توزيع مصاحف على المسلمين في قداس خلة العدوى
يثبت النسيج المصرى كل يوم أنه أقوى من الفتنة، صورة جديدة من صور الوحدة الوطنية تجلت فى قداس ذكرى الأربعين للمقدس خلة العدوى، ورغم مرور أربعين يوما على دفنه إلا أن كنيسة المرعشلى بالزمالك امتلأت بالمعزيين المسلمين قبل المسيحيين، الكل حضر لتأبين ورثاء رجل ترك بصمته فى قلوب كل من التقاه، مشهد مهيب يجمع شطرى الأمة تحت سقف كنيسة العدرا مريم تعانقوا فى حب خلة العدوى، حشد كبير من المواطنين رجال وسيدات وشباب وأطفال كان على رأسهم النائب جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عُمال مصر، والنائبة نشوى الديب والدكتور سمير غطاس والدكتور عمرو الشوبكى الكاتب والمفكر السياسى وخالد إدريس مدير تحرير جريدة الوفد، وأحمد عيد عضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وتجلت الصورة الوطنية فى أبهى أشكالها عندما وقف أبناء الفقيد من الأطباء ورجال الأعمال يشكرون الحضور ويوزعون حقيبة بها مصحف شريف للمسلمين الحاضرين، وتقاسم الجميع العيش والملح المتمثل فى طعام الإفطار داخل قاعة بالكنيسة وهم يشاهدون فيلم قصير عن سيرة الراحل.
سيرة المعلم خلة العدوى عطرة تجسد قصة كفاح ووطنية، فقد ولد فى قرية بنى عديات بمركز منفلوط التابع لمحافظة أسيوط عام 1925، أصبح يتيم الأب وهو فى الثالثة من عمره، وعندما اشتد قوامه حضر إلى القاهرة كغيره من شباب الصعيد الحالمين بوضع أفضل، استقر فى منطقة بولاق أبو العلا وعمل فى عدة مهن إلا أنه احترف صناعة السجاد، وفى عام
كان مشهد الوحدة والتلاحم فى كنيسة المرعشلى يروى حدوتة مصرية حقيقية بعيدا عن المزايدات وكلام المؤتمرات، وكان المشهد الحى أفضل وداع لهذا الرجل الذى امتلك قلبا يعى معنى الإنسانية وبذل حياته لنشر الحب والتسامح بين الجميع .. وداعا خلة العدوى رجل المحبة وداعم الوحدة الوطنية.