رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حجازي : مصر عايمة في بحر من الفساد

أكد الدكتور  عبد العزيز حجازي  رئيس وزراء مصر الاسبق ان اهم التحديات التي تواجهها مصر في هذه المرحلة الدقيقة هي التحديث ووضع رؤية مستقبلية للاقتصاد

التي يعتبر علامة استفهام كبري، ما هو المنهج الاقتصادي وهوية النظام المصري اليوم، فلا يوجد صورة متكاملة للسياسة القومية والاقليمية، فنحن بصدد صراعات بين التيارات الاسلامية والفكر الاسلامي والاشتراكيين الذين يدافعون عن نظريتهم و الرأسمالية الجديدة «الليبرالية»، وهذا موضوع يستحق النقاش والدراسة ويجب الاعتماد علي مجموعة من السياسات المكملة حتي نبتعد عن الاقتصاد الورقي وبالتالي نحقق السلام الاجتماعي.. جاء ذلك خلال ندوة «تحديث مصر» التي عقدت أمس الأول بساقية الصاوي.
وأشار الي ان مصر شهدت تقلبات عديدة في مختلف العصور ولكن الاهم في المرحلة الراهنة ان نعي التاريخ الذي يجب ان نستفيد منه في بناء المستقبل، فكل حقبة زمنية لها ايجابياتها وسلبياتها ولابد ان يكون لدينا مصداقية في عرض وسرد الاحداث والتطورات التاريخية التي حدثت وأثرت علي الاقتصاد القومي، فالعملية الاقتصادية تحتاج منظومة متكاملة وآليات للتنفيذ وليست نظريات وشعارات بعيدة عن حيز الواقع.. وانتقد ما يقال علي ان مصر عايمة في بحر من الفساد ، وذلك لان الكل يعرض السلبيات فقط ، وجعلنا العالم ينظر الي المصريين علي انهم لصوص ، وكان يجب ان نعرض الايجابيات قبل السلبيات لان مصر ليست شلة الحرامية فقط ولكن بها شرفاء اكثر ولكنهم بعيدون عن الاضواء ..
واضاف « حجازي» ان مصر دولة متخلفة رغم ان لديها حضارة متقدمة في بعض الميادين وعلي رأسها القوات المسلحة التي عندما تضع ثقلها تحقق انجازات مثل حرب 1973 وحماية ثورة 25 يناير ، لذلك يجب علينا جميعا ان نحيي الجيش المصري الذي كان دائما يرفض ان يكون سكينا علي رقبة الشعب المصري.. وتطرق الي ان المصريين في الخارج يحققون 10 مليارات ويجب الاهتمام باستثماراتهم، ولا ننسي ان الاموال الاسلامية وصلت الي تريليون وحاليا هناك العديد من البنوك الاجنبية تطبق النظام الاقتصادي الاسلامي ، كما ان الجيش طلب مني وضع اجراءات بموجبها ان نحدث مصر ونرتقي بالمستقبل بدلا من جلد الماضي والتحدث عن الفساد والانهيارات السابقة التي حدثت في البلاد..
وأوضح ان التحديث لا يتم الا بالتكنولوجيا والادوات الحديثة للتعليم واعادة هيكلة المحافظات مرة اخري وهذا الموضوع تم طرحة من قبل وآن الاوان ان يطرح لأنه اصبح ضرورة حتمية؛ وبالنسبة لقانون الاستثمار العربي والاجنبي فهو لم يطبق بالشكل المطلوب وزادت الديون ودخلنا في حوالي 100 مليار دين خارجي ثم جاءت الخصخصة وثورة التصحيح للاقتصاد المصري واصبحنا امام مجموعة من المشاكل التي ترتبت علي الخصخصة، وكل هذه المعوقات والتحديات يجب ان تطرح علي الساحة..
وتذكر عبد العزيز حجازي عندما كان يتولي الوزارة قائلا : قررت فصل اموال التأمينات عن الحكومة وكان هذا النظام متبعاً في فرنسا وفعلت ذلك حتي لاتغطي وزارة الخزانة بهذه الاموال عجزها اما الان «رجعت ريمة لعادتها القديمة» واصبحت اموال التأمينات في حضن وزارة المالية ؛ كما انني وجدت اثناء تولي الوزارة ان اموال الزكاة في كل المساجد وصلت في أحد الاعوام الي مليون جنيه ومعظم الجمعيات لديها ملايين من اموال الزكاة لارقابة عليها ولا نعرف فيما تنفق لذلك وضعنا قانوناً لتنظيم جمع الزكاة والتبرعات.. وعن مسألة الغلاء قال عنها انها مصيبة في مصر وانه لم يسلم

من غضب الشعب، حيث قال انه في الماضي حدث ارتفاع في اسعار اللحمة التي زادت عشرة قروش ووصل الكيلو الي جنية ، فتظاهر الشعب وهتف ضدي ورفع شعارات « حجازي بيه ياحجازي بيه اللحمة بقت بجنيه»، لذلك اطالب وزير المالية الحالي بالسيطرة المحكمة علي اموال البلد وكيفية ان نعظم الناتج القومي سواء للفرد او الدولة..
وقال: اثناء فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تكليفي بتوفير ثلاثة احتياجات للقوات المسلحة وللتنمية وللشعب واطلعني عبد الناصر علي اموال الدولة واعطاني سلطات كبيرة، وكانت مصر دائما غنية وصدرت تعليمات بتولي الحكومة بناء حائط الصواريخ التي كلف الميزانية 100 مليون تم صرفها خلال 40 يوماً، وهذا الحائط قضي نهائيا علي التفوق الجوي الاسرائيلي وانهي قدراتها تماماً، حيث اجتمع عبد الناصر مع اربعة من رواد القوات المسلحة يوم الاربعاء 9 ابريل وقرروا بناء حائط الصواريخ، وخلال حرب الاستنزاف كان الرئيس الراحل مصراً علي استمرار المعركة وتكبدت اسرائيل خسائر لا تعد وصلت الي مليارات من اقتصادها القومي، الامر الذي جعل الدول الغربية وامريكا تقرر بعد حرب 67 مباشرة دعم اسرائيل مادياً..
وتابع رئيس وزراء مصر الأسبق: هناك معلومات غائبة عن الكثير وهي ان ضرب مصر كانت عملية مدبرة لاقصاء عبد الناصر وبالتالي فلم تكن 5 يونيو هزيمة للجيش المصري، وهذا يذكرنا بمقولة عبد الناصر الشهيرة « اشعر بأن هناك مؤامرة علي مصر»، حيث كان هناك تجهيز لضرب جمال عبد الناصر الذي كانوا يلقبونة بــ « الديك الرومي»، وهذه المؤامرة للتخلص من القومية العربية المتمثلة في شخصه، وكانت غلطته هي المناورة السياسية التي انقلبت الي هزيمة عسكرية في 67 ولكنه اتسم بالجرأة واعترف بها، كما ان عبد الناصر هو من خطط لحرب اكتوبر والسادات استكمل المسيرة ، فقد استعان في حرب الاستنزاف بالشباب من حملة المؤهلات العليا، وكانت اسرائيل دائما تريد القضاء علي الاجيال الجديدة والدليل ضربهم لمدرسة بحر البقر ولو استطاعوا تدمير باقي المدارس لفعلوا؛ وما تفعله اسرائيل حاليا علي الحدود ينم علي انها في ورطة فهي لا تفتعل الحرب الا عندما تكون «مزنوقة» وقد حدث قبل نكسة 5 يونيو 67  حيث كانت اسرائيل تعاني من تدهور اقتصادي..