عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"غل "المتنطعين

في كتابه القيم"هموم داعيه" لفضيلة الشيخ والداعية الاسلامي محمد الغزالي قال في صفحة 158 "ان هناك اناسا يشتغلون بالدعوة الاسلامية وفي قلوبهم غل علي العباد ورغبة في تكفيرهم أو اشاعة السوء عنهم

..غل لا يكون الا في قلوب الجبابرة والسفاحين ..وان زعموا بألسنتهم انهم اصحاب دين..ان فقههم معدوم..وتعلقهم انما هو بالقشور والسطحيات"
الرجل لخص في العبارة السابقة كثيرا مما نعانيه اليوم ومنذ سنوات مضت علي ايدي القارئين نصف الكلام والمكتفين بقشور الفقه والدين ..النهازين لحالة الوجع التي يعاني منها الوطن ..فاستعدوا بعتادهم الرخيص  للانقضاض علي بقايا حطامه.
وكانت قوائم مرشحيهم دليلا اضافيا علي انهم لم يعوا دروس التاريخ التي اوقفوا عجلة دورانها فطمسوا صورة المرشحات علي قوائمهم "ربما خوفا من ان يفتن الناخبين بهن فيغلبهم الهوي فينتخبوهن بسبب هذا الهوي فيصبح نجاحهن منقوصا ".
وتسائل كثيرون –وكاتب هذه السطور منهم - كيف لهذه السيدة المرشحة أن "تنكشف" علي ابناء دائرتها من الرجال والنساء ام انها ستكتفي بالاستماع لمشاكل النساء منهم دون الرجال؟ وكيف ستقف هذه المنتقبة في برلمان الاغلبية فيه من الرجال وكلهم ليسوا بمحرم عليها ؟ وكيف سترفع عقيرتها بالخطابة عند تقديم الاستجوابات للوزراء والمسؤلين او حتي طلب الاحاطة من الحكومة ؟علما بأن معظم تلك الجلسات تذاع عبر التلفاز أو "المرناة" وهنا سيكون صوتها وصورتها مشاعا للجميع مسلمين وغير مسلمين بنفس الوقت .. الا اذا تم توجيه رجال الاعلام والمصورين بالخروج من القاعة حتي تنتهي سيادة النائبة من القاء خطبتها العصماء ودفاعها الشرس عن قضايا أمتها ومجتمعها .
وكيف ستجلس مع مجموعة من زملائها في لجنة من لجان المجلس وتظل لساعات طوال معهم لتتناقش معهم في شأن من شؤون البلاد والعباد؟ ..بل كيف ستقوم بالسفر للخارج لتمثيل بلادها ومقابلة الوفود الاجنبية داخل البلاد وخارجها ؟..الا اذا اصطحبت معها محرم من عائلتها وهنا يجب ان يغير مجلس الشعب من لائحة تنظيم السفر الخاصة به كي تتضمن نفقات سفر العضوة ومرافقها المحرم.
هؤلاء الذين غالوا في طمس صورة مرشحتهم باعتبارها "عورة "لم يكشفوا لنا اي سند من الكتاب والسنه استندوا اليه وكانت المرأة في عهد الرسول تلازم المقاتلين في الغزوات وتضمد الجرحي من الرجال وربما كان الجرح في مكان العفة من المجاهد -الغريب عنها- وربما اذا امتنعت عن تضميد جرحه في المكان الحساس لمات المجاهد من شدة النزف ونالها الاثم بهذا الرفض .
ولم يجرم المسلمون الاوائل -سواء من الصحابة او السلف- المرأة التي رفعت عقيرتها في المسجد علي الفاروق عمر وعنفته ولم يتهمها أحد ويدينها باعتبار صوتها عورة بل اثني عليها خليفة رسول الله وقال قولته الشهيرة "اصابت امرأة وأخطأ عمر".
بل ان رسول الله نصحنا بضرورة الاستماع الي دروس وتعاليم أم المؤمنين عائشة وقال عليه الصلاة والسلام "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" .
وكان يحض المسلمين علي السماح للنساء بالذهاب للصلاة في المساجد وقال :"لا تمنعوا اماء الله من بيوت الله".
نحن بحاجة لان نفهم الاسلام كما فهمه هؤلاء الاوئل المستنيرين الذين اتبعوا لبه وغايته ولم يتوقفوا متنطعين عند بعض القشور التي يرددها اليوم الكارهون للمسلمين وملأ قلوبهم "الغل" عليهم وبغضوا في الدين المعتدلين منهم .ان المصريين الذين يميلون بطبيعتهم للتدين يكرهون بنفس القدر التطرف فيه ..لعلي اصبت وان اخطأت فاني طامع في اجر المجتهد.
[email protected]