مجدى سرحان يكتب:
عرض قطر لمصر .. المصافحة بقفاز إسرائيلي
يظن تميم ابن حمد أمير قطر .. إبن الثلاثة وثلاثين عاماً.. أنه أنصح من والده الذي سلمه عرش الحكم في ظروف مازال معظمها غامضاً.. يراهن الأمير الصغير على ضعف ذاكرة أعمامه العرب ..
ويتخيل أن قادة دول سيلهثون إلى عاصمته الدوحة .. لتقديم فروض الولاء والطاعة .. تلبية لدعوته الكريمة لطي صفحة الماضي وتجاوز «الخلاف» مع الشقيقات الكبريات .. ومصر تحديدا .. «وعفا الله عما سلف» !!
هكذا .. ببساطة تصل إلى حد السذاجة .. يقدم تميم عرضه «المغري» إلى مصر.. عبر وسطاء كويتيين وإماراتيين.. بعد أن زار الدولتين تزامناً مع زيارة الرئيس عدلي منصور لهما.. رئيس مصر تم إبلاغه برغبة أمير قطر في أن تبقى الدوحة على علاقات طيبة مع الدول العربية، بما في ذلك مصر ، مع استمرار «الاختلاف في وجهات النظر السياسية» !!
لغة العرض تحمل قدراً كبيراً من الغرور والصلف.. بل ـ عذراً ـ والغباء السياسي أيضا .. لم يقدم الرجل اعتذار دولته وحكومته وأجهزة الإعلام المأجورة التي يمولها بنقود عائلته .. التي لا فرق بينها وبين أموال الدولة .. عما ارتكبوه من
وبدلاً من الاعتذار عن كل ذلك .. أراد
السؤال هو: لماذا يقدم «تميم» الآن عرضه الخائب هذا؟
وللإجابة عن السؤال.. فتش عن «تل أبيب».. نصيحة تلقاها الأمير الصغير من أصدقائه في العاصمة الصهيونية.. وكشفها موقع «نيوز وان» الإخباري الإسرائيلي منذ نحو ٤٠ يوماً: «اذا أرادت قطر تحسين صورتها الخارجية والحفاظ على مكانتها الدولية، فعليها ضبط سياساتها الإقليمية مع مصر بالتحديد».
هذا هو ما تريده قطر .. ضبط سياساتها «غير المنضبطة» تجاه مصر .. ليس لوجه الله ورسوله .. ولكن إرضاء للسيد الأمريكي الذي يوهمهم بمكانة دولية زائفة .. يحميها وجود قيادته المركزية وقاعدته العسكرية على أرضهم .. خاصة بعد أن أفاق الجانب الأمريكي نفسه على أنه كان يسير في الاتجاه الخاطئ بشأن نظرته للتطورات السياسية في مصر .. وتحديداً بعد ثورة ٣٠ يونيو .. وسقوط حكم الإخوان الذين كان يظن أنهم الطرف الأقوى في المعادلة المصرية .. بحسب التقارير المضللة التي كان يتلقاها من سفيرته السابقة بالقاهرة آن باترسون ـ وفقاً لما أكده الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز إبن خلدون.. والعالم بالشئون الأمريكية علم اليقين.
*********
الخلاصة .. لا تصدقوا «تميم» الذي لم يأت الى مصر فاتحاً صدره بقلب صاف.. لكنه يمد لكم يد المصافحة بقفاز إسرائيلي .. وعيناه معلقتان بأستار كعبة البيت الأبيض.