عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطة الإطاحة بالرئيس!

ما موقف الإدارة الأمريكية من الإخوان؟.. هل هي راضية عنهم كل الرضا كما كان موقفها من قبل؟.. أم أنها تسعي للإطاحة بالرئيس؟.. وهل هناك سيناريو جاهز للإطاحة بمرسي، خاصة أن مصر ومنطقة الشرق الأوسط مرشحة للانفجار وهو ما يعمل الأمريكان علي تجنبه حرصاً علي مصالحهم بالمنطقة.

ما أفهمه أن فكرة هذا السيناريو قد تبلورت بصورة جيدة بعد الزيارة الأخيرة لجون كيري وزير الخارجية الأمريكية، إلي مصر ولقائه بقادة عسكريين وبالرئيس مرسي وجماعة الإخوان وبرموز المعارضة المصرية.
وليس سراً أن نقول إن الإدارة الأمريكية قد صدمت كثيراً في قدرات الإخوان وعجزهم عن إدارة شئون البلاد، وصدمت أيضاً بحديثهم المموه والذي لا يفضي إلي شيء واضح وصريح، كما صدم الأمريكان من أداء شخصيات معارضة ووصفتهم بأنها غير واعدة وأن متوسط أعمار بعضهم كبير جداً، ولا تتوافر فيهم الكاريزما الجاذبة ولا يحظي آخرون منهم الآن في الشارع المصري بذات التعاطف الذي كانوا عليه قبل وبعد الثورة، وخلص رأيهم أن لا أحداً في المعارضة يصلح لأن يكون بديلاً لمرسي!
من هنا قفزت ورقة الجيش الرابحة علي طاولة السيناريو البديل لمرسي، خاصة أن تقديرات الخبراء الأمريكيين في معهد «بروكنجز» الشهير عن الأحوال في مصر تؤكد أن 82٪ من المصريين يوافقون علي نزول الجيش وتوليه مسئولية إدارة شئون البلاد ولكن هذا النزول له شروط لم تتحقق بعد رغم كثرة النداءات والدعوات من آلاف المصريين المطالبة له بالنزول.. فقادة الجيش يدركون جيداً أن نزولهم الآن في منطقة نزاع يجب أن يكون لصالح أبناء الوطن كله وليس لنصرة فريق علي آخر فلا يمكنك أن تنزل إلي الشارع حيث المعارك المنتظرة من الجميع ضد الجميع، ولذا فإنهم يتريثون قليلاً حتي تصبح الأمور واضحة وضوح الشمس في «يوليو» ودون أن يكون بينها أي خطوط أو مساحات رمادية.
وما أتصوره أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها وسط هذه الحالة المتلبدة بالغيوم أن تتدخل في شئون مصر، إلا من خلال مطلب واحد توجهه للرئيس مرسي وهو الدعوة إلي انتخابات رئاسية مبكرة ولا

شيء أكثر من ذلك لأنها تدرك أنها تتعامل مع «مرسي» وجماعته وليس مع «مبارك»، ففي السابق كان لديها من المعطيات التي تقيس بها الأوضاع في حالة «مبارك» لكن فكرة ومساحة الدولة الإسلامية التي يتحرك فيها «مرسي» مازالت ملتبسة وغامضة وأن أي شكل من أشكال الضغط المباشر قد يستفيد منه «مرسي» أو تجعله يتقمص دور الخليفة المسلم رغم بعد الزمن وفارق الأيديولوجية السياسية والدينية.
وقد وضعت الإدارة الأمريكية سيناريو آخر في حالة امتناع الرئيس عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو إجباره علي الرحيل شاء أم أبي، وهنا يأتي دور المصريين مرة أخري وسيكون عليهم التحرك بأعداد كبيرة لدعم الجيش والتظاهر طلباً لرحيل «مرسي» وفي حالة عدم رحيله وفقاً لنموذج «مبارك» ونزول الإخوان بالسلاح للشوارع سيكون هذا مبرراً كافياً لتدخل الجيش للحيلولة من نشوب حرب أهلية بين الميليشيات الإخوانية والمعارضة الشعبية.
ووفقاً للحسابات الأمريكية فإن هناك 5 أيام صعبة بعد نزول وتدخل الجيش تتبعها أيام قليلة أخري يتم فيها إعادة الأمن للبلاد من خلال عمليات تمشيط وبحث عن أركان حكم «مرسي».. هذه هي تفاصيل خطة الإطاحة بالرئيس كما يراها الأمريكان، أما أبرز ما فيها أن «مرسي» لن يحاكم علي طريقة «مبارك» وإنما قد يحاكم دولياً كمجرم حرب.. فلن يتكرر الفيلم القديم مرتين، وليس هناك أحد علي استعداد للنزول للنهر المسمم مرتين.