رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا احتفى المصريون بأكتوبر هذا العام؟

كان الاحتفال بنصر كتوبر هذا العام غير مسبوق، ولا حتي في السنوات الأولي التالية لنصر أكتوبر 1973 ورغم مرور أربعين عاماً علي ذلك النصر العظيم فإن الشعب المصري قد احتفل بهذا النصر بشكل غير مسبوق،

وحتي الجرائد التي أفردت صفحات كثيرة عن أسرار ذلك النصر وذكرياته، وكذلك القنوات التليفزيونية سواء الحكومية أو الخاصة، كان احتفاؤها بأكتوبر هذه المرة بشكل لا مثيل له لدرجة أن أغلب هذه القنوات خصصت أغلب أوقات إرسالها للحديث عن ذكريات أكتوبر وأسرار هذا النصر، واستضافت الكثير من أصحاب البطولات في أكتوبر.
والسؤال الذي يتبادر للأذهان هو: لماذا تلك الاحتفالية والاحتفاء الشعبي قبل الرسمي بأكتوبر هذا العام بعد أربعين عاماً؟.. والإجابة عن هذا السؤال تجعلنا نستدعي مشاهد قريبة جرت في مصر، كان للجيش في بعضها، وكان لشعب مصر يد أخري، فمصر التي خرجت من عباءة الإخوان وأعلنت رفضها لحكمهم في 30 يونية، التي ساندها الجيش فيها، أرادت أن ترسل رسالة للعالم كله أن ما جري من الجيش المصري بعد 30 يونية وإسقاط الإخوان، إنما كان بإرادة شعبية وليس انقلاباً، وأن الجيش المصري الذي دافع عن الوطن في أكتوبر 1973 ضد عدو خارجي هو إسرائيل.. لاستعادة سيناء واستعادة العزة والكرامة هو نفسه الجيش الذي هب للدفاع عن الوطن قبل شهور ولكن ضد عدو داخلي هو تنظيم الإخوان الكاره لهذا الوطن، والذي كان علي استعداد تام لأن يبيع سيناء لحماس ولصالح الخلافة الإسلامية التي لا تعترف بشعب أو وطن، فالجيش هو الحامي لمصر، من بعد الله، وهو سيف هذا الوطن ودرعه، ضد الأعداء وضد الخونة.
وإذا كان الجيش المصري العظيم قد عبر قناة السويس وخط بارليف في أكتوبر 1973، فقد عاد ليعبر بمصر فوق محنة الإخوان والخيانة وبيع الوطن، وأعاد للوطن وللمواطن إحساسه بالعزة والكرامة، ولو تتذكرون كيف كان احتفال الإخوان العام الماضي بذكري نصر أكتوبر، عندما حضر الاحتفال القتلة والإرهابيون وأعداء الوطن، وكان الإخوان يحتفون بحلفائهم، وكأنهم من كراهيتهم لأكتوبر ينتقمون منه، بعدم دعوة أبطال أكتوبر الحقيقيين، بل دعوة من قتلوا بطل أكتوبر - السادات - لحضور الاحتفال وتكريمهم!
أيضاً ولأن الجيش المصري يخوض حرباً حقيقية في سيناء، ضد الإرهابيين ممن يتمسحون بالدين وبالإسلام، ومن يتحالفون مع بقايا الإخوان، ولأن كل المصريين قد شاهدوا ما فعله أولئك الإرهابيون من جرائم قتل وترويع ضد جنودنا في سيناء، فلهذا جاء احتفاء المصريين بأكتوبر هذا العام بمثابة إعلان دعم

ومؤازرة لجيشنا في وجه أولئك القتلة والمجرمين.
وربما كان في الاحتفاء الشعبي بذكري أكتوبر هذا العام استفتاء شعبي علي حب المصريين لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي وإعلان عن رغبة شعبية عارمة في أن يرشح نفسه للرئاسة، وقد وصلت حملة الدعم الشعبي لهذا الترشيح لثلاثة ملايين مواطن، وتتواصل الحملة لتحصد عشرات الملايين في القريب إن شاء الله، بالرغم من الإعلان غير المباشر للسيسي بعدم الترشح للرئاسة، وإن كنت أظن أنه سيغير رأيه بإذن الله في القريب أمام الرغبة الشعبية الجارفة.
ويتبقي سؤال يخص نفس المناسبة.. وهو لماذا يكره الإخوان ومن في ذيلهم أكتوبر بهذا القدر؟.. هل لأن أكتوبر ونصره العظيم يعززان الإرادة الوطنية وهو الشيء المفقود في قاموس الإخوان الذين لا يعترفون بالوطن؟
أم لأن من انتصر في أكتوبر هو جيش مصر العظيم، وهم كارهون لهذا الجيش كراهية التحرير، لأنه من أسقط الإخوان وأزال حكمهم عن مصر.
وقد تبدو الإجابة بنعم، فالجيش هو من أسقط مخططات الإخوان فيما كانوا يهدفون له، بالرغم من تحالفهم مع أمريكا، ولكن الجيش المصري العظيم أثبت أنه لا يخاف لا من أمريكا ولا من غيرها، وما فعله يعزز قواعد العسكرية المصرية العظيمة منذ أيام الفراعنة.
وكراهية الإخوان للجيش المصري ليست وليدة اليوم، فهم كارهون له منذ زمن بعيد، لأنهم يعرفون أنه القوة الوحيدة القادرة علي إحباط كل مخططاتهم، وهم من رقصوا وسجدوا لله شكراً علي هزيمة يونية 1967.
وأعود فأكرر أن احتفاء المصريين بنصر أكتوبر هو بمثابة استفتاء علي حب المصريين لجيشهم، ورغبتهم الصارخة في أن يرأس مصر رجل في قدر ووطنية السيسي، ليعيد لمصر وللمصريين المكانة التي يستحقونها.