رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التجميد المؤقت هو الحل

22 شابا قتلوا بلا سبب.. دماؤهم سالت.. بسبب لعبة كرة القدم.. وقبلها 73 مشجعا في استاد بورسعيد.. وآخر مات علي أبواب نادي الزمالك . وهناك العشرات يموتون بسبب التعصب الأعمي للعبة نحن فيها أفشل شعوب الأرض.. لعبة يصرف عليها مليارات الجنيهات سنويا بدون فائدة.. وفي النهاية تضطر الأندية المصرية الي استيراد لاعبين من الخارج أي نفقد عملة أجنبية.

فهذه الرياضة في أغلب دول العالم مصدر للدخل القومي إلا مصر.. فهي أصبحت مصدرا للموت والتعصب والعنف ووسيلة لإسقاط الدولة.. فمن ماتوا ضحية هذه الحالة من الانعدام الأخلاقي.. فقد تحولت من أداة للمتعة الي أداة الي الشقاق والتنابذ ورفض النظام والقانون.
فعندما كنا صغارا كنا نجد عبارة علي كل مدرسة وخلف كل كراسة وكتاب تقول.. إن أردت أن تعرف أخلاق أمة فانزل الي ملاعبها.. هذه العبارة تكشف بجلاء أهمية الرياضة والأماكن التي تلعب عليها أي أنها تهذب الأخلاق.. وليست ساحة للقتل وبدلا من أن يكون بين جنباتها أغاني وأهازيج وتشجيع وصيحات ودخلات جميلة تحفز اللاعبين في الملعب.. الي ساحة للحرب وإشعال النيران وإلقاء الصواريخ المعروفة باسم الشماريخ ومحراب للدم.
وهذه العبارة تؤكد أن أخلاق المصريين أصبحت في الحضيض الأسفل وأننا أمة فقدنا أهم ما كان يميزنا.. وتحولت سماحة وبسمة المصريين التي كانت علامة مميزة في وجوههم الي علامات الحقد والكره وأصبح إراقة الدم من الأعمال المباحة ودون خجل بل أداة للتفاخر وساعد علي هذا تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب رغم مرور 4 سنوات علي ثورة يناير وما تلاها من مجازر ومذابح لم نعرف حتي الآن من ارتكبها ومن الذي حرض عليها ومن الذي مولها الكل يتحدث عن المؤامرة دون أن يوضحوا من الذي يتآمر وكيف تآمر وما هي الأدوات التي استخدمها وماذا فعلت الأجهزة للتصدي لها؟ هي أسئلة مشروعة لكنها دون إجابات.
والدماء مرشحة للتزايد في ملاعب الرياضة طالما لم نجفف منابع التعصب.. خاصة أن «الألتراس» ليسوا هم فقط مجموعة الشباب الذين يخرجون في جماعات ويحملون معهم الشماريخ والطبول لكن وراءهم مجموعات مستفيدة اقتصاديا بصورة كبيرة أولهم مصنعي القمصان التي تضع علاماتهم وثانيهم مستوردو ومصنعو هذه الصواريخ والشماريخ وثالثهم أصحاب شركات النقل التي توافق علي تأجير أتوبيساتها

لهم للذهاب بصورة جماعية الي الملاعب البعيدة كما حدث في مباراة انبي، فكان من بينها أتوبيسات مملوكة لجمعيات تعاونية لنقل الركاب أي أنها في حكم الأتوبيسات العامة.. وأخيرا أصحاب المصالح من الراغبين في المناصب الإدارية الرياضية والسياسية.. لابد من تفكيك الدولة الاقتصادية لـ«الألتراس» أولا أي التجفيف من المنبع.
والحل الأهم هو قرار جريء بتجميد النشاط الرياضي في مصر لمدة 5 سنوات خاصة في قطاع البطولة والذي يكلف الدولة سنويا 7 مليارات جنيه التجميد سوف يضرب هؤلاء من رعاة «الألتراس» الي التوقف فورا.. وهذا المبلغ يتم تحويله الي وزارة التعليم تقوم به ببناء مدارس جديدة تكون فيها ملاعب رياضية ونعيد الأنشطة الرياضية للمدارس للممارسة.. هذا القرار سيقضي علي مافيا الفساد في الأندية الرياضية والاتحادات ونعمل علي  إعادة تكوين جيل رياضي يملك مواهب حقيقية في كل لعبة وليس مواهب مصنوعة بالمال والرشوة مثل الموجودة الآن.
الحل هو التجميد المؤقت لكل الأنشطة الرياضية  ووقف الدعم المادي للأندية الحالية.. وتكون فرصة لها لتوفيق أوضاعها وفق لوائح اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحادات الدولية وعلي رأسها اتحاد كرة القدم.. فكرة القدم ليست صناعة كما يحاول ان يروج البعض هي لعبة مثل أي لعبة رياضية اخري ولعبة نحن فيها الأفشل علي مستوي القارة.. لعبة الفساد هو عنوانها الرئيسي في كل قطاعاتها والدم أصبح يغذيها.. ارحمونا منها لمدة 5 سنوات فقط.. ومن يتكاسل عن اتخاذ مثل هذا القرار سيكون هو المسئول عن سيل الدماء القادم.