رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"العلقميون الجدد"

شواهد التاريخ تشير دائما الي ان عورات الدول تبدأ من الرأس عندما يستولي العوج علي أنظمة الحكم وينتشر الظلم البين ما بين الحاكم والمحكوم وهنا تفقد أنظمة الحكم منعتها او مناعتها ضد الهزال والضعف وتصبح هينة لينة في مواجهة أعداء الخارج.

وغالبا ما يجد من تعرض لظلم الداخل مبرر التعامل مع عدو الخارج لكي يتعاون معه للقضاء علي أنظمة الحكم المستبده بحجة الخلاص من الظلم وجلبا للعدل الذي افتقدوه من حكامهم .
هكذا فعل اخوتنا الشيعة الذين كان يتملكم احساس بعدم العدل اثناء حكم الخلافة العباسية  في اواخر القرن السابع الهجري ووجدوا في ذلك مبررا للتعاون مع المغول لكي يأتي لاحتلال العراق وكانت الخيانة في اقصي صورتها من جانب وزير الخليفة المقرب اليه وهو مؤيد العلقمي الذي ظل يراسل المغول ويحثهم علي القدوم الي بغداد لاحتلالها لكي يتم التخلص من الحكم العباسي .
وبدأ العلقمي منذ فترة في اشاعة روح الخنوع والخوف والجبن من العدو المغول والتتار وراح يشيع ما يعرف بالحرب النفسية ضد ابناء شعبه ويهول من حجم قوتهم وبشاعة انتقامهم لمن يجرؤ علي حربهم او الوقوف امامهم ومدعيا انه من الحماقة ان نهلك انفسنا ونقاتل جيشا لا قبل لنا به..
ويعد خليفة المسلمين والشعب الذي كره الجهاد و استكان للتجارة وحب المال بنعيم مقيم وعيش رغيد.
من جانب اخر كان قد بدأ منذ فترة باقناع الخليفه المستعصم بعدم جدوي الانفاق علي جيش قوي فتم تسريح معظمه وبخل علي النفاق علي الجند حتي ان بعضهم كان يتسول قوت يومه من عامة الناس.
واستطاع العلقمي ان يهدم جدران الدولة انتقاما لما تصوره من ظلم قد تعرض له رغم انه كان وزيرا قويا له مكانة في بلاده وصاحب سلطة لم تتح لكثيرين من ابناء وطنه.
ورغم ان هذا "الناشط السياسي " قد ساهم مساهمة كبيرة في تسهيل احتلال المغول لبلاده من خلال تجسسه علي بلده وارسال الاخبار اولا باول لهولاكو الا ان الاخير لم يمنحه عندما اتم احتلال بغداد الا خزيا وعارا فأعطاه سلطة زائفة يتلقي الاوامر فيها من جندي صغير من جنود هولاكو فكان يتعمد اهانته امام من تبقي من اشباح بشر في بغداد ..وكانت مهمة العلقمي" الامير" اثناء الحكم هي دفن اكثر مليون قتيل نشرت جثثهم الامراض والطاعون في ربوع بغداد ..كانت مهمته وهو حاكم اشبه بوظيفة "الحانوتي" الذي يشرف علي دفن الموتي من ابناء شعبه بعد ان ساهم في قتلهم بنفسه بخيانته

وحبه للكرسي اللعين وهو ما ادي الي وفاته كمدا وحزنا علي ما ال اليه حاله بعد اشهر قليلة من سقوط بغداد.
هي نفس الحجة التي اتي بها الفرنجة الي بلاد العرب عندما حاول بعض الاخوة من النصاري في بلاد المسلمين الاستغاثة بهم بدعوي حمايتهم من "عسف" و"جور" المسلمين فلما اتوا بالفرنجة الي ديارهم وجدوا منهم ظلما اشد لم يجدوه علي يد من دعوا الغرب الي الاقتصاص منهم وهو اخوتهم في الاوطان والديار ولذلك جاهدوا مرة اخري الي جوار المسلمين لقتالهم واخراجهم من بلادهم.
هي نفس الحجة التي اتي بها الانجليز الي مصر في القرن التاسع عشر عندما جاؤا تحت حجة "استغاثة" بعض المسيحيين بهم لحمايتهم وحماية كنائسهم بعد ان منعتهم السلطات من بنائها – الغريب انه لم تبن كنيسة جديده في مصر في عهد الانجليز- ولم يغيروا قانون الخط الهمايوني حتي الان ولذلك استفاق المسيحيين لكي يقاتلوهم مرة اخري ليخرجوهم من اواطانهم .
الامر المدهش والمتكرر ان جميع المحتلين والغزاة كانوا يدخلون الي بلادنا بناء علي طلب بعض الفئات التي تستشعر الظلم من انظمة الحكم .
وما يدهشك ايضا انهم جميعا جاؤا تحت راية واحدة وهي احلال العدل والمساواة ونبذ الظلم .
والمدهش ايضا انهم جميعا لم يحققوا عدلا ولم يرفعوا عن المستضعفين ظلما بل كانوا كانوا دائما اكثر ظلما وفتكا من هؤلاء الذين كانوا يأتون لخلعهم والقضاء عليهم .
الاغرب والاكثر دهشة ان نفس السيناريوا ما زال يتكرر علي مدي التاريخ ولم نستطع حتي الان استيعاب الدرس وكاننا فقدنا الذاكرة واصابنا "زهايمر الشعوب" فهناك علقميين جدد لا ينظرون الا تحت اقدامهم ولم يقرأوا تاريخهم.
[email protected]