رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطة الإنقاذ ـ 5

لن تكتمل خطة إنقاذ المرحلة الانتقالية إلا باجتثاث عناصر النظام السابق من الحياة السياسية والاقتصادية، ونتمكن من تطهير وسائل الإعلام منهم.
أمامنا تجربة ناجحة، نسبة الخطأ فيها تكاد تقترب من الصفر.

أمامنا الصيغة التي تعاملت بها ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية مع المنتمين لنظام هتلر!
فالفساد الذى تحول إلى مؤسسة قوية متكاملة تتغلغل فى كل مناحى الحياة لا يزال قائما، ولا يكفي استبعاد أعضاء الحزب الوطني من الترشح فقط، وإنما يتطلب عملية تطهير شاملة، نكرر فيها ما قامت به ألمانيا بعد سقوط النازية.
نحتاج أن نتعلم الدرس الألماني الذي أثبت الواقع أنه صنع "المعجزة الألمانية" التى غيرت كل شيء فى ألمانيا فى سنوات قليلة.
والأمر بمنتهى البساطة يتلخص في استئصال بقايا الحزب الوطني العمالي الاشتراكي، الذي عرف باسم "الحزب النازي"، وتجريد كل من عملوا معه من وظائفهم، وإبعادهم عن أى مركز من مراكز التأثير.
.............
الألمان أدركوا أن قطع الحشائش الضارة لا يغني عن اجتثاثها, أو استئصالها من جذورها.
أدركوا أن القطع يمنحها فرصة النمو من جديد, وأن بقاء الجذور سيكون سببا في إعادة نمو تلك الحشائش الضارة من جديد.
فلم يكتفوا بحل الحزب، بل قاموا كذلك بتفكيك كل الأجهزة والكيانات المرتبطة به, ونجحوا أيضا في عزل أعضائه عن كوادره، وقضوا على أي احتمال لتجميع هذا الحزب لقواه.
ومع تفكيك الحزب، والقضاء على احتمالية عودته، قاموا بعملية تطهير فكري استغرقت وقتا طويلا، لا يزال مفعولها ساريا إلى اليوم, وأبسط مثال على ذلك منع استعمال تحية الحزب النازي أو حتى التسمية باسم الزعيم النازي (أودلف هتلر)، فما زال القانون الألماني الحالي يمنع ذلك ويعتبره جريمة تستحق العقاب.

ـــــــــــــــــــ
هكذا يكون الاجتثاث
ـــــــــــــــــــ

مبادئ سياسية وأساسية، تم وضعها لاجتثاث النازية وكان الهدف الرئيسي والأساسي لها هو تحديث الحياة السياسية الألمانية على أسس ديمقراطية.
أبرز هذه المبادئ تفكيك وإلغاء الحزب النازي وتشكيلاته ومؤسساته الفرعية وجمعياته واتحاداته ومنظماته وجميع المؤسسات الشعبية النازية التي تم استخدامها كأداة لسيطرة الحزب ومنع عودة أفكاره بأي شكل من الأشكال.
مع إلغاء القوانين التي يمكن أن يعاد على أساسها تأسيس بناء الحزب وكل القوانين والأحكام القضائية والتنظيمات التي ترسخ التعصب على أسس العرق والوطنية والآراء السياسية والعقيدة.
وحددت ألمانيا أربع فئات هى: فئة المسئولين الكبار عن المرحلة وجرائمها، ثم فئة الضالعين فى الجرائم والمستفيدين من العهد البائد، ثم الأقل ضلوعا فى تلك الجرائم والمتسترين عليها، وأخيرا التابعين أو المتعاطفين أو المضللين.
فتم إقصاء واستبعاد كل فرد من أفراد الحزب النازي من الدوائر الرسمية ، ومن المواقع المهمة في المؤسسات شبه الرسمية والخاصة والتي تشمل:
- المنظمات المدنية والاقتصادية والنقابية.
-المجالس البلدية والمنظمات الأخرى والتي كان للحكومة الألمانية (أو دوائرها) اهتمامات أو مصالح فيها.
الصناعة ، التجارة, الزراعة ، المال.
- التعليم
- الصحافة ، دور الطباعة والنشر، مكاتب نشر الأخبار والدعاية.
ولم يقف الإقصاء على أعضاء الحزب فقط بل امتد ليشمل الأشخاص الذين كانوا يعملون في المراكز القيادية في نشاطات داعمة للنازية، أو مشترك  في جرائم أو من المتعاطفين مع النازية.

ـــــــــــــــــــ
إعدام واعتقال ومصادرة
ـــــــــــــــــــ

تزامنا مع هذه الإجراءات، تم اتخاذ كل الاحتياطات لمنع حدوث تلاعب في الوثائق والأوراق والملفات والمعلومات الخاصة بالحزب النازي.
وأعيد تأسيس النظام التعليمي ووضع برنامج ايجابي لإعادة التوعية مع إزالة كل ما له علاقة بالنازية وتعاليمها من المناهج الدراسية وتطهير النظام التعليمي بالكامل من التابعين للحزب النازي، فتم منعهم من العمل في السلك التعليمي أو التربوي.
كما تم تمت السيطرة على كل تنظيمات الشرطة والكيانات الاقتصادية المهمة والمؤسسات الصناعية التي كان يسيطر عليها الحزب النازي أو أشخاص تابعين له أو مكاتب خاصة تعاونت معه، فتم عزل 100 ألف شخص من القطاع العام و300 ألفا من القطاع الخاص، وتمت مصادرة كل الشركات والأعمال الخاصة التي يملكها أو يسيطر عليها نازيون،  وتم وضعها تحت السيطرة العسكرية.
ولم تمر سنة إلا وأصبح 900 ألف نازي فى معسكرات الاعتقال، ومليونين ممنوعين من العمل فى أى مجال ما عدا مجالات العمل اليدوى.
ونشير هنا إن تعداد ألمانيا في ذلك الوقت كان 80 مليون أي يساوي تقريبا التعداد الحالي لمصر!.
..وقبل كل ذلك، اعتقلت قوات التحالف اعتقلت قيادات الحزب ورؤساء المجموعات المحلية ورؤساء الجيستابو (جهاز الأمن السري) وقيادات شباب هتلر والطبقة العمالية الألمانية، وتم اقتياد كل هؤلاء مع أرشيف الحزب النازي وما بقي من معلومات إلى محكمة الحرب الدولية التي عرفت بمحكمة نورمبرج التي بدأت في نوفمبر سنة 1945 وصدرت أحكامها في أكتوبر سنة 1946 بإعدام 21 متهما والباقي حكم عليهم بالسجن مددا متفاوتة من المؤبد إلى العشر سنوات.

ـــــــــــــــــــ
الفارق صالح هتلر!
ـــــــــــــــــــ

ولا يبقى غير الإشارة إلى وجود فارق الكبير بين نظام هتلر ونظام مبارك، لصالح نظام هتلر طبعا!
فلهتلر منجزات وإنجازات كبرى منها الطفرة التي حققها في البنية التحتية الألمانية من طرق ومواصلات، وفي الصناعة الألمانية والبحث العلمى، وفي القدرة العسكرية التى اجتاحت أوروبا بكفاءة حربية نادرة، ولم يوقفها غير تحالف أكبر القوى الغربية من الاتحاد السوفييتى حتى الولايات المتحدة ضدها.
أما منجزات مبارك، فتنحصر في سلسلة من الجرائم تستحق عشرات منها ما هو أكثر من الإعدام.
ـــــــــــــــــــــ
[email protected]