رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا يكرهنا «مماليـك» مبـــارك؟

هم من جنس آخر.
هكذا يعتقدون.. واعتقادهم صحيح إلى حد بعيد..!
«يد» هي لك.. لن تتساوى بـ«يد» سيفها أثكلك.
ويخدعك من يقول أن اليد الثانية هي يد أخيك أو ابنك.. قريبك أو جارك، والتفسير راجع إلى ما توارثوه عن «الدقشرمة»..!

قد لا تعرف معنى الكلمة، فلسبب قد يكون واضحا الآن لم تتوقف كتب التاريخ التي درسناها عند الاسم وعند من تسموا به..
والكلمة تعني «ضريبة الدم»، ومن تمت تسميتهم بها نوع آخر من المماليك، قد يعرفون أهلهم، لكن صلتهم بهم انقطعت بمجرد أن تم تملكهم أو استعبادهم.
.............
أصول هؤلاء «الدقشرمة» تعود إلى شرق أوربا التي كانت مستودعا للرقيق.. وسدادا لضريبة الدم «الدقشرمة»، كان العثمانيون يحصلون من هذه المناطق على الأطفال الصغار ثم يربونهم ويخضعونهم لتدريبات عسكرية شاقة وتدريبات إدارية ثم يلحقونهم بالجيش أو بالمناصب الإدارية «المهمة».
من هؤلاء وصل كثيرون إلى مصر مع الحاميات العثمانية ومع محمد على ومكثوا فيها وتزوجوا وتناسلوا.. والمشكلة ليست في «العرق» لكن في التراث «السلوكي والنفسي».
وأهم ما بقى من تراث «الدقشرمة» هو أن المسئول بمجلس أن يلبس «الزي الرسمي» يصبح «حكومة» ويصبح الآخرون «أهالي»..!
يمكنك، بهذا الشكل، أن تفسر أو تفهم سر التحول الذي يحدث لأشخاص تعرفهم انتقلوا من «فئة« الأهالي إلى فئة «الحكومة« وكيف أن الشخص نفسه اختلف تماما عمن كنت تعرفه، حتى وإن حاول أن يستمسك بأصل طيب ينتمي إليه، أو بتربية جيدة نجح فيها أبوه وأمه..!
.............
من الرحالة الأجانب الذين زاروا مصر في مطلع القرن السادس عشر عرفنا أن الدقشرمة «ممثلين في رجال الشرطة والموظفين الحكوميين» يعاملون أهل البلاد معاملة قاسية ويكنون لهم احتقارا شديدا..!
ريتشارد بيرتون رحالة زار مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر: «إن المصري إذا تعامل

مع ضابط شرطة أو دخل مركز الشرطة لأي أمر كان فلا بد أن يضربه الضابط أو المسئول على قفاه «Upon his kafa» حتى قبل أن تثبت عليه التهمة»..
«إنك تمر مع المتهمين الآخرين ليأخذ كل منهم قفا فإذا جاء دورك أخذت الذي أخذوا، والقفا خاص بالمصري دون سواه، فإذا كنت أجنبيا تحرزوا في إعطائك القفا وأحالوك إلى قنصلية بلادك».  
...............
في مستهل كتابه «الثامن عشر من برومير»، قال «المرحوم» كارل ماركس: «أشار هيجل إلى أن كل الأحداث الكبرى والشخصيات التاريخية تتكرَّر مرَّتين؛ ونسي أنْ يقول موضحاً إنَّها في المرَّة الأولى تظهر في شكل مأساة، وفي المرَّة الثانية تظهر في شكل مهزلة».
وماركس «كما يعرف كثيرون» فيلسوف ألماني، له نظرية عن الرأسمالية وتعارضها مع مبدأ أجور العمال، معروفة باسم «الماركسية»، وهو أيضا شريك فريدريك إنجلز في النظرية الرسمية والأساسية للفكر الشيوعي.
أما «جورج فريدريك هيجل» «الذي لا يعرفه كثيرون» فهو أحد أهم الفلاسفة الألمان ومن أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر.
..................
هل يغضبك، الآن، لو قلت: صدق كارل ماركس..؟!
اغضب براحتك.. لكن غضبك لن يخرجك من «الطابور»، فتأهب واستعد..!
ــــــــــــــــــ
[email protected]