رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"كوكا" تخطف الأضواء في اجتماع السماسرة


"الصدمة" ربما تكون أدق تعبير يجسد حال البورصة في الوقت الحالي، حيث كشف اجتماع شركات السمسرة الذي عقد أمس بحضور عشرات الشركات عن مدى الفجوة بين الشركات والمسئولين، ما قاله السمساسرة عن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء انه" ليس له سابق علم بالبورصة ،وان معرفة مجلس الوزراء بدور البورصة لا يتجاوز فكر مستثمر صغير لايزال في مرحلة التعلم بأساسيات البورصة .،يثير الخوف والفزع.

المشهد مقلق وما سرده السماسرة الذين كانوا يتحركون في دائرة مفرغة او ينفخون في "قربة مقطوعة "..يؤكد ان مجلس الوزراء ليس في أجندته ملف البورصة ....فتارة "شرف" يتبرأ من الملف ويلقي به الي الدكتو سمير رضوان الذي يسنده هو الآخر الي مستشاره ..وهكذا الامر طوال الفترة الماضية .

لعل ما اتخذته الرقابة المالية ثم مجلس الوزراء من قرارات خاصة ببعض البنود بلائحة صندوق المستثمر تكشف الفجوة بين الاطراف الثلاثة ،رئيس الوزراء اكتفي بالدفع بمبلغ بسيط ،لا يتجاوز 160 مليون جنيه ،وهو ما اعتبرته الشركات إهانة ورفضت بالتالي الاموال ،واضطروا الي طرح مقترحات جديدة ، برفع قيمة القرض المقدم من صندوق ضمان المخاطر البالغ رأسماله 840 مليون جنيه من 20% الى 75% بقيمة 600 مليون جنيه موزعة بواقع 60% لدعم الكريديت والمارجين و 40% لدعم شركات السمسرة وتغطية نفقاتها.

لكن عدم الحسم من رئيس مجلس الوزراء قلب الأمور رأسا علي عقب ،وفي ظل ضبابية التعاملات اضطرت الشركات الي الاستغاثة والتقدم،الي وزارة المالية لسرعة التنفيذ ،ولكن بمنطق ,"جيت ياعبد المعيين" فالكل يخشي تحمل مسؤلية القرار ، خاصة ان الدكتور اشرف الشرقاوي رئيس الرقابة المالية اصبح عليه العبء الأكبر ،وصار مطلوبا منه أن يتدخل ويسعي الي تعديل بنود صندوق حماية المستثمر لزيادة القرض لشركات السمسرة. وللرجل كل العذر اذ وجد نفسه بين عشية وضحاها رئيسا للرقابة ،بعد تخلي الدكتور زياد بهاء الدين عن المسئولية ،في توقيت كان لايتطلب الانسحاب او الهروب.

صناعة الأوراق المالية بحق اصبحت تسير الي النفق المظلم الذي يترتب عليه ضربة قاسمة ليس لسوق المال فقط وانما للاقتصاد الوطني، بالاضافة الي المصير

المجهول الذي ينتظر أكثر من 35 موظفا يعملون بالسوق ،ومازاد الطين بلة اللجنة الاستشارية لانقاذ البورصة التي اعلن عنها مجلس الوزراء ورفضها السماسرة ،والتي تضم خبراء: حازم الببلاوي ومحمود عبدالعزيزوسلطان ابو علي وزير الاقتصاد الاسبق. وكلهم خبراء اقتصاد ولا علاقة لهم بسوق الأوراق المالية ،وهو مازاد السخط بين السماسرة ،ليس ذلك فقط وانما هناك حالة فزع بعد مقابلة رئيس الوزراء لمجموعة من المستثمرين وتلبية جزء من مطالبهم ،بعد قيادة احدى السيدات المجموعة ،وهو مااعتبره السماسرة خلطا في الامور ، حيث اتهموا هذه السيدة التي اطلقوا عليها لقب "كوكا" طوال الاجتماع انها استغلت المظاهرة التي قام بها المستثمرون وتم مقابلة رئيس الوزراء والاكتفاء بتلبية مطالبها ، بلا انهم صاروا في انتظار لتعليمات جديدة من"كوكا"دون النظر أوالاعتراف بحق السماسرة ، وهو ما أشعل الموقف بينهم وكاد يؤدي الي التفرقة بين أطراف سوق المال .

السيناريو الذي شهده سوق المال كشف مدي الضرورة القصوي لعودة وزارة الاستثمار والاشراف علي القطاع المالي غير المصرفي، قبل المزيد من الدخول في النفق المظلم ،وضياع الاستثمارات الاجنبية .

المشهد القادم يبدو غامضا سواء بالنسبة للبورصة او قطاع الاستثمار،بعد عدم دراية الحكومة بطبيعة وأهمية سوق المال ،وانسحاب الدكتور زياد بهاء الدين رئيس الرقابة المالية وخالد سري صيام رئيس البورصة من الملعب مبكرا ، تاركين "الجمل بما حمل والسوق في حالة تخبط.