عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أولاد النــاس.. وأولاد الــ

بضدها تتميز الأشياء..
وحتى تعرف بالضبط معنى «أولاد الناس» لا بد أن تعرف أن ضدها «المماليك» أو أولاد الـ..... «مجهول».
والمماليك ـ كما تعرف طبعا ـ كانوا غير معروفي الأهل، وفي مقابلهم كان ذوي الأهل أو معروفي الأهل هم «أولاد الناس»..!

..............
كما تعرف (أو كما ستعرف)، كان مجتمع «المماليك» يتكون من طبقة مميزة هي «الخاصة» وطبقة أقل هي «العامة» وبالتدريج ظهرت فئة ثالثة هم الأعيان، أو «بياض العامة» والتي ضمت العلماء والفقهاء وأعيان التجار.
وحين تزوج المماليك أنجبوا أبناء لهم أب وأم معروفون فاختير لهم اسم «أولاد الناس»..!
وهؤلاء تم إبعادهم عن الحياة السياسية العسكرية ولم يكن مسموحا لهم بالتجنيد(!!) فاختاروا حياة مختلفة عما كان عليه أسلافهم، والغريب أن أحفاد المماليك أبناء «أولاد الناس» كانت مكانتهم أدنى من مكانة المماليك أولاد الـ.... «مجهول»!
..............
ظهور فئة «أولاد الناس» كان في غاية الصعوبة، فالمماليك عاشوا كطبقة ارستقراطية يحكمون البلاد ويتمتعون بالجزء الأكبر من خيراتها دون أن يحاولوا الامتزاج بأهلها، فلم يتزوجوا منهم واختاروا زوجاتهم وجواريهم من بنات جنسهم اللاتي جلبهن التجار، ومن شدة محافظة السلاطين على هذا الوضع أجبروا القضاة والشهود على ألا يعقدوا قران مملوك من مماليك السلطان إلا بإذنه، وشددوا العقوبة على انتقال مملوك من المماليك عن طريق البيع إلى «كاتب» أو «عامي»..!
لكن طول الفترة التي عاش فيها المماليك بين الناس، جعلت السلطان برقوق يسمح لهم بالسكن في القاهرة والنزول من «الطباق».. وسمح لهم أيضا بأن يتزوجوا من نساء المدينة.
..............
هكذا، يمكن أن نفهم كيف كانت علاقة أولاد الناس بالأمراء والسلاطين المماليك علاقة قوية، وكيف كانوا يقدمونهم على غيرهم..
وعلى عكس ما قد تعتقد، فإن «أولاد الناس» كانت سمعتهم شديدة السوء..!
هذا ما نقرأه في كتب التاريخ التي لا تعرفها المدارس للأسف، فيحكي ابن إياس أن سنة 1471 عن قام شخص من «أولاد الناس» بضرب امرأة بسكين في جنبها وهي سائرة بين الناس في الطريق وماتت هذه المرأة ولم يعرف أحد ما سبب ذلك.
وفي سنة 1515 أمر السلطان بشنق شخص من «أولاد الناس» كان مجرماً وله عدة قتلى، فتم شنقه على باب الدرب الذي في السبع سقايات.
وفي 1515 أمر السلطان الأشرف قنصوة الغوري بشنق أربعة أشخاص منهم جارية بيضاء رومية وجارية حبشية وصبي «ابن ناس» لفاف وشخص «قواس» والسبب أن الصبي «ابن الناس» والقواس افسدا الجاريتين وحسنا لهما قتل سيدهما، وألقوا به في المرحاض، وأخذوا كل ما في بيته وسافروا تجاه «اطفيح» إلى أن تم القبض عليهم، وتم إرسالهم للسلطان وعندما تأكد من الوقعة أمر بشنقهم في أقرب مكان للمكان الذي قتلوا فيه سيدهم وهو بالقرب من باب سعادة.
..............
بعد أنت عرفت ذلك..
هل ستفرح حين يصفك أحدهم بأنك «ابن ناس»..؟!
ــــــــــــــــ
[email protected]