رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عفواً جلالة الملك..عذر أقبح من ذنب

لا يكفى الخطاب الرسمى الصادر عن مسئولين مغاربة موالين للملك محمد السادس وغير منتمين لحزب «العدالة والتنمية» الإخوانى الحاكم.. لتبرير ما حدث من تحول إعلامى مفاجئ فى الموقف المغربى الرسمى تجاه مصر ـ قيادة وشعباً ـ الى حد يصل الى التطاول والتدخل بشكل سافر فى الشأن الداخلى المصرى.

لا يكفى القول بأن هناك محاولة إخوانية للوقيعة بين البلدين.. لكي نبتلع ما أذاعته قناتا التليفزيون المغربى الرسميتان بلغة شاذة وغريبة لم نعتدها من قبل، متضمنة وصف ثورة 30 يونية بالانقلاب العسكرى، واعتبار المعزول ـ بإرادة الشعب ـ محمد مرسى رئيساً شرعياً منتخباً للبلاد، والقول بأن عزله يمثل اجهاضاً للانتقال الديمقراطى ونسفاً للدستور فى مصر.
نتفهم جيداً «خصوصية» النظام السياسى الحالى فى المغرب.. فى ظل سيطرة جماعة الإخوان على الحكم ممثلة فى الحكومة التى عينها الملك محمد السادس نفسه عام 2012 برئاسة عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» الذى يمثل الذراع السياسية للتنظيم الإخوانى الدولى في المملكة المغربية الشقيقة.
ونعلم أن «القصر الملكى» المغربى ربما يكون قد فقد فى ظل هذا التوجه الحكومى كثيراً من سيطرته على الدولة.. مضطراً الى أن يحين الوقت للتغيير.
لكن.. أليس من حقنا أن نغضب من ترك الأمور فى المغرب تصل إلى هذا الحد؟ ليس لنا أن نتدخل فى شئون الأشقاء الذين منحوا حزب «العدالة والتنمية» الأغلبية البرلمانية التى مكنته من السيطرة علي الحكم.. والتى خلقت هذا الوضع المتأزم الذى يهدد بانفجار الدولة فى أى وقت.. ومع ذلك فإنه من غير المقبول أن تترك الأمور «سداحاً مداحاً» إلى حد التطاول الرسمى والسافر على دولة بحجم مصر عن طريق الإعلام الرسمي.. فهنا لابد أن يتدخل «القصر الملكى».. خاصة ونحن نعلم موقفه الرسمى الداعم  لثورة يونية.. وأن الملك محمد السادس كان فى طليعة المهنئين للرئيس عبدالفتاح السيسى بالثقة التى حظى بها من جانب الشعب المصرى فى الانتخابات الرئاسية.
ثم.. أليس من حقنا أن  نتساءل:  لماذا يحدث ذلك الآن تحديداً.. وبعد أيام من الزيارة «الخاصة» التى قام بها الملك محمد السادس إلى تركيا.. واللقاء «العائلى» الذى جمع بينه وولى عهده والأميرتين «للاخديجة» و«للاسلمى» وبين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وزوجته «إيمين»

وابنته «سمية» فى 27 ديسمبر الماضى؟! وهو اللقاء الذى تناولته احدى قنوات الفتنة المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابى وحاولت استغلاله فى تجريح ملك المغرب بهدف الوقيعة بينه وبين مصر، غير ان ذلك لا يبرر مطلقاً أن ترد القنوات الرسمية بتعمد الإساءة والتطاول..  فالوضع يختلف تماماً.. وكان أولى بالدولة المغربية أن تتدارك وتعى هى الأغراض الخبيثة لهذه القناة المشبوهة.
لقد قامت الدنيا ولم تقعد.. وغضب ملك المغرب وأبلغ مصر عن طريق سفيره بالقاهرة احتجاجه رسمياً عما صدر من مذيعة بإحدى القنوات الفضائية من تطاول في حق الشعب المغربى.. ـ رفضناه نحن أيضاً واستهجناه.. واعتذرت مصر رسمياً..وصدر قرار بنقل المذيعة ومنعها من الظهور فى القناة التليفزيونية.. إرضاء لملك المغرب وللشعب  الشقيق.. بل وصل الأمر الى حد قيام وزير الخارجية سامح شكرى بإبلاغ  رؤساء تحرير الصحف وممثلى القنوات الفضائية الخاصة.. فى إجتماع حضره كاتب هذه السطور ـ بضرورة «جبر خاطر» الإخوة المغاربة.. وفعلنا ذلك بالفعل.
لذلك.. نقول: إننا لا نقبل وصف ما يحدث فى الإعلام المغربى بأنه «أمر خارج حدود سيطرة الدولة».. وعفا الله عما سلف.. فهذا عذر أقبح من ذنب.. ولا يعقل أن تتحمل الدولة المصرية بهذه «الرحابة الأفلاطونية» المستحيلة تبعات الضعف المغربى الرسمى فى مواجهة المد الإخوانى الإرهابى.
نقول للأشقاء: هذه مشكلتكم أنتم.. وحلها  يقع في نطاق مسئوليتكم وحدكم.. أما نحن فلن نقبل بأقل من اعتذار رسمى وتدخل جاد وحاسم لوأد هذه الفتنة الإعلامية فى مهدها.