عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المماليك الجدد

"حكومة" وأهالي.. "دقشرمة" ومصريون..
"بلطجية" و"أولاد ناس"..
"إسماعيلية" و"عباسية".!

ألم يدهشك أن غالبية الألفاظ التي انتشرت وكثر استخدامها في السنة الماضية، ترتد بنا إلى عصر المماليك، وما تلاه من عصور، كانت لهم فيها الكلمة العليا، والقول الفصل..؟!
إن لم تندهش، أو تتعجب، فراجع نفسك، وتأمل ما حولك، وستكتشف أنك ـ دون أن تدري ـ تأقلمت و"تكيفت" مع عصر المماليك الذي أعاده مبارك بكل تفاصيله وحذافيره، ولا خلاص لمصر إلا بالقضاء عليه.
...........
قد تلاحظ، اختفاء كلمة واحدة، أو صفة واحدة، لكن دعني أصدمك، وأؤكد لك، أنك ترى من يحملونها "يوميا"، وأنهم سبب غالبية الكوارث التي تعيشها وتتمنى زوالها.!
دعني أصدمك، وأؤكد لك، أن في كلمة "دقشرمة" مفتاحا للغز كبير، وكشفا لأوهام كثيرة، أبسطها وهم "إيد واحدة" الذي عشنا ساعات في "عُرسه" وقضينا بقية العام في مأتمه..! 
غاب "اللفظ" وبقي المعنى.
تماما، كما اختفت "بعض" الأسماء والمسميات، وبقى من يحملونها بأسماء وصفات مختلفة، تليق بعهد جديد من عهود المماليك، ظلت فيه مصائر البلاد والعباد، في يد فئة لا نبالغ أبدا حين نصفهم بـ"المماليك الجدد".!
............
تلك ـ في رأيي ـ هي الجريمة الكبرى لعهد مبارك..
عودة المماليك.. وهي جريمة يشاركه فيها (أو أسس لها) الأستاذ المرحوم أنور السادات.
فعلا ـ وليس مجازا ـ أعادنا مبارك إلى عصر المماليك..
وفعلا ـ وليس مجازا ـ بقى أثر المماليك فينا، واستمر تأثيرهم علينا.
سياسيا واقتصاديا..وسلوكيا واجتماعيا ونفسيا.. وحتى دينيا.
ولا تندهش حين تعرف أن المماليك ثبتوا أقدامهم ورسخوا دولتهم بشرعية "دينية" أسسوها على إجراءات شكلية شديدة البساطة أهمها امتلاكهم لأراضي الحجاز والحرمين، واستضافتهم للخلفاء "العباسيين" في القاهرة..!
وظلت الأمور الشكلية هي أهم ما يميز استخدامهم للدين وتلاعبهم به.
............
هزيمتان ونص تلقاها المماليك في مصر:
الأولى في عهد محمد على.. والثانية بثورة يوليو.. ونص الهزيمة الباقي حدث بثورة 25 يناير والنص الثاني على وشك.
افتح الواو والشين إن كنت مع ضرورة استمرار الثورة، واكسر الواو وشدد الشين إن كنت من الفريق الثاني..
فالنصف الثاني من هزيمة المماليك في الطريق إذا واصلنا، وسيكون صفعة على الوجه إن اكتفينا بما حدث، ونمنا مع من ناموا بفعل "مخدر" الاستقرار.
............
بعد "مذبحة القلعة"، وما تلاها

من مذابح، أخطأ محمد على حين استبقى أبناء المماليك وزوجاتهم.
وبعد ثورة يوليو، أخطأ الضباط الأحرار حين لم يستأصلوا جذورهم.
فكان طبيعيا ومنطقيا، وبديهيا أن يبدأ عهد جديد من عهود المماليك، خلال حكم "المرحوم" الأستاذ أنور السادات، ليستمر ويستفحل في عهد "المخلوع" مبارك.
ما تغير، فقط، هو وقف استيراد المماليك (جزئيا) والاستعاضة عن الوارد الأجنبي بالتصنيع المحلي..!
مماليك السادات ثم مبارك، اختلفوا في "الأصول" عن المماليك القدامى: لهم آباء وأمهات.. لكن حققوا نفس المعادلة باحتفاظهم بما توارثوه عن أجدادهم (والعرق دساس كما السلوك والعادات).. كما حافظوا على "قلة الأصل" بانقطاع صلتهم بأهلهم وبالبيئة التي أنجبتهم بمجرد أن تم ضمهم للعصابة الحاكمة.
............
قد تشك في وجود المماليك أو تعتقد أنه مجرد تشبيه، أو مقاربة، لكن أعدك أن أثبت لك، غدا أو بعد غد، أنهم ما زالوا يعيشون بيننا ويسيطرون علينا.
وقد يظل السؤال عن معنى كلمة "دقشرمة" عالقا في ذهنك..!
وأعدك بأن تجد الإجابة ـ في مقال قادم ـ وأن تجد ـ في آخر ـ أصل صفة "أولاد الناس" التي يستخدمها "أولاد الـ..." معتقدين أنها صفة جيدة، رغم أنها ليست كذلك..!
............
أعدك ـ أيضا ـ أن أثبت لك (ولنفسي!) أن "المماليك" ما زالوا يحكمون مصر، وأن الثورة "غير المكتملة" التي كاد يمر عليها عام، لن تكتمل إلا إذا نجحنا في القضاء عليهم تماما ونهائيا.
باختصار..
لن تقوم لمصر قائمة، ما بقى فيها "مماليك" مبارك..!
ــــــــــــــــ
[email protected]