رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"بدر" وأكتوبر

بعد نشر مقال لي منذ ايام -في نفس هذا الموقع العزيز- أشرت فيه الي ما عرف باسم "معركة المزرعه الصينيه"طلب مني صديق قطري ان اشرح له مزيدا من تفاصيل تلك المعركة خاصة ان ما ذكرته عنها كان مقتضبا وسريعا بما يخدم فكرة المقال.

وامتد الحديث لاكثر من ساعة وهو في حالة انصات شديد ملحا علي ذكر مزيد من تفاصيل المعركة أكثر وتطور الحديث حول كيفية عبور الجيش المصري من الضفة الغربية الي الضفة الشرقيه من القناة واقتحام خط بارليف الذي حيكت حوله اساطير تؤكد صعوبة بل استحالة عبوره من جانب اي جيش في العالم .
وبعد ان شارفت علي نهاية الحديث عن التفاصيل التي حصلت علي بعضها ابان عملي محررا عسكريا منذ سنوات ومن اطلاعي علي المعركة بحكم عملي ايضا فاجأني الصديق -الذي يتحضر للحصول علي درجة الدكتوراه في احد العلوم النظريه ويتميز بثقافة معقوله- يقول لي وفي عينيه عتب شديد "أنتم ايها المصريون ظلمتم أمتكم بعدم تثقيفها بما يجب عن معركة اكتوبر  "..وأضاف:اننا المسلمون والعرب نعرف أدق التفاصيل عن غزوة أحد التي مضي عليها ما يقرب من خمسة عشر قرنا ولا نعرف الا القليل عن معركة أكتوبر التي لم يمض عليها أربع عقود فقط".
وتابع صديقي:"انتم المصريون أهل الفن والسينما في العالم العربي ولكننا لم نجد عملا واحدا يتناول ملحمة حرب أكتوبر المجيده ولو فعلتموها لتعرفت الملايين من الاجيال العربيه والاسلاميه الجديده علي تلك التفاصيل التي يمكنها ان تزيل عنهم حالة الاحباط واليأس التي تسربت اليهم خلال السنوات الماضيه وزعزعت ثقتهم بأنفسهم.
فاجأتني المقاربة التي ذكرها صديقي بين غزوة بدر ومعركة أكتوبر ونقلتني الي احساس آخر أكثر مرارة عندما راح بعض من يطلقون علي أنفسهم "النخبة المثقفه" من بعض المنظرين العرب يرددون ان حرب اسرائيل علي قوات حزب الله كانت هي المعركة الاولي التي يهزم فيها العرب جيش كيان الاحتلال ؛؛؛.
بل راحوا يسفهون من معركة اكتوبر لينفذوا- بقصد او بدون قصد- ما تحلم به دولة الاحتلال من تحطيم الروح المعنوية لابناء أمتنا العربية.
ان الدراما التي تناولت بعض القصص الخاصة بجهاز المخابرات كانت من أكثر المسلسلات نجاحا علي مدي ثلاث عقود مضت ورغم ذلك فلم تتناول تلك الدراما قصة واحدة من

عشرات القصص الخاصة بحرب أكتوبر التي غيرت كثيرا من مفاهيم نظم الحرب الحديثة وراحت تدرس في الاكاديميات العسكرية الكبري في العالم .
ويكفي فقط ان نصنع فيلما تاريخيا رائعا حول تفاصيل معركة تحطيم وعبور خط بارليف الذي يبلغ ارتفاعه اكثر من سبع طوابق تم بناؤها بشكل مائل علي القناة حتي يصعب تسلقه من الجانب الغربي ومحاطا بحاجز مائي علي طول امتداده ومجهز بأنابيب تشعل ماءه نارا بفعل النابالم ومحصن ب22نقطه حصينه تحميه من الجانب الاخر ومستعده لصد أي قوة تحاول تخطيه .
النقاط الحصينة وحدها بحاجة الي عمل سينمائي قد يتصوره البعض أقرب الي عالم الافلام الخياليه نظرا لانها كانت مجهزة للصمود ضد أكبر وأقوي قنبلة موجودة في ذلك الوقت "ما عدا القنبلة النوويه"وبها تجهيزات عسكرية ولوجستيه تكفيها للصمود عدة ايام او اسابيع وتم اختيار موقعها علي ربوة عالية تطل منها علي مدن القنال وترصد كل حركاتها بأجهزة وتليسكوبات دقيقه.
لحسن الحظ تم الابقاء علي نقطتين فقط لجعلهما مزارا حتي الان هما نقطتي "عيون موسي والشجرة".
الغريب ان كثيرا من الصهاينه عندما يزورون تلك النقاط يقعون علي الارض مذهولين من كيفية اقتحام نقاط حصينة علي هذا النحو من الدهاء والحيطة والمكر.
يحرص الصهاينة علي زيارة اثار هذه المعركة العظيمة ويجترون المأساة الرهيبة التي أصابت جيشهم "الذي لايقهر" بالذهول .أما نحن فلا نعرف من امجادنا مؤنة ندفع بها عن أنفسنا احباطات تلبستنا بفعل اخرين من سيئي النوايا  يكمنون داخل البيت وخارجه بنفس الوقت .

[email protected]