عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السبت القادم

سؤال يقابلك إينما ذهبت ماذا سيحدث يوم 25 يناير أى يوم السبت القادم.. وهو سؤال محير ينقل لك حيرة عامة لدى فئة من الناس المهتمة بالشأن السياسى.. كثير منهم يستبعد حدوث أمر كبير.. وفريق يؤكد ان الاحتفالات بالذكرى الثالثة ستمر فى أجواء عادية وان التهديدات التى تطلق بين الحين والآخر من جماعة الإخوان هى مجرد نزاعات الموت لهذا التنظيم وقليل منهم متخوفون ليس من الإخوان ولكن من بعض الحركات السياسية التى انهت ثورة يونية دورها فى الحياة العامة.

لكن من المهم ان نسأل ماذا فعلنا فى الذكرى الثالثة لثورة يناير ومن الذى استفاد من الأحداث فى مصر ومن الذى خسر؟ وماذا استفاد الشعب المصرى..؟ هذه الأسئلة يجب ان نجيب عنها وبصراحة وبدون خجل... لابد من حساب ما حدث بمنظور المكسب والخسارة لمجتمع كامل وليس لأفراد أو أحزاب وجماعات.
إن كان على المستوى العام حققنا مكاسب تمثلت فى التخلص من رأس النظام الأسبق الا من استفادوا من هذا النظام عادوا وبقوة الآن إلى الساحة ويريدون إعادة انتاج حزبهم بنفس الآليات القديمة التى استخدموها فحولوا مبارك إلى حاكم مستبد يريدون الانتقام من كل من عمل على الاطاحة بهم وهو مؤشر خطير حتى الأجهزة القديمة عادت وأعادت معها رجالها وصدرتهم فى المشهد السياسى والاعلامى مرة أخرى.
ومازلنا فى صراع مع جماعة ارادت ان تسرق الثورة ومصر لصالحها وهو صراع كشف القوى الخارجية التى كانت تقف خلف كل الجرائم التى حدثت فى مصر فهذا الصراع كشف بوضوح من مع الشعب المصرى ومن ضده داخليًا وخارجيًا ولايوجد خيار ثالث لدى المصريين الآن كما يحاول البعض ان يروج له من يقف مع شعب مصر وقواتها المسلحة وشرطتها ومن يقف ضده فكلمة لكن سقطت الآن من قاموس المصريين.
وأصبح لدينا الآن دستور جيد جدًا ومحل اتفاق مجتمعى جاء بعد جهد وصراع سياسى وصل إلى حد تكسير العظام إلا انه فى النهاية خرج باستفتاء نزيه وبنسبة أخرست جميع الألسن ووفقًا لتقارير المراقبين المحليين والدوليين.
هذه أبرز مكاسب العامة ولكن على مستوى الخسائر ماذا حدث فهناك خسائر كبرى على مستوى الاقتصاد وعلى مستوى معيشة المواطن العادى خسائر كبرى فى جميع المجالات زيادة كبرى فى نسب الفساد زيادة كبرى فى نسب الأمية والفقر والمرض الافتقاد إلى الامان العام والامان الشخصى وهو الشغل الشاغل للشعب الآن

ومن أجل هذا يسأل دائمًا مصر رايحة على فين أو السؤال المطروح فى بداية المقال.
فحالة الفوضى العامة وإن كانت قد خفت حدتها إلا أنها موجودة وهى التى قد يتم استغلالها لاحداث ما يعكر صفو احتفالات السبت القادم فهذه الحالة كنا نأمل ان يتم العمل على ترشيدها إلا أننا اكتشفنا ان هناك من يستفيد منها لاظهار انه القوى والمسيطر من جماعات وحركات سياسية أو من تدعى انها ثورية التى رفضت كل الاقتراحات التى دعتها إلى التوحد أو حتى العمل التنسيقى لكن الصراع على المال والسلطة لدى قيادات هذه الحركات اعمتهم عن مصالح مصر العليا.
فالمكاسب والخسائر عند رجل الشارع العادى مختلفة تمامًا عما يطرحه السياسون والمثقفون أو حتى من يدعون انهم ثوار فرجل الشارع لا يريد إلا أمرين العيش الكريم والأمن فهناك 30 مليون ناخب لا يعنيهم الدستور ولا يعنيهم من يكون رئيسا للبلاد ولا يعنيهم من هى الحكومة أو من أى حزب كل ما يعنيه هو فرصة عمل ومسكن ملائم وعلاج وأمن شخصى فهؤلاء مهما تكلمت فى السياسة ومهما حققت فيها من إنجازات لن يتحركوا إلى صناديق الانتخابات إلا بعد ان تحقق لهم هذه الأمانى خاصة فى عجز الحكومات المتتالية ووسائل الاعلام فى اقناعهم بأن بداية تحقيق هذه الأمانى هى صندوق الانتخابات.
اعتقد اننا يجب ان نحسب مكاسبنا كدولة وشعب وخسائرنا بصورة أكثر عمقًا وفى كل المجالات حتى نعرف إلى أين نجن ذاهبون ونحول احتفالات السبت القادم إلى وقفة مع الذات وليحاسب كل منا نفسه ماذا فعل لهذه الأمة؟.