رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تراجع الثروة الحيوانية بنسبة‮ ‬40٪‮ ‬خلال ثلاثة أعوام

الواقع يؤكد أن قضية ارتفاع أسعار اللحوم تقع بكل مسئولياتها وأسبابها علي عاتق الحكومة التي تخلت عن الفلاح في أحلك الظروف الاقتصادية بدعوي تشجيع سياسة الاقتصاد الحر، وأن مصر البلد الوحيد الذي لا تهبط فيه الاسعار، حتي في حالة استقرار السوق أو زوال الاسباب المؤدية إلي ارتفاعها.

علي مدي السنوات الماضية حققت اللحوم ارتفاعاً متتالياً في الاسعار، يتراوح بين جنيه واحد وثلاثة جنيهات، ووصلت الاسعار إلي ما هي عليه الآن.

يؤكد سعيد جبريل رئيس جمعية تطوير الجاموس والبتلو أن كثيراً من الفلاحين تخلصوا من إناث الماشية منذ نحو خمس سنوات بسبب الارتفاع الشديد في أسعار الاعلاف عالمياً، وكانت اسعار اللحوم معقولة في ذلك الوقت، وكان من الضروري تدخل الحكومة لحماية الفلاحين ومنحهم قروضاً فورية لتدارك الأمر، لكنها تركت الأمور كما هي بدعوي سياسة الاقتصاد الحر، وبسبب التخلص من الإناث لم تعد هناك كثرة في المواليد، فارتفعت الأسعار وزاد الطلب من جانب المربي والمستهلك وأدي هذا بالتالي إلي زيادة الاسعار ويشير »جبريل« إلي أنه علي جانب آخر تقلص الدور الأساسي والحيوي لبنك التنمية الذي تراجع عن منح القروض خلال السنوات الماضية بسبب التعثر الشديد من جانب المقترضين خلال السنوات الماضية.

ويوضح أن مشروع البتلو موجود وأنه يتم انتاج نحو 40 الف رأس ماشية سنوياً، لكن لابد من دعم الحكومة بصورة كبيرة، واشار إلي أنه من المتوقع ثبات أسعار اللحوم عقب انتهاء عيد الاضحي المبارك، لأن المربين أصبح لديهم مخزون وأن الاناث الموجودة منذ خمسة اعوان بدأت تلد جيلاً آخر، ورغم ذلك فإن أسعار اللحوم لن تهبط لأننا الدولة الوحيدة التي ترتفع فيها الأسعار ولا تهبط مرة أخري!!

ويؤكد »جبريل« أن مشروع البتلو بدأ عام 1993 بتكلفة 10 مليون جنيه، وتمت زيادته من جانب الحكومة خلال السنوات الماضية حتي وصل إلي 90 مليون جنيه، وهو مشروع مدعم بمقدار 6٪ تقريباً، وشارك فيه بنك التنمية، لكن المشروع لم يتوقف وما حدث هو أنه تعرض لهزات متأثراً بحركة السوق

والأزمات الإقتصادية!!

ويؤكد سيد النواوي عضو مجلس ادارة الغرف التجارية أن هناك تراجعاً في الثروة الحيوانية بما يعادل 40٪ تقريباً خلال الثلاثة أعوام الماضية! ويقول إن الحكومة لاتهتم بمشروع البتلو، وأن الامور لن تنصلح إلا بقرار جمهوري، ويوضح أن الماشية تحتاج إلي رعاية ومأوي، وهذه السياسة ليست موجودة لدينا، لعدم توافر مصانع العلف التي تدعم الثروة الحيوانية، ووجه المربون الأراضي إلي الثروة الداجنة، رغم أن مشكلات الدجاج أكثر من حيث الأمراض المعدية، في حين أن العجول لا تسبب أمراضا قاتلة، وقد تصاب بمرض البروسيلا أو مرض جلدي، لكن لا توجد أمراض تقتل الانسان، وحتي جنون البقر لا يقتل الانسان وانما يصيبه بالهياج.

يذكر أن استهلاك مصر من اللحوم 863 ألف طن، منها 510 أطنان لحوم محلية و52 الف طن مستوردة، ويتم ذبحها في مصر، بالاضافة إلي 291 الف طن لحوماً مجمدة ويقدر انتاج مصر من الثروة الحيوانية بحوالي 8.3 مليون رأس من الجاموس و5.4 مليون رأس أبقار و8.3 مليون رأس ماعز و143 الف رأس من الأبل، وينتج الأفراد في مصر حوالي 90٪ من رؤوس الماشية، يقومون بتربيتها في منازلهم أو في مزارع صغيرة وبسبب أرتفاع اسعار الاعلاف قام معظمهم بالامتناع عن تربية الحيوان وبيعها بوزن اقل من 450 كيلو توفيراً للنفقات، وهذا تسبب في نقص المعروض الآن.