عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المرحلة الخطر

ماذا يحدث في بر مصر؟ حالة الفوضي واللامبالاه التي ضربت أجهزة ومؤسسات الدولة مستمرة.. الإحباط والتشاؤم عاد الي وجوه المصريين.. المسئولون عاجزون عن إحداث تغيير حتي ولو طفيف في أوضاع البلد.. هذه الحالة انعكست علي كل أركان الدولة وظهر صراع علني بين مؤسسات وأجهزة الدولة وصل الي حد لايمكن السكوت عليه.

هذا الصراع انعكس علي الأوضاع العامة في مصر. وأدي الي زيادة حالة السخط علي الحكومة وعلي المسئولين. خاصة وأن كل جهاز يستخدم رجاله في الاعلام في تصفية خصومة من الأجهزة الأخري وتحولت منابر الاعلام الي ساحات لتصفية الحسابات والتضحية برجال كل جهاز أو مؤسسة وعادت الشللية والمحسوبية في كل أجهزة الدولة تقريبا.
هذه الحالة أدت إلي تآكل في شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي بصورة كبيرة وأصبح عدد الناقمين يقارب عدد المؤيدين مما يؤكد أن هناك داخل أجهزة الدولة من يعمل ضد الرجل إما قاصدا أو بسبب انشغاله بالصراع الدائر في الحكومة والدفاع عن كرسيه والكيد لزميله.
هذا الصراع يؤكد أن القائمين علي أمور هذه المؤسسات والأجهزة يتعاملون علي أنهم أصحاب وملاك كل جهاز أو مؤسسة وليسوا موظفين يتقاضون رواتبهم من الضرائب التي يدفعها الناس وعادت نغمة أسياد البلد التي كان يرددها رجال الأمن في عهد حبيب العادلي ثم الاخوان في عهد المخلوع مرسي لكن هذه المرة امتدت الي أجهزة أخري ومسئولين آخرين وآخرهم تصريح وزير العدل المقال حول أبناء جامعي القمامة وتلاها تصرح لوزيرة السكان حول ان الصعايدة هم السبب في العشوائيات.
ولولا الأعمال الارهابية وعنف جماعة الاخوان وأتباعهم لكانت ثورة شعبية قد قامت ضد هذه الحالة من الانفلات الذي ضرب أجهزة ومؤسسات الدولة وإحساس المواطنين العاديين بأن لم تحدث في مصر ثورتان وعادت الدولة الي عادتها القديمة وعادت الشللية والمحسوبية والتوريث في كل مكان في كل جهاز ومؤسسة.
وهي الحالة التي ينتعش فيها الفساد ويعمل الفاسدون فيها في حرية تامة لانشغال المسئولين بصراع فيما بينهم وزاد من

هذا الصراع محاولة بعض الاجهزة التدخل في الشئون السياسية والحزبية من أجل تصعيد مجموعة من عديمي الكفاءة أو الفاسدين الي السلم السياسي وإدخالهم البرلمان عنوة ومن يعترض يتم تأديبه وهي الحالة التي يظهر فيها النصابين والمدعون ومن يعملون في غسيل الاموال والتجارة الحرام من آثار وسلاح ومخدرات.
هذا الصراع يؤكد أن رئيس الحكومة فقد السيطرة علي وزرائه الذين فقدوا بالتالي السيطرة علي من يعملون معهم ونجح لوبي كبار الموظفين في الوزارات في إخضاع الوزراء لهم مما زاد من الفساد والإفساد داخل الحكومة وتحولت الحكومة الي جزر منعزلة كل وزير يعمل بعيدا عن زميله، وأبرز دليل انقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم وجود الوقود.
مصر تريد خلال الايام القادمة ثورة علي الأجهزة البالية وعلي هؤلاء المسئولين الذين صدقوا أنهم أسياد هذه الأمة.. نريد ثورة علي الجهاز البيروقراطي نريد ثورة حقيقية علي الفاسدين والفساد نريد تطهير كل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها هيكلة حقيقية. فحجم الانتهاكات المرتكبة والتي رصدت في الأيام الأخيرة تؤكد أن الكلام علي هيكلة أجهزة الأمن كان حبرا علي ورق.
مصر في المرحلة الخطر فإما أن تقوم من هذه العثرة بشخصيات تحب هذه الأرض وتعمل بروح الفريق الواحد أو تسقط لمئات السنين في غياهب الفساد والمحسوبية والرشوة وانتهاكات حقوق الانسان ووقتها لانلوم إلا أنفسنا.