عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قناة أون.. وريم ماجد

الخبر نشرته وكالة أنباء أونا وهي الوكالة التابعة لقنوات اون، وجاء فيه ان القناة تعرضت لضغوط من جهات سيادية وأمنية لوقف برنا مج الإعلامية ريم ماجد «جمع مؤنث سالم» وهو برنامج من إنتاج تليفزيون دويتش فيلله الألماني ونسبت الوكالة الخبر إلي مصدر مسئول داخل القناة.

وفور تناول الخبر علي المواقع الاخبارية انفجر النشطاء والسياسون ما بين مندد بتدخل هذه الجهات وبين الإدانة لقرار الوقف وهو ما أزعجني شخصيا من تدخل أي جهة لمنع برنامج تلفزيوني خاصة وانه برنامج اجتماعي كما ذكر الخبر وليس برنامجاً سياسياً.
واستغربت من عودة الخوف والهلع لهذه الأجهزة من الإعلام والمسارعة بالضغط علي إدارة القنوات لإغلاق أو وقف برنامج مهما كان ما يقدمه من محتوي لان تدخل الأجهزة مصادرة علي حق المجتمع في الاختيار وحق الناس في المعرفة طالما ان هذه البرامج لا تحرض علي العنف والكراهية وازدراء الأديان أو تدعو إلي ما يخالف الآداب العامة والصحة العامة.
وفي اليوم التالي وجدنا تصريحين ينفيان الخبر الذي نشرته وكالة اونا للانباء الأول من مالك القناة والوكالة الاخبارية المهندس نجيب ساويرس الذي قال إنه تم وقف القناة لانه لم يحقق أي عائد إعلاني وهو ما اكده البيرت شفيق رئيس القناة بان البرنامج لم يحقق نسب مشاهدة مقبولة تأتي بعائد إعلاني ونفي الاثنان الخبر الذي نشرته الوكالة التابعة لهما
أي ان سبب الوقف سبب فني وليس سبباً سياسياً وهو ضعف محتوي البرنامج، خاصة وان البرنامج إنتاج قناه ألمانية وقد يوافق المحتوي أذواق المشاهدين المتابعين لها ولكنه لا يوافق مشاهدي قناة اون.
وتعرضت الإعلامية ريم ماجد لحملة انتقادات تساوي حملة التضامن معها فور نشر الخبر الأول وانقلب من تضامن معها إلي ضدها وتم تحميلها مسئولية نشر الخبر في الوكالة الرسمية للقناة، وكان من المفترض ان يوجه اللوم والانتقاد إلي الوكالة وإلي القناة وإلي الإدارة الخاصة بهما لانهما سمحا بتمرير ونشر الخبر وهي تعلم ردود الفعل الذي ستحدث والبلبلة ومن سيخرج للصيد في الماء العكر علي كل شيء في مصر.
فالإعلامية لم تخرج بتصريح علي لسانها قالت فيه إن وقف برنامجها علي القناة تم بضغوط ولكن مصدراً مسئولاً في القناة نشرة في وكالة تابعة للقناة وبالتالي الامر مقصود من البداية ومتعمد.
فالقناة تتعرض في الفترة الأخيرة إلي هزة مهنية بسبب انصراف العديد من المشاهدين عنها لانها أظهرت انحيازها لحزب سياسي واحد

فهرب منها المشاهد بجانب انتهاء التعاقد مع عدد من الإعلاميين الجادين وتحول باقي برامجها إلي مذيعين يتكلمون مع أنفسهم، بجانب انحسار الأحداث المهمة في مصر والذي كانت تتميز بها في التغطية المباشرة. فلجاءت إدارة القناة إلي هذا الخبر للفت نظر الناس إلي القناة والي البرنامج الذي سوف يستمر عرضه علي القناة الألمانية.
فمثل هذه الألاعيب التي تقوم بها بعض الفضائيات والصحف للفت الأنظار إليها معروفة للجميع لكن ليس وقته الآن في ظل أوضاع ملتهبة وحالة من الغموض السياسي والصراع بين الدولة وجماعات إرهابية تدعمها دول كبري بالمال والسلاح والإعلام والصحف والمواقع الإلكترونية، والخبر الذي تم تسريبه عن وقف البرنامج استفاد منه هولاء وملأوا العالم ضجيجاً عن وجود رقابة في مصر وهذه الرقابة تمنع البرامج وتصادر الصحف وتحبس الصحفيين وإنها رقابة أمنية.
الوضع الآن صعب ونحن في مرحلة خطرة جدا نحتاج إلي المصارحة والمكاشفة والشفافية من كل الأطراف الحكومية وغير الحكومية من الدولة بكافة أجهزتها ومن القطاع الخاص والمجتمع المدني، نريد دولة لا تخاف من خبر أو ملف أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي، ومن يخرج علي المهنية فالقانون كفيل به دون أي استثناء، ونريد محاسبة المتسبب الحقيقي في ازمة أو كارثة مهما كان هو ومهما كان منصبه.
فالحرب علي مصر التي تقودها دول وجماعات وشركات كبري لا تهدف تغيير رئيس الدولة أو الحكومة لكنها تهدف إلي إركاع وإذلال الشعب في لحظة أطاح بنظامين حكم، فهي حرب تريد هدم أركان الدولة كلها وسيكون أول الخاسرين هو الإعلام بكافة وسائله لانه جزء من هذا الشعب.