رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هي الحرب .. أزفت الآزفة وعلى الإخوان تدور الدوائر

سؤال مشروع .. ربما يتسبب في غضب البعض .. لكن واقع الحال يفرض التعامل مع هذا السؤال بجدية وموضوعية .. هل خطر الارهاب الاخواني أصبح أكبر من امكانيات أجهزة الأمن وقدرتها على التعامل معه ؟!

هم يريدون الايحاء بذلك عن طريق توسيع أعمال العنف وتطوير عملياتهم الارهابية .. وحتى وقت قريب كان الأمر مقصوراً على إحداث تفجيرات يائسة .. بالقنابل البدائية الموقوتة أو التفجير عن بعد باستخدام شرائح التليفون المحمول .. على طريقة «إضرب واجري» بقصد «الفرقعة» وإثارة الرعب والخوف في نفوس الناس .. وأيضا على سبيل اثبات استمرار الوجود .. كنا نقول انه اسلوب العاجز الذي لا يقوى على المواجهة .. وانها «حلاوة روح» .. وانهم كالجرذان يمارسون عمليات التخريب تحت الأرض .. ولا يجرأون على الظهور فوق السطح لأنهم يدركون أنهم مبادون لا محالة .
واليوم .. نرى وضعا مختلفا .. في حلوان يخرج الملثمون حاملين بأيديهم الأسلحة الآلية .. يغلقون مداخل ومخارج المدينة .. ويصورون فيديو في الشوارع وسط الناس .. يتوعدون فيه - دون خوف - باستهداف الجيش والشرطة .. وقتل أفرادهما وتخريب منشآتهما .. وفي بني سويف يستولون على مدرعة للقوات المسلحة ويسيرون بها في «زفة تجريس» بالشوارع .. احتفالا بقوتهم وانتصارهم .. وقبل هذا .. وأهم منه كله .. ذلك الهجوم الخطير الذي شنته مجموعة ارهابية على كتيبة الفرافرة الحدودية .. وانتهى باستشهاد ٢٢ شابا من أفراد الكتيبة وتفجير منشآتها وذخيرتها وأسلحتها .. وفرار الجناة تاركين خلفهم أسئلة محيرة حول حقيقة قوة تسليح وتدريب وكفاءة هذه القوات وقياداتها؟! 
لا نقول ذلك تشكيكا في قدرات تلك الجهات .. أو انكارا لبطولات رجالها الذين سقطوا شهداء أو مصابين أو مازالوا يخوضون غمار الحرب  في مواجهة جحافل الجهلاء الموتورين المهووسين .. الصم البكم العمي الذين تحركهم - وهم لا يفقهون - مؤامرات دولية استعمارية كبرى لا ينكر أبعادها وأدلة ثبوتها ووقائع تنفيذها الا خائن أو متآمر أو غبي أو متعام عما يدور حولنا من حروب حقيقية من أجل إشعال وتفجير وتمزيق المنطقة بالكامل .. سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا .. بهدف تنفيذ مخطط التقسيم الكبير  القائم على تفكيك كل دول المنطقة واضعافها ونهب ثرواتها وخيراتها وجعل الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة القوية ومنصة الانطلاق الاستراتيجية لحلفاء الاستعمار الجديد .. في مواجهة القوى العالمية الكبرى التي تتشكل في الشرق معلنة نهاية عصر القطبية الواحدة في النظام العالمي.. وتشكل التهديد الأعظم والأكثر خطورة على مصالح ونفوذ الغرب الاستعماري.
نظرة واحدة الى محيطنا الأقليمي تكفي لادراك ما نتعرض له من تآمر واستهداف .. على حدودنا الغربية تتعرض ليبيا لخطر التفكيك والحرب الأهلية التي عانت منها الجزائر ومازالت تعاني منذ ١٠ سنوات ضد المتأسلمين وتجار الدين .. بينما استطاع الاخوان في تونس خطف ثورة الشعب الشقيق ضد فساد النظام السابق ونجحوا فيما فشل فيه اخوان مصر وعجز الجيش هناك عن التصدي لهم أو وقف سيطرتهم .. وفي الجنوب الغربي مزقت الفتنة السودان الى دولتين بعد حرب أهلية في ظل حكم الاخوان المسلمين .. بينما امتدت الحروب الأهلية وتوغلت التنظيمات الارهابية العميلة   
في نيجيريا تحت مسمى جماعة «بوكو حرام» .. وفي تشاد والنيجر ومالي تحت مسمى «دولة القاعدة في المغرب العربي» .. ولا يختلف الأمر في دول الجنوب الشرقي .. حيث يتوغل تنظيم «القاعدة» ويسعى بكل ما أوتى من قوة ودعم بالمال والسلاح من عملاء الاستعمار لاشعال الحروب الأهلية أيضا في كل من اليمن والصومال .. أما عن الشرق فحدث ولا حرج .. بدءا من فلسطين قلب الأمة العربية الموجوع بالاحتلال وبطشه وبحماس والاخوان وخيانتهم وتوريطهم للشعب في حرب غبية غير محسوبة العواقب .. ومرورا بلبنان التي أنهكها تاريخ طويل من الحروب الأهلية والتوغل الشيعي المتمثل في «حزب الله» .. وسوريا التي يعيش شعبها أهوال الحرب منذ ٣ سنوات ويرتكب فيها تنظيم «داعش» الارهابي مجازر دموية غير مسبوقة باسم الاسلام .. وهو نفس الحال في العراق الدولة المنهارة التي تحولت أيضا الى مسرح لمجازر «داعش» في ظل الاحتلال الأمريكي الممتد منذ ١٠ سنوات .. وصولا الى ايران التي تعاني العزلة منذ ٣٥ عاما تحت حكم اسلامي شيعي متشدد .. وأفغانستان التي حولتها الحروب الممتدة منذ نحو ٢٥ عاما الى مستعمرة للقاعدة وطالبان ومعسكر تدريب دائم للارهاب .. وباكستان التي تعاني أيضا من الحرب  منذ ١٥ عاما ضد الارهاب.
لماذا نقول ذلك الآن؟ ليرى من

لا يبصر.. ويدرك من لا يفقه القول .. أن مصر تبقى وسط كل هذه الأهوال والحروب والملمات  هي آخر القلاع الحصينة في مواجهة هذا المخطط الاستعماري الدولي الاجرامي الشيطاني .. وبسقوطها تكتمل المؤامرة الكبرى .. مؤامرة تسليم الشرق الأوسط الممزق الضعيف الى الدولة الصهيونية الممتدة من النيل الى الفرات.
هذا هو ما يسعون اليه الآن .. اسقاط هذا الحصن المنيع عن طريق انهاك قواته المسلحة وأمنه في مواجهة جماعات الارهاب .. وتحويل هذه المواجهة الى حرب أهلية على غرار ما حدث في باقي دول المنطقة .. وهذا هو ما يفسر ظهور ما يسمى بميليشيات «كتائب حلوان» المسلحة .. ثم دس شائعات وأنباء عن ظهور ميليشيات مضادة لمساعدة أجهزة الأمن والجيش في مواجهة هذه «الكتائب» الارهابية .. لينتهي الأمر بحرب أهلية.
فماذا نحن فاعلون؟ هل ننتظر حتى تأتي هذه الحرب على الأخضر واليابس وتحقق لهم غرضهم الخبيث .. بينما نحن منشغلون في محاولات اصلاح ما خلفته السنوات العجاف الماضية من خراب وانهيار في البنية الأساسية والخدمات .. وهي المحاولات التي تتحطم كل الجهود المبذولة من أجلها على صخرة الانهيار الأمني واتساع رقعة الارهاب .. وظهور الدولة وأجهزتها بمظهر العاجز الضعيف في مواجهة الخطر المستمر والمتنامي لجماعات التطرف والارهاب؟!
نقولها صريحة .. واضحة .. لا يفل الحديد الا الحديد .. ولا غالب لقوة الا بقوة أكثر بأسا وردعا وصلابة .. مصر في حالة حرب حقيقية ضد متآمرين في الخارج وخونة في الداخل .. ولا سبيل لنا في هذه الحرب الا خوضها حتى النهاية .. وبكل قوة وجدية واقتدار .. العين بالعين والسن بالسن والعنف بالعنف .. والبادئ أظلم .. فلتعلن الدولة حالة التعبئة العامة .. وترفع درجة الاستعداد والكفاءة والتسليح والتدريب بين صفوف الجيش والأمن .. بهدف توجيه المزيد من الضربات الاستباقية لجماعات الارهاب والقضاء على تلك الكتائب والميليشيات في مهدها .. ولتذهب تقارير منظمة «هيومان رايتس» وأخواتها الى الجحيم .. نحن أمام خطر يهدد مستقبل  ومصير وطن ويمس أمنه القومي ووحدة وسلامة شعبه وأراضيه .. وأمام هذا الخطر تخرس كل الألسنة المتشدقة بشعارات ولافتات ومواثيق حقوق الانسان .. هكذا تفعل أعتى الدول حرية وديمقراطية وتقدما واحتراما للقانون والدستور والحقوق والواجبات .
افعلوها .. ولا تتحسبوا للومة لائم .. ولا تنتظروا تفويضا أو ترخيصا أو إذنا أو تبريرا .. فأنتم مفوضون بالفعل من الشعب وبشرعية ثورة الثلاثين من يونيو بحماية الوطن والحفاظ على سلامته وتطهيره من خيانة الاخوان .. اقتلعوهم من جذورهم .. هم وكل من ناصرهم أو شايعهم أو تعاون معهم أو أيدهم .. فقد «أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة».. ولم يعد الأمر يحتمل تأخيرا أو تأجيلا .. ولم تعد الأرض تسعنا وتسعهم ..  هم حكموا على أنفسهم بالموت عندما حملوا السلاح وقتلوا النفوس وسفكوا الدماء وحرقوا وخربوا الديار .. اختاروا الحرب .. وفي الحروب قتلة ومقتولون .. وعلى الباغي تدور الدوائر.