عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قوانين الهشيم

توقفت كثيرا امام العبارات التي ذكرها رجل الاعمال الهارب حسين سالم في حواره الذي نشرته الزميلة روزاليوسف مؤخرا عندما بدا واثقا من برائته من اتهامه بالتربح ونهب المال العام هو وصديقه الرئيس "المخلوع"حسني مبارك.

المثير في حديث سالم انه اشار الي مكمن الداء الذي تعاني منه مصر علي مدي عقود طويله وهو "القوانين الشريرة" التي تتيح نهب المال العام والسرقة بشكل "مقنن" يجعل من الصعوبة ملاحقة هؤلاء الجناة  الذين نهبوا اقوات الشعب تحت حماية قانونية مريبه وغريبه.
والاكثر اثارة في الامر ان سالم نصح  القائمين علي امور البلاد تغيير غابة القوانين الفاسدة والمفسدة اذا رغبوا حقا في استئصال فساد المسؤولين وبعض رجال الاعمال الذين يستغلون تلك القوانين في الاثراء الفاحش والسريع دون محاسبة وكأنه يشير الي تواطؤ القائمين علي امر البلاد باستمرار تفعيل تلك القوانين وعدم تغييرها وهو امر بحاجة الي وقفة حقيقية .
نعم هو "الشيطان يعظ "لكن ما قيل نراه حقيقة مفجعة يعلمها الجميع ورددها كثيرون لدرجة ان احد اكبر من المنتفعين منها أدانها واعترف بها ..ويتواطأ -في رأيي -من يحاول ان يقلل من حجم خطرها.
ولاشك ان قوانين الاستثمار والاقتصاد في البلاد قد اتاحت فرصا ثمينه جعلت من لاعب" درامز" امبراطورا يستحوذ علي أهم صناعة في البلاد وهي صناعة الحديد والصلب خلال سنوات معدودات ويربح من ورائها اكثر من ملياري جنيه سنويا .
هي نفس القوانين التي  جعلت من فاسد اخر ينفق علي مطربة مغمورة ما يتجاوز ميزانية وزارة التربية والتعليم في البلاد بعد ان منحته الدولة متر الارض ببضع جنيهات ليعيد بيعه لابناء شعبه البائس بأكثر من اربعة الاف  ونماذج أمثاله تستعصي علي الحصر.
هي نفس القوانين التي جعلت رئيس مجلس الشعب السابق يتبادل النكات والضحكات مع زميلته وزيرة القوي العامله اثناء محاكمتهما واثناء وجودهما في قفص الاتهام انتظارا لمحاكمة "هزلية " يثق انها لن تسفر في النهاية الا عن براءة يراها واضحة كفلق البدر في الليلة الظلماء –ولم ينس الرجل بالطبع تسلية وقته اثناء متابعة مسرحية المحاكمة ببعض بذور الحب لزوم القزقزة والترفيه – باصقا في وجه الاملين والمخدوعين بمخلفات ما يزدرده .
هي نفس القوانين التي جعلت من

زميلي وصديقي الحاصل علي درجة الدكتوراه في الاعلام وعمل ما يقرب من ربع قرن في بلاط صاحبة الجلاله وقضي اكثر من عقد في بلاد الغربة و شارف علي نهاية العقد الخامس من عمره غير قادر علي شراء شقة تستر اسرته ويتلمس الامل كل اجازة سنويه فيفاجئه هؤلاء المستثمرون بمزيد من ارتفاع الاسعار.
هي القوانين التي جعلت من
صديقي وانا وغيرنا من ملايين المغتربين "مغتربين" نبحث عن الامل في الريال والدينار والدولار بعد ان مللنا طويلا من "تمنع" جنيهات بلادنا ام الدنيا التي لم تنصف في توزيع ثروتها علي ابنائها وعانينا منها معاناة "البطة السوداء".
قوانين جعلت مني ومن صديقي ومن الملايين التي أضناها الامل وما زالت تعض عليه بالنواجز اشبه ب"النمال" التي تشقي وتجمع ما تأكله فتأتي الريح الغاصبة تبعثر ما جمعناه اشتاتا فنعيد الكرة بلا ملل مثلنا مثل النمال لا نتوقف ولا نكف رغم اننا لا نحصد في النهاية الا هشيما لا تبقي عليه الرياح.
هي القوانين التي صنعت لهؤلاء الفاسدين اياد غليظه لا تكف عن سرقة ما نحاول جمعه من ريالات ودينارات دفعنا مقابلها ثمنا باهظا و معاناة طويلة من سنوات الغربة والكد غير الرحيم .
هي نفس القوانين التي لن تنجح ثورتنا الا اذا محوناها محوا من حياتنا وذاكرتنا ..والا حصدنا في النهاية هشيما ستذروه الرياح التي اخذت منا أجمل ما فينا وسلبتنا ما بنيناه من أمل والا سنجني في النهاية هشيما محققا.
[email protected]