رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غموض المشير .. وتهديد مرسي

يبدون اننا نعيش عصر الغموض.. وليس عهد ثورة قامت من أجل الحرية التي أساسها الوضوح والصراحة والمكاشفة.. ففي اسبوع واحد أطلق كل من المشير محمد حسين طنطاوي والرئيس محمد مرسي تصريحين متتالين فيهما من الغموض ما يقلق المصريين... ويفتح الباب للتأويل والتفسير  والقيل والقال، وهو أمر في بداية عهد جديد لمصر لا يبشر بالخير.

التصريح الأول للمشير قال فيه ان قوي أجنبية تدفعنا لإراقة دماء المصريين، والتصريح الثاني للرئيس مرسي وفي نهاية كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة بالكلية الحربية وجه فيه تهديداً بقوله نصاً، «أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل، لا يغرنكم حلم الحليم، إننا يمكن، بالقانون وحده، أن نردع، ولكننى وبكل الحب أفضل الحب والألفة والعود الكريم إلى الحق».... هذا التهديد والوعيد    وفي نفس الوقت الترغيب غامض أيضاً يحتاج الي توضيح.
فكان علي الاثنين وهما من يحكمان مصر الآن أي شركاء الحكم ان يكونا أكثر وضوحا، فكان علي المشير ان يسمي هذه الجهات وهذه الدول حتي يعلم الشعب المصري من معه ومن ضده وكيفية الرد علي هذه الدول أو الجهات واتخاذ موقف جماعي منها، لاننا ضد إراقة الدماء في أي مكان في العالم، فما بالنا بالدم المصري الذي هو خط أحمر ويكفينا ما أريق منه في الفترة الانتقالية حتي تحولت الثورة المصرية إلي ثورة حمراء وليست بيضاء وحتي الآن لم نعرف من الذي تسبب في إراقة هذه الدماء ولم يتم محاسبة هذا المسئول وأعوانه... دماء ذهبت بدون عقاب فقد افلت مرتكبو هذه الجرائم من العقاب تحت بصر وسمع المجلس العسكري والنيابة العامة  فكان علي المشير ان يكون اكثر وضوحاً وشفافية مع المصريين وعليه ان يكشف تفاصيل أكثر ويحدد من هذه الدول التي تحرض علي إراقة دماء المصريين.
أما تصريح الرئيس مرسي فلا نعلم لمن هذا التهديد هل لمعارضيه ومنتقديه؟ وهنا لابد من وقفة صريحة وحازمة من هذا الكلام .. ام هي  للبلطجية ومروعي الناس، فالتصريح لا يكون بهذه الطريقة التي فيها تهديد وترغيب معا .. أم  التصريح موجه لانصاره الذين يتحدثون باسمه فيوجهون إليه الإساءة تلو الإساءة ويظهرونه بمظهر الضعيف الذي ينتظر التعليمات من مكتب الإرشاد أم هي موجهة إلي الجهات التي قال عنها المشير طنطاوي؟
التصريح في بدايته تهديد عنيف وفي نهايته ترغيب ضعيف، فلو كان التصريح لمعارضيه فليعلم الرئيس مرسي ان من لا يحترم القانون لا يجوز له استخدام القانون ومن لا يحترم احكام القضاء لا يجوز له استخدام القضاء، هذا أولا، أما التهديد والوعيد فزمنه انتهي مع سقوط حكم جثم علي نفوس المصريين 60 عاما، وبالتالي سقط من كان الإعلام يصفهم بالرموز ومن وصفهم مرسي في أحاديث صحفية بالرموز.. فلم يعد رئيس الدولة رمزا بل موظفا عاما بدرجة رئيس جمهورية ومن حق أي شخص يختلف معه يوجه إليه النقد حتي لو كان نقدا قاسيا والمعارضة تقوي الحاكم ولا تضعفه وتجعله قادراً علي

التفاوض بقوة مع أي طرف داخلي أو خارجي.
ولغة التهديد واستخدام سلاح القانون تفكرنا بمقولة الرئيس الراحل أنور السادات ان للديمقراطية أنياباً  وغرست هذه الأنياب في أول استخدام لها ضد القوي الوطنية والسياسية، وكان من بين ضحاياها قادة الإخوان المسلمين في اعتقالات سبتمبر 1981 وهي لغة لن تفيد في هذه الأيام خصوصا وان الاجيال الجديدة من الشباب لم تعد تخشي أحداً وأصبح حقها في التعبير بلا حدود، وعلي الرئيس مرسي يعلم ان نصف المجتمع تقريبا من معارضيه فعليه ان يتخلص من نصف المجتمع وبالقانون أي انهم ليسوا قلة كما زعم.
وهذا التصريح ليس بعيداً عن التصريح الذي قاله في مؤتمر انتخابي بالقليوبية ان هناك 34 عائله تؤيد منافسه احمد شفيق وانه سينتقم منهم بعد فوزه إذن فكرة الانتقام موجودة عنده وهذا مرتبط أيضا بما قامت به مجموعات من الاخوان بالاعتداء علي عدد من نواب البرلمان والنشطاء الحقوقين أمام مجلس الدولة وفي ميدان التحرير، فهل يستخدم مرسي هذه المليشيات لتصفية معارضيه والاعتداء عليهم، لان قانون الإخوان هو هذه المليشيات بعد عدوانهم علي الدستور والقانون والقضاء فهم لا يعترفون بالقوانين الحالية ويريدون قوانين علي مقاسهم وحدهم.   
فكيف يهدد رئيس دولة باستخدام القانون وكان أول قرار له انتهاكاً صارخاً للقانون وعدواناً غاشماً علي أحكام القضاء وكيف يهدد وهو يستمع لمستشارين قانونين أقل ما يوصفون به انهم في قمة الجهل القانوني؟ حتي انهم فشلوا ان يكونوا مثل ترزية قوانين العهد السابق  فان كان  هؤلاء هم من سيطاردون معارضي مرسي، فأهلا بهم في ساحات القانون الذي لا يعرفوه.
فعلي الرئيس مرسي وعلي المشير طنطاوي إصدار بيان عاجل يوضحان معاني تصريحاتهم، ويكشفون من الذي حرض علي إسالة الدماء ومن المقصود بالتهديد والوعيد، حتي نستعد كمعارضة لمواجهة السيل القادم من القضايا والبلاغات, ونكون مستعدين لمليشيات الإخوان ونؤكد لهم ان العنف لن يولد إلا العنف فاهلا بكم في أي ساحة تريدونها.. هذه رسالتنا إلي الرئيس مرسي.