رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خدعوك فقالوا: "الإسلاميون" ضحكوا على الشعب!

أبو لهب لم يكن بين المرشحين على المقاعد الفردية.
ولم يرد اسم "أبرهة الحبشي" على أي من القوائم..
ورغم ذلك، قيل إن استخدام الدين في الدعاية الانتخابية أثر سلبا على بعض القوائم وعلى بعض المرشحين!

قيل أيضا إن هناك من أقنع الناخبين بأن من يعطي لصوته لقائمة التحالف الديمقراطي أو لقائمة حزب النور سيدخل الجنة، ومن يعطي صوته لغيرهم سيدخل النار.......!

وبافتراض أن ذلك حدث، فإن تلك ـ للأسف ـ هي الديمقراطية التي تقوم على فرضية أن لكل الناس القدرة على معرفة الفارق بين الصواب والخطأ.
ولا تعني الديمقراطية أن يكون رأي الناس جميعاً مسموعاً، بقدر ما يكون هذا الرأي فاعلا.
وتبسيطا، فليس لكل الناس القدرة على كتابة الشعر، أو كتابة نوتة موسيقية، لكن لغالبية الناس القدرة على تفضيل القصيدة الرائعة، أو القطعة الموسيقية الجيدة.
الديمقراطية، باختصار تحاول الوصول إلى آلية بشرية لقيادة المجتمع من مجموع أشخاص احتمال الخطأ لديهم ضعيف..
والشعب وحده هو من يمتلك هذه الميزة.
ولأن الشعب كله لا يمكن أن يكون في السلطة، تم اللجوء إلى "التصويت" أو الانتخاب لتمكين الشعب من القيادة بشكل غير مباشر.
ـــــــــــــ
معايير مختلفة للأفضل
ـــــــــــــ
الديمقراطية ـ إذن ـ تعني أن يختار الشعب، أما أن يختار الأفضل، فتلك قضية أخرى تبدأ بضوابط الأفضلية ولا تنتهي بنسبية درجة القياس.
فالأفضل، من وجهة نظرك، قد يكون الأسوأ من وجهة نظر الآخرين، وبين وجهتي النظر تدرج كبير يصعب ضبطه أو تحديد ملامحه.
الأفضل من وجهة نظرك قد يكون هو الشخص الذي يراقب أداء الحكومة جيدا، ويحرج وزرائها، لكنه قد يكون الأسوأ في رأي آخرين يعتبرون ذلك مؤشرا على توتر العلاقة بينه وبين السلطة التنفيذية بشكل يجعله غير قادر على "تخليص" الخدمات.
الأفضل، من وجهة نظرك، قد يكون هو الشخص الذي يرفض تقاضي رشوة، لكنه من وجهة نظر آخرين هو "الأسوأ" لأنهم لا يعرفون كيف يدفعونه لإنجاز ما يريدون، أو كمال يقولون لا "نعرف ديته"!
وقد يفضل البعض التقي الورع، لكن آخرين قد يرونه "طيبا" بدرجة لا تمكنه من أداء مهام يبنون اختياراتهم عليها.
..............
هناك من ذهبوا خوفا من الغرامة.. طبعا..
كما أن هناك من يلتزم بإشارة المرور خوفا من "المخالفة" ومن لا يركن في الممنوع خوفا من الونش.. ومن لا يسرق خوفا من الحبس.. ومن يظهر على الشاشة ليقول أي كلام فارغ.. خوفا من ألا يظهر مرة أخرى...!
............
هناك من أعطوا أصواتهم لقائمة التحالف أو حزب النور لأنهم مضحوك عليهم باسم الإسلام.. طبعا.
وهناك أيضا من أعطوا أصواتهم لقوائم أخرى لأنهم مضحوك عليهم باسم المسيحية، أو باسم "البعبع" الإسلامي.
والفارق بين المضحوك عليهم هنا وهناك، هو الفارق بين تعداد أولئك وهؤلاء، وتلك هي الفوارق الطبيعية بين الأغلبية والأقلية...!
............
في كل شعب من شعوب الأرض هناك من يصيب ومن يخطئ.. من يختار الأفضل ومن يختار الأسوأ.. ومسألة الأفضل والأسوأ "وجهة نظر"...!
لا يوجد ثابت..
حتى الثابت الذي بنى عليه "أينشتين" نظرية النسبية، "ثبت" مؤخرا أنه "متغير"!
ومنذ أيام قدمت تجربة علمية (هي الثانية

خلال ثلاثة شهور) أدلة جديدة على أن أينشتاين كان مخطئا عندما ذهب إلى أن سرعة الضوء ثابت كوني.
..ولو كان "الشعب" أي شعب، يعرف "مصلحته" ما كانوا اخترعوا القوانين!
فمعنى أن "الشعب" عارف "مصلحته"، أنه لن يخطئ، وبالتالي ستسير الأمور بمثالية، لكن لأن الشعب (أي شعب) فيه من يعرف مصلحته ومن لا يعرفها، اخترعوا القوانين ليعاقبوا من يحيد عن هذه "المصلحة" أو تلك!
ـــــــــــــ
أهلاوي أم ليبرالي
ـــــــــــــ
"التليفزيون هو الذي أدار الموجة أكثر من أي شيء آخر"..
قالها جون كيندي في 12 نوفمبر 1960 بعد أربعة أيام من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، وكان يشير إلي المناظرات التليفزيونية الأربع التي جرت بينه وبين ريتشارد نيكسون في وقت مبكر من ذلك الخريف.
..هل خرج وقتها من اتهم "الشعب الأمريكي" بعدم النضج، وحداثة العهد بالديمقراطية، وبأن من أداروا الحملة الدعائية لكنيدي ضحكوا عليه؟!
تيودور وايت الذي يوافق تماما علي رأي كنيدي بأن المناظرات هي التي حسمت الانتخابات، أشار في كتابه (صنع الرئيس 1960) بأن التليفزيون أهمل القضايا المهمة، وأكد أن (انتصار) كنيدي في المناظرات كان انتصارا للصورة علي المحتوي.
............
لذلك، لو رأيت شخصا "على الشاشة" يتحدث عن اكتساح الإسلاميين، وهزيمة الليبراليين.. قم بتغيير المحطة.. أو قم من أمام التليفزيون!
إنه، بالضبط، كمن أرادوا أن يوهموك بأن منتخبنا الوطني كان يفوز بالبطولات لأنه "منتخب الساجدين"، ولم يجدوا تبريرا أو تفسير لهزائمه المتلاحقة! 
وكما لا توجد علاقة بين الكره والدين، تنتفي العلاقة، كذلك، بين درجة التدين والاتجاه والسياسي..
أنت أهلاوي أم إسلامي.. تساوي بالضبط أنت ليبرالي أم إسلامي!
ولو استمر الأمر على هذا النحو، فقد نرى قريبا من يسأل: انت مصري أم يساري؟
.............
يمكن للشخص "الواحد" أن يكون ليبراليا ومسلما.. علمانيا (افتح العين واكسر رأس من يكسرها) ومسلما أو مسيحيا أو يهوديا.. ولن أكرر "النكتة" القديمة التي "حدثت بالفعل" وأسقطت "أستاذ الجيل" أحمد لطفي السيد في انتخابات 1913 لأن أهالي دائرته (السنبلاوين) رأوا أن مناداته بالديمقراطية دليلا على تخليه عن دينه!
ــــــــــــــــــ
[email protected]