رئيسة كرواتيا تحفر اسمها في التاريخ بعد موقفها بكأس العالم
تعد المرأة على مر العقود هي عمود المجتمع وركيزة هامة تساهم في تحقيق التقدم لأي أمم، ففي الماضي كانت كيلوباترا هي التي تحكم البلاد ولها مواقف يشهدها التاريخ إلى الآن، واستمر دور المرأة حتى العصور الحديثة.
وتأثر العالم بشخصيات كثيرة مثل "أنديرا غاندي" التي شغلت رئاسة وزارات الهند، وأصبحت الهند بقيادتها قوية، حيث إنها أضفت مجالًا جديدًا في السياسة الدولية، وساعدت على تطوير بلدتها وساندت قضايا الفقراء، كما لعبت دورًا بارزًا في تحقيق السلام العالمي.
أصبح للسيدات الآن بصمات مؤثرة ودور فعال في المجتمعات العربية والعالمية، حيث تحدث العالم كله عن رئيسة كرواتيا "كوليندا غرابار" بعد أن أظهرت روحها الرياضية بعد خسارة منتخبها من نهائي المونديال أمام فرنسا، حيث قامت بمؤازرة منتخب بلدها الذي استطاع لأول مرة في تاريخه أن يحقق إنجازًا كبيرًا بوصوله إلى النهائي وتحقيق المركز الثاني أمام المنتخب الفرنسي.
وأيضًا أنجيلا ميركل التي ترشحت للانتخابات الاتحادية لعام 1990، وقد أعيد انتخابها للدائرة في الانتخابات الاتحادية الستة اللاحقة بعد انتخابها الأول، حيث عينت على الفور في مجلس الوزراء بمنصب الوزيرة الاتحادية للنساء والشباب.
رقيت ميركل إلى منصب الوزيرة الاتحادية لشئون البيئة والسلامة النووية، ما أعطاها الفرصة لتوسيع رؤيتها السياسية ومنصة لبناء حياتها السياسية باعتبارها واحدة من أصغر الوزراء في المجلس، وأطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب من بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب "الأم"، لما يجدون فيها من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.
كما أثرت رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشرفي العالم 1999، وواحدة من النساء اللاتي أثرن في التاريخ الحديث، وجاء تسميتها بالمرأة الحديدية نظرًا للسياسة الاقتصادية العنيفة التي اتبعتها في تسيير الشئون البريطانية.
ترأست "تاتشر" حزب المحافظين في الفترة التي تقلدت فيها منصب رئيسة الحكومة في بريطانيا، واستمرت خلال عهدتها الثانية بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة، فقامت مثلا بخصخصة عدة شركات وطنية كبرى ومعروفة على المستوى العالمي مثل اتصالات بريطانيا وشركة "رولس رويس" لصناعة السيارات الفخمة والخطوط الجوية، وأيضا بخصخصة كبرى الشركات البريطانية، التي تعمل في مجال الفحم كما خفضت من العلاوات الاجتماعية التي كانت تتقاضاها العائلات الفقيرة، فيما سمحت للأغنياء بالاستثمار بسهولة وعلى خلفية القوانين المالية والاقتصادية الجديدة التي قامت بتمريرها
كما يوجد في وطننا العربي نساء صنعن مكانة وقدمن إنجازات لم يقدر على فعلها الرجال الأشداء، رانيا العبد الله عقيلة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، هي أكثر السيدات الأوليات في الوطن العربي اهتماما بحقوق الطفل والمرأة لقبت بملكة الأردن بعد عدة شهور من تتويج زوجها عام 1999، وكرست الكثير من الوقت للارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل أفضل للأطفال الأردنيين، ومن أبرز المشروعات التي بدأتها لتحقق هذا الهدف مشروع مدرستي، الذي انطلق عام 2008 ويهدف لصيانة البنية التحتية وتأهيل 500 مدرسة حكومية أردنية بشراكة بين القطاع العام والخاص. اهتمت رانيا ببناء جسور بين الثقافات المختلفة، ونشر الوعي حول حقيقة الحضارة العربية، ولها مؤلفات عديدة منها، مبادلة الشطائر، وهبة الملك، والجمال الدائم.
وضعت الملكة رانيا العديد من الجوائز للتشجيع على الإبداع والارتقاء بالمجال التعليمي، ومن أبرز هذه الجوائز "جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز" وهي أولى الجوائز، وذلك في 2006، إيماناً بأهمية دور المعلم في العملية التربوية وفي ترسيخ مبادئ التميز والإبداع، وقدرته على التأثير إيجابيًا على تفكير الأجيال لتخريج طلبة منتجين ومفكرين ومنتمين لمجتمعهم. كما أعلنت عن جائزة الملكة رانيا العبد الله للمدير المتميز، وذلك في عام 2008، وفي عام 2014، كشفت عن جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي خلال لقائها السنوي الذي عقدته مع إعلاميين، عن إطلاق الدورة الأولى لجائزة المرشد التربويّ المتميز في القطاع الحكومي 2014.
موضوعات ذات صلة