عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة التوك توك

مئات آلاف من التوك توك تجري في شوارع مصر. بدون حسيب أو رقيب. هذه العربة الصغيرة التي كان يعتقد نظام مبارك انها ستعمل علي امتصاص البطالة بين الشباب. تحولت الي نقمة علي مصر كلها. وبدلاً من  تخفيف حدة البطالة بين الشباب أصبحت أداة  مهمة في يد البطجية والأطفال وفتحت باباً لجني المال  للفاسدين من رجال المرور وزادت من أزمة المرور في مصر.

هذه العربة الصغيرة أصبحت مصدر خطر كبيراً علي حياة الناس فمن السهل أن يتسبب توك توك في مقتل شخص أو أكثر  ومن السهل أن تقوم معركة بين سائقي التوك توك يقتل فيها أحد المارة فأسفل كل سائق إما فرد خرطوش أو سنجة أو سكين أو مطواة.
هذه العربة تسببت في زيادة تعطل حركة المرور في الشوارع بسبب الوقوف الخاطئ وفي منتصف الطريق أو السير عكس الاتجاه.. ورغم أن موافقة دخولها التوك توك مصر كانت مخصصة للشوارع الجانبية وليست الشوارع الرئيسية  إلا أن لوبي الفساد من مستوردي هذه العربة ومن موظفي الحكم المحلي ومن بعض رجال المرور جعلوها تسير في الشوارع الرئيسية بل إن مواقفهم أصبحت في منتصف هذه الشوارع تحت سمع وبصر رجال المرور.
هذه العربة التي استخدمها الإخوان في الحشد في انتخابات الرئاسة التي فاز بها المعزول ووجه المعزول الشكر لسائقيها في أول خطاب وهم  استخدموها ومازالوا في حشد المتظاهرين ونقلهم من مكان الي مكان  مقابل 150 جنيها في الوردية ويتم الاتفاق مع السائقين الأطفال لسهولة إقناعهم.
هذه العربة التي فشلت الحكومة في السيطرة علي دخولها مصر  وبالتالي فقدت السيطرة عليها داخل مصر، فلا تراخيص لها ولا رخصة قيادة لسائقيها ولا كشف طبياً عليهم ولا القيام بحملات في الشوارع الجانبية للتاكد من قانونية هذه العربات، خاصة أن  90% منها بدون ترخيص، لذا أغلب الكوارث التي تتسبب فيها هذه العربة الصغيرة لايتم محاسبة من كان يقودها لأنه سرعان مايهرب.
هذه العربة تشارك في زيادة حالة الفوضي في الشوارع  من كل اتجاه خاصة أن رجال المرور يهتمون دائماً

بالشوارع الهامة التي يمربها المسئولون ويتركون بقية الشوارع في حالة فوضي، فلا تعرف من يسير ومن يقف  وعندما تجد لجاناً مرورية  تزيد من الكارثة لأن رجال المرور يجدون لذة في إيقاف السيارات في منتصف الشارع وأصبح التعليق  عندما تجد زحاماً مرورياً أو شللاً مرورياً  في أحد الشوارع من يقول لك هناك لجنة تقف في مقدمة الزحام.
الحكومة مطالبة بأن تعمل علي وضع حد سريع للأزمة المرورية في القاهرة الكبري وفي المدن المختلفة في جميع المحافظات ومن يقول إن  سلوك المواطنين هو سبب الأزمة فإنه ينظر الي الأزمة من زاوية واحدة فقط ولكن هناك تعمداً من رجال المرور لتعطيله. نعم تعمد لأن مهمة المرور الأولي تسيير حركة المرور وليست جني المخالفات ومن يؤكد أن هناك حاله تعمد اختفاء رجال المرور من الشوارع في ساعات الذروة وإن وجدت مجموعة منهم تجدهم يجلسون يتسامرون وكأن الأمر لا يعنيهم.
إن أردنا إصلاحاً حقيقياً وإن أرادت الحكومة أن تثبت للمصريين وللمستثمرين إنها جادة في العمل فعليها حل أزمة المرور وإعادة النظر في  طريقة عمل التوك توك وتغيير طبيعة وعقلية القائمين علي هذا المرفق ومكافحة الفساد في أوساطه  حتي لو استعنا بخبراء من الخارج طالما القائمون علي الأمر غير قادرين علي حل هذه المشكلة المزمنة.. الحل السريع والعاجل مطلوب حتي لا نتحول لدولة التوك توك.