلمي ..وتهامس بعض العالمين بطبائعهم- ان المجمع تم حرقه بعد ان تم تفريغه من نفائسه التي تحوي اندر الكتب والخرائط
هي نفس الطريقة التي اعتادوها عشرات السنين عندما يحين الحساب الختامي السنوي فتجد معظم خزائن وملفات شركات القطاع العام والحكومي قد استحالت رمادا بحريق دائما ما يتم بفعل فاعل "غير مجهول".
هي نفس الايدي التي تقف منذ ايام في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية- ينكرهم الثوريون الحقيقيون وانكرهم قادة "الالتراسات" جميعا - ويقومون بعمل استعراضات بهلوانية لا يكفون عن رجم الحصي ولا يكف جنود الامن عن مشاغبتهم طوال الليل والنهار امام كل الشاشات..وكأن الطرفان يقومان بأداء ادوار قد حسبت مقدما وتم اخراجها امام الشاشات لاكمال مشهد رعب الشعب –يؤكد حسنو النية ممن راحوا لاصلاح ذات البين انهم كلما اتفقوا مع طرف من الطرفين علي هدنه سارع الطرف الاخر علي كسرها مجددا .وهكذا دوخيني -يا حكومه- اسف يا لمونه.
هو نفس المشهد الذي رأيناه امام مجلس الشعب وتم اخراجه بشكل شبه جيد الا انه كان بروفة جيدة لما يحدث اليوم وسيحدث غدا في مواقع كثيره.
هو المشهد الذي نراه امام معظم مديريات الامن خاصة في المحافظات التي كان لها شرف السبق والمشاركة القوية في الثورة.
قواعد الخفافيش لن تسكت عن الدفاع عن حقوقها بكل السبل- وهي معذورة بالطبع- لان هناك مجلسا تشريعيا حقيقيا بدأت بشائره قوية وصاخبة وثائرة وقادرة علي التغيير الحقيقي التي يمكنها ان تقلم اظفار هذه الخفافيش وساعتها لن تقوي علي الفعل وربما وجدت نفسها خلف جدران اخري اسوأ من جدران طرة وربما وجدت رقبتها مطوقة بحبل قابض غليظ.
[email protected]