عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجل بحجم دولة.. ودولة بحجم مصر

علي جانبي منصة القاعة الرئيسية بمركز المؤتمرات الدولي في شرم الشيخ.. كانت هناك شاشتا عرض عملاقتان، تعرضان لقطات متتابعة تقتنصها شبكة الكاميرات التي تلف المكان كله، لتنقل نبض ما يدور في هذا المحفل والحدث المدوي الذي اجتذب عيون العالم كله، المتابعة لوقائع ومشاهد ولقطات لدولة تنتفض وتزيح عن جسدها غبار التخلف والجهل والظلامية والجمود،

لتلحق بركب المستقبل والبناء والتنمية والنهوض، بعد أن كادت أنواء التآمر والخيانة والخسة والأطماع تطيح بآمال شعبها وأحلامه في حياة كريمة عزيزة طيبة تليق بتاريخه العميق ومكانته العتيدة بين الأمم، فإذا به ينتفض في ثورة أذهلت العالم كله، وقلبت كل موازين قوي الشر والعدوان والإجرام التي أرادت بهذا الشعب الموت والفناء، فسخر الله له قائداً استثنائياً فذاً، قادراً علي أن يقول في وجه الجميع: لا.. مصر خلقت لتعيش.. مصر لا ولن تموت.
الشاشتان العملاقتان كانتا تتخذان شكل خريطة مصر.. أرضها.. بحرها.. ونيلها.. بحيث تظهر تفاصيل الصورة داخل الخريطة.. وعندما تتركز الكاميرات علي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهو يتكلم من فوق المنصة.. أو وهو يجلس في الصف الأول بالقاعة ليتابع المتحدثين.. كانت تبدو أمام الناظرين جميعاً خريطة لمصر تشغل مساحة أرضها كلها صورة وجه الرئيس .. بنظرة ثقة وقوة وأمل.. تماماً مثلما تراها أعلى هذه الكلمات.. لينطلق من أعماق الحضور صوت يقول: نعم هذا رجل يمثل دولة بحجم مصر.. بل هو رجل بحجم مصر.. رجل أتي من أجله وثقة فيه ممثلو كل دول العالم تقريباً.. إلا من كرهوا.. ليلبوا نداءه من أجل دعم مصر.. مصر الدولة والمكانة والريادة..  لا مصر الاقتصاد فقط.
لم يكن مؤتمر شرم الشيخ مؤتمراً اقتصادياً.. بل هو في حقيقته ومعناه الأعمق بكثير، مؤتمر سياسي تاريخي ومفصلي.. لخصته وسائل الإعلام العالمية في أنه «مؤتمر المكاسب الدبلوماسية للدولة المصرية».. ووصفه المشاركون بأنه «الحدث المذهل والأهم في تاريخ مصر الحديث، والذي قدم إلي العالم رئيس مصر كقائد فذ يمتلك قدرة فائقة علي قيادة دولة بحجم مصر».. أما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.. وحبيب المصريين.. فقد وصفه بعبارة بليغة ودقيقة وحاسمة وصادقة قائلاً: «إنه مؤتمر الاستثمار في مستقبل

الأمة بأكملها».. أمة العرب أجمعين.. ومن قبل كانت تتوالي الكلمات والخطب الحماسية، والتسابق بين القادة المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، من أجل إعلان الدعم المالي والاقتصادي والسياسي لمصر وشعبها ورئيسها.
أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يعلن أن بلاده تتوقع مستقبلاً واعداً لمصر الشقيقة.. ويضع كل امكانيات بلاده من أجل دعم مصر والمصريين.. ولي عهد المملكة العربية السعودية يعلن أمام الجميع ان استقرار مصر هو استقرار للمنطقة بأسرها، ويطالب كل دول العالم بنبذ الازدواجية في المعايير، وضرورة مساندة القيادة المصرية في حربها ضد الإرهاب.. رئيس وزراء ايطاليا يلقي خطبة حماسية يتحدث فيها عن مصر وكأنه واحد من شعبها.. فرنسا.. ايطاليا.. اسبانيا.. الصين.. روسيا.. عمان.. اثيوبيا.. ليبيا، وحتي وزير الخارجية الأمريكي نفسه.. كلهم يعلنون أمام العالم دعمهم ووقوفهم بجانب مصر.. الدولة.. والشعب والرئيس.
هذا هو المكسب الحقيقي.. والأعظم.. من مؤتمر شرم الشيخ.. نعم هناك مكاسب اقتصادية كبيرة تحققت.. سواء تمثلت في توقيع عقود استثمار بأكثر من 60 مليار دولار، أو في تقديم دول السعودية والكويت والامارات الشقيقة حزماً استثمارية بنحو 12.5 مليار دولار.. من شأنها أن تدعم اقتصاد مصر ومكانتها المالية الدولية.. لكننا نري أن المكسب الأعظم هو العائد السياسي الذي تحقق.. والرسالة الأهم هي: إن مصر دولة قوية.. أبية.. حرة الإرادة.. ليست تابعة ولا منقادة.. لا يحكمها في علاقاتها بمحيطها الخارجي إلا معايير مصلحة شعبها.. واحترامها لذاتها ومكانتها وتاريخها.. ولو كره الكارهون.. والمتآمرون.