رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهاية "النَزَق" القطرى

المهم فى قرار الدوحة إغلاق قناة الفتنة «الجزيرة مباشر مصر»، هو دلالات هذا القرار.. وليس القرار فى حد ذاته.. لأن هذه القناة أقل بكثير من أن نعتبر إغلاقها انتصاراً لمصر.. نحن أعظم وأكبر بكثير من «الجزيرة» والذين يمولونها ويديرونها ويوجهونها.

أولى هذه الدلالات هو أن قطر بدأت تفوق فعلاً.. لا قولاً.. من غيبوبتها العربية.. بما يعنى أن نهاية هذا «النزق القطرى» أصبحت ممكنة.. نسميه «نزق» لأن هذه الكلمة هى من الناحية اللغوية تمثل الوصف الدقيق والبليغ للحالة التى وقعت فيها تلك «الإمارة» منذ أن تولىأمرها قبل سنوات الأمير تميم الذى انقلب على والده مثلما فعل «الأمير الأب» مع «الجد» أيضاً.
النزق فى«لسان العرب» هو الخفة فى كل أمر والعجلة فى الجهل والحمق والطيش.. وهذا هو ما فعله الأمير الصغير بنفسه وببلاده.. عندما حشر أنفه فيما لا يعنيه متوهما قدرته على أن يكون لاعباً فاعلاً فى «لعبة أمم المنطقة».. فلم يجن إلا «عداء الكبار»  حتى بات قاب قوسين أو أدنى من الطرد خارج «البيت الخليجى الكبير».. وها هو الآن «يستفيق» ويعود الى حجمه الطبيعى.
دلالة ثانية.. هى أن قرار الإغلاق.. وإن كان يعتبر خطوة غير كافية وحدها لإرضاء مصر، ورد الخطأ فى حقها.. إلا أنه مؤشر لبداية تغيير السياسة القطرية.. سيقول البعض: وما شأن قناة «الجزيرة» بسياسة دولة قطر؟
ولهؤلاء البعض نقول: أخطأتم إذا كنتم تتصورون أن «مباشر مصر» مجرد قناة فضائية تليفزيونية.. هى فى الحقيقة لم تكن معنية بأى دور إعلامى، بقدر ما كانت منفذة لأجندة سياسية يرسمها ممولوها المنتمون للنظام القطرى الحاكم.. المحسوبون عليه والمؤتمرون بأمره.
ولذلك نقول: ان صدور قرار الإغلاق بتعليمات من الديوان الأميرى ـ حسبما أفادت مصادر من داخل القناة نفسها ـ يؤكد ما كانت مصر تقوله دائماً.. وهو أن هذه القناة تابعة للنظام القطرى، رغم ان الدوحة كانت تصر على انكار ذلك.. فمن يمنع الآن هو من منح سابقاً..  وهذه هي ثالثة الدلالات.
بقى أن نقول للمغالين فى شروط المصالحة: نحن لسنا صغاراً،ولا نقبل أبداً ان نكون صغاراً.. وهذه المغالاة ليست من شيم الكبار.. لا تطالبوهم بالاعتذار عما بدر منهم من كذب وأخطاء فى حق مصر وشعبها.. فشعب مصر كان يدرك تماماً حجم كذبهم.. حتى الإخوان أنفسهم يعلمون ذلك.. وكنا جميعاً نراهم يبالغون ويكذبون ويضللون ويبثون أفلاماً لمظاهرات يوهمون بها العالم بأن مصر تحترق غضباً ضد حكامها.. بينما كنا ندرك جميعاً أن هذه المظاهرات لم تكن إلا لحفنة قليلة مأجورة من المضللين الذين لا يظهرون إلا أمام الكاميرات ثم يفرون فور ظهور سيارة أمن أو سماع صوت «سارينة» مدرعة شرطة.
كذلك لا تطالبوهم بتسليم قيادات الإخوان الهاربين والمطلوبين للمحاكمة فى القضايا المنظورة الآن أمام المحاكم.. لأنهم ـ بالطبع ـ انتهوا من ترحيل هؤلاء بعيداً عن الأراضى القطرية.. قبل أن يشرعوا فى المضى قدماً بطريق المصالحة مع مصر.
الأهم الآن.. وما ننتظره فعلاً من النظام القطرى.. هو أن تثبت الدوحة حسن نواياها، وجديتها فى أن تتوقف عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية التكفيرية.. ليس فى مصر فقط.. ولكن فى كل الدول العربية..وخاصة فى سوريا وليبيا والعراق والبحرين.. فبغير ذلك لن تنجح المصالحة.. ولن تدوم.. ولن تكون إلا مجرد «هدنة مؤقتة».. استجابة لضغوط أو محاولة لإرضاء طرف وسيط.