رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة بني تغلب

حال قومي كما وصفه ابو الطيب المتنبي ناقدا تصرفات غير حكيمة لقبيلة بني  تغلب وقال فيهم بيته الشهير "ألهي بني تغلب عن كل مكرمة..قصيدة قالها عمرو بن كلثوم" عندما اسرفوا في الاحتفاء والاحتفال بقصيدة قالها زعيمهم بن كلثوم وراحوا يقيمون الاحتفالات السنوية بتلك القصيدة التي كانت واحدة من اهم المعلقات في عصر الجاهلية.

والقوم في بلادي او "التغلبيين" الجدد استطاع "ذئاب" و"ثعالب" الليل في "صرفهم و"الهائهم " عن مكارم الفعل والعمل بقصد اقتناص ما تعمر به المائدة من "الاطايب" اثناء انشغالهم بجدل لا تبدو في الافق القريب نهاية له  حول قضايا لا اخر لها تحولت بفعل "التنظير المكثف" الي مكلمات هزلية حول شكل الانتخابات وطبيعة القوائم النسبية والمطلقة والمغلقة ....وغيرها.
وبينما "التغلبيين الجدد " من ابناء وطني في غمرة من جدلهم الممتد بلا نهاية استغل "ذئاب القوم وثعالبها " حالة اللاوعي والغياب عن الواقع وراحوا "يجوسون"  ربوع البلاد وبين العباد يتجهزون للمعركة الاهم وقضم لقمة المقاعد "المحصنة" التي تمكنهم من تولي مقعد "العرش" الاهم.
"الذئاب والثعالب" اعدو عدتهم ونظموا صفوفهم.. وراحوا يخططون بحنكة كي يقتنصوا كراسي البرلمان "الاهم "في بلادي بعد ان ركبوا ثورة لم يكونوا في مقدمتها وبعضهم عارضها ومعظمهم وقف ضدها وحاربها – وما زال- بكل ما اوتي من فنون الحرب و"خدع" القتال.
"التغلبيين" الجدد شغلتهم معارك الجدل اللانهائي  حول قانون الانتخابات وراحوا يعدلون فيه ويزيدون في تعديله واضافة مواد ونصوص جديدة ليختلفوا عليها مجددا وراح بعضهم يطالب بتطبيق قانون الغدر ليتشككوا حول مشروعيته مرة اخري وافاضوا في شرح قواعد العدالة بين المسلمين والاقباط ليعودوا مرة اخري ذاهلين وليس في يديهم سوي هواء وماء .
القوم في بلادي تركوا "ما عاهدوا الله عليه " من العمل والبناء وشغلتهم فضائياتهم وبرامج منحتهم مساحات من "القول" الكثير و "التنظير" المكرر والمعاد واصفين انفسهم بأنهم ليسوا سوي  "نخبويين" فقط و"منظرين " وان دورهم يقتصر علي هذا فقط".. متناسين ان هناك الملايين من ابناء قومهم يحدوهم امل الي طاقة نور او قنديل ضوء ورجاء يستحقونه  "يطعمهم من جوع و يأمنهم من خوف" .
ما زال "التغلبيين الجدد" لا يعون الدرس ويصرون علي التناكف والتعارك فيما بينهم والتهافت علي منصات الخطابة في الميادين بعد ان غادرها من اوقدوا شعلتها واصحاب الفضل فيها الي بيوتهم ولزموا "كنبة" المشاهدة ساخرين مما يسمعون في

برامج "المكلمات"وناقمين علي من تركوهم حياري في بداية الطريق لا يدرون اي نهاية تنتظرهم ..راجفين مرتجفين من مصيرهم المجهول.
منذ ثمانية اشهر او يزيد وسادة القوم و"النخبة "في بلادي لا يكفون عن العراك والتعارك لا ينقطعون عن منح الجوعي مزيدا من الوعود والعهود ولا يتغيبون عن ساحات الخطابة والكلام ..ولم يوفوا بعهود قطعوها ولم يقوموا ببناء هديم ولم يكفوا في نفس الوقت عن معارك وهمية ومناظرات عقيمة لم تفلح في اطعام افواه ملايين الجوعي ولا اطفاء نار ثكلي تلظت بفقد فلذة كبدها ولم يعيدوا الي بني وطنهم ملايين الملايين من الجنيهات التي تسربت منهم الي جيوب الاباطرة الذين ما زالوا قائمين يتحينون الفرصة تلو الاخري للحظة الانقضاض و يشعلون في وقت الانتظار حرائق الفتنة بين الاهل والديار.
نخبة بني تغلب الجدد لا يدركون ان بني قومهم لم يعودوا يصدقون ما يقال ..بعد ان فسد مفعول القول الكثير ولم يعودوا قادرين علي التقوي  بمزيد من الصبر بعد ان شاهدوا بأم أعينهم مدي ما تعرضوا له من كذب غيبهم عن مشهد الحياة الكريمة علي مدي اكثر من ثلاث عقود.. لم يعودوا ولن يعودوا كما كانوا يملأون بطونهم الخاوية با"لأمل الكاذب" الذي انتظروه طويلا وكان مخاضه وهما .
سادة بني تغلب لا يجب ان يلوموا الا انفسهم عندما يلوذ شعبهم مرة اخري بالذئاب والثعالب ففتات الموائد ارحم  من موائد خاوية ووعود زائفه ..والعودة الي الطين والوحل قد يكون الملاذ الاخير بعد ان علقوا كثيرا في الهواء تتقاذفهم ريح الوعود الزائفه ذات اليمين واليسار .
Magdypress1