رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تذبحوا «زعزوع» الأمن.. قبل السياحة

لا نميل الى ذبح وزير السياحة هشام زعزوع.. ولا نقبل تحميله وحده مسئولية التدهور الحاد الذى يعانى منه القطاع.. ليس الآن فقط.. ولكن منذ يناير 2011.. ذلك التدهور الذى يفقد الناتج المحلى بسببه نحو 11% من ايراداته، ويعرض أكثر من 4 ملايين مصرى يعملون فى الأنشطة السياحية للتشرد والبطالة وخراب البيوت.

«زعزوع» يتحمل مسئولية جزء من الأزمة.. وليست كلها.. هو مسئول عن فشله فى إدارة الأزمة بالتعاون مع الغرف التى تضم شركات القطاع.. خاصة فيما يتعلق بإيجاد برامج مبتكرة لتنشيط حركة السياحة.. خارجياً وداخلياً.
انظر الى تلك المعاناة التى يعانيها العاملون فى المناطق السياحية الشهيرة فى مصر.. فى الغردقة و شرم الشيخ والأقصر وأسوان وغيرها.. حالهم «لا يسر عدو ولاحبيب».. استثمارات بملايين- إن لم تكن بمليارات الجنيهات- مجمدة فى منشآت سياحية معطلة.. لا تدر أى نسبة تذكر من حجم نفقات تشغيلها الباهظة.. والعاملون بها لا يجدون قوت يومهم بسبب غياب السياح الذين وقعوا فى بلادهم فريسة للدعايات المضادة والمغرضة من جانب المقاصد المنافسة.. بينما نحن نغط فى نوم عميق.. ولا نملك الا «انتظار الفرج» دون أن نتحرك خطوة حقيقية فى اتجاه تغيير هذا الوضع المخيف.. ودون إدراك منا أن هذه الدعايات المضادة مازالت أقوى من جهودنا لتصحيح صورتنا أمام سياح العالم!
أليس عجيباً أن تنتشر بيننا إعلانات من شركات سياحية تروج لبرامج زيارات الى لبنان لقضاء أعياد رأس السنة.. بأسعار ربما تعادل أو تقل عن تكلفة قضاء نفس المدة وبنفس المزايا فى أفقر مقصد سياحى داخلى.. بينما يغيب عن خطط وزارة السياحة وهيئاتها وشركاتها تنظيم رحلات داخلية مثيلة بأسعار مخفضة تجتذب الراغبين فى قضاء عطلات رأس السنة ونهاية الفصل الدراسى الأول فى المدن السياحية الشهيرة ؟!
أليس غريباً أيضاً أن يكتشف رئيس الجمهورية أثناء زيارته للصين- والتى غاب عنها الوزير «زعزوع»- أن شركات هذه الدولة التى يتجاوز حجم السياحة فيها 130 مليون سائح يزورون دول العالم سنوياً تشكو غياب برامج الجذب السياحى للمقاصد المصرية، وتتقدم بقائمة

طلبات الى الرئيس لحل مشاكلها مع الجهات المسئولة فى مصر ؟!
هل يعقل أن الصينيين يشكون من إهمالنا لهم.. بينما نحن لا نسعى لهم ولا نطرق أبوابهم لاجتذاب ولو مليون سائح من هذا العدد الرهيب الذى يصدرونه لدول العالم؟!
نعم.. كل هذه الأمور يسأل عنها وزير السياحة .. وتسأل عنها الحكومة كلها.. لأن الوزير لا يعمل بمفرده.. لكنه ينفذ سياسات حكومة.. توجهه و تتابعه.. ولها حق تقييمه.. وتقويمه.. وعزله و تغييره إذا تطلب الأمر.
لكن الانصاف يقتضى القول إنه لا يتحمل المسئولية بمفرده.. لأن المشكلة ليست غياب برامج التنشيط فقط.. لكن هناك ما هو أهم.. وهو غياب الاستقرار الأمنى.... صحيح أن الحال الآن أفضل مما سبق.. لكن لم يصل بعد الى ما ينبغى أن يكون عليه.
مازالت الدولة فى حالة حرب حقيقية ضد الإرهاب.. ويخطئ من يتصور أن هذه الحرب اقتربت من نهايتها.. فما زال الطريق صعباً و طويلاً.. والى أن يتحقق الأمن والاستقرار الحقيقى، ربما يكون علينا أن نتحسس طريقنا بحذر فيما يتعلق بعودة النشاط السياحى الى سابق عهده.. لأننا قد نخسر كثيراً.. وكثيراً جداً.. اذا ما عاد السياح دون وجود أمن حقيقى.. و إذا ما تكررت كارثة سياحية أخرى كتلك التى شهدتها الأقصر عام 1997 وراح ضحيتها 58 سائحاً.
نسأل الله ألا يعيد علينا مثل هذه الأيام السوداء.