رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

500 اسبرطي

قبل الميلاد بـ490 حاول "داريوش" ملك ملوك الفرس أن يضم اليونان إلى ممتلكاته فتصده له جيش أثينا وهدمه هزيمة "نكراااااء" في معركة "ماراثون".
وبموت "داريوش"، خلفه ابنه "احشورش" الذي أراد الثأر لأبيه وللفرس، فأرسل رسالة إلي حكام ولاياته وأقاليمه يقول فيها: "آمركم بالحملة علي بلاد اليونان للثأر من الأثينيين الذين أساءوا إلي بلاد فارس وتجرؤا على جرحي و جرح والدي".

واستجاب الحكام للنداء وأعدوا جيشا جرارا من 100 ألف وفي رواية أخرى 150 ألف جندي و600 سفينة بحرية وقاد "احشورش" الجيش وذهب ليحقق ما عجز عنه أبيه.
ولأن الجيش الأثيني لم يكن يزيد عن الـ 10 آلاف قد يزيدوا بغير المدربين إلى 50 ألف جندي, اقترح الاسبرطيون أن يضحوّا بـ 300 من خيرة رجالهم, لملاقاة جيش "احشورش" الجرّار  لتأخير تقدم الجيش الفارسي قدر المستطاع والحد من فعالية أعداده الضخمة, حتى يتمكن اليونانيون من تحضير الأسطول البحري والجيش البري لملاقاة الفرس في معركة حاسمة.
وهي المهمة التي نجحوا فيها، كما قد تكونوا شاهدتم في الفيلم الأمريكي 300.
.................
طبعا، كلام الأفلام والحكايات غير كلام الواقع، فلم ينجح الـ300 وحدهم في هزيمة الجيش الفارسي، بل ساعدهم ألف متطوع مع "المضيق" الضيق الذي لم يكن يتسع لعبور أكثر من سفينتين وساعدهم أيضا عدم غباء جيش الفرس وعدم تأمين الغذاء الكافي للجنود!
ويضاف إلى ذلك اتحاد أثينا وإسبارطة و29 مدينة أخرى, بعد سنوات طويلة من الحروب، لمواجهة الخطر الفارسي.
بهذه العوامل وبمساندهم الألف متطوع استطاع الـ300 أن يصدوا تقدّم الجيش الفارسي لثلاث أيام بلياليها مستغلين عوامل الأرض ومستخدمين تكتيكات عسكرية رائدة أصبحت نموذجا في المعارك العسكرية.
.................
ما فعله الـ300 في اليونان، يكرره الآن 500 في مصر، هم أعضاء المبادرة دعا إليها زميلنا مؤمن المحمدي.
مجموعة من الكتاب الصحفيين والمثقفين، يؤمنون بقضية الثورة والثوار ويعرفون أن هناك حملة شرسة من التشويش الممنهج تهدف إلى تفريغ الثورة وحصر الثوار في مجموعة "بلطجية" يرفضها الشعب فقرروا أن يتصدوا لهذه الحرب الإعلامية، وأطلقوا "حملة" لطرق الأبواب، يحاولون بها أن يبتكروا نوعا من الإعلام المباشر عبر التواصل مع الناس في البيوت لتصحيح صورة الثوار التي انتهكتها وسائل الإعلام المملوكة للدولة.
سيجوبون شوارع المحروسة وأحياءها لينشروا بين سكانها عبر نقاشات مباشرة ولافتات وأساليب أخرى مبتكرة أهداف الثورة ومطالب الثوار وأسباب الصدام بينهم وبين المجلس العسكري.
كان العدد الذي يهدف مؤمن ومن معه للوصول إليه قبل إطلاق الحملة، هو 500، لكنه تجاوز الـ700 خلال أيام قليلة، وبالفعل بدأوا في النزول إلى الأرض، ودعمتهم مؤسسة الهلالي للحريات، وبدأت

في استضافة اجتماعاتهم.
.................
المهمة ليست سهلة.
بل تكاد تكون مستحيلة.
سيواجه أفراد المبادرة جيشا لا يقل عدده عن جيش الفرس الذي واجهه الـ 300 اسبرطي..!
الـ500 سيواجهون "جيشا" من موظفي وعملاء وحدة "مكافحة الشائعات" التابعة للهيئة العامة للاستعلامات، وهي الوحدة التي يتبعها كل سائقي المواصلات العامة تقريبا..!
كم مرة باغتك سائق التاكسي، ليحدثك عن سواد العيشة ويأس اللي عايشينها؟
وغير سائقي التاكسي هناك خطباء المساجد.. وصغار وكبار الموظفين.. وأشخاص غريبو الشكل تجدهم في أي مكان، ويرددون عددا من الجمل والحكايات تكاد تتطابق، وتحاول أن تصل بمن يسمعها إلى نتيجة واحدة: كراهية الثورة ومن قاموا بها..!
هذا غير الميليشيات الالكترونية التي لا ينام أعضاؤها، وتجدهم في كل مكان: على صفحات الـ"فيس بوك" و"تويتر"، وفي المواقع الالكترونية لكل الصحف.
سيل من التعليقات شديدة السخف، ستجده فورا على أي مقال أو خبر يحمل شبهة انحياز للثورة.. وسيول من التصفيق والتهليل الزاعق لكل من يكتب مناديا بالاستقرار، أو متجاوزا في حق الثوار، حتى وإن تطاول وتسافل..!
.............
للميليشات الإلكترونية، عشرات المجموعات التي تتصدى لها في الواقع الافتراضي، وإن كان أغلبها يصر على صيغة "رخوة" لا تصلح مع هؤلاء، ويستخدمون عبارات من عينة "يا جماعة لازم نكون هاديين".. "لازم نفكر بعمق.. ونبقى إيجابيين".. وغيرها من العبارات التي يحسبها البعض "نحنحنة" ويحسبها آخرون "رومانسية" زائدة!!
أما الميليشيات الموجودة على الأرض، فسينجح أعضاء مبادرة 500 في مواجهتها تماما كما نجح الـ 300 اسبرطي، الذين ماتوا جميعا، بعد أن أتاحوا الفرصة اللازمة لليونانيين ليتغلبوا ـ فيما بعد ـ على جيش الملك الفارسي "احشورش" في معركة حاسمة..!
وهي النهاية التي لا أتمناها ـ أبدا ـ لأعضاء مبادرة الـ500 الذين يشرفني أن أكون واحدا منهم..!
ـــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]