عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان.. واستئصال رحم الثورة

لا أصدق توقعات تقارير المخابرات الأمريكية بقرب سقوط الرئيس محمد مرسي خلال الشهور القليلة القادمة.. ولا أميل إلي تصديق الدعوات التي تطالب الإدارة الأمريكية بالتحرك السريع لترتيب الأوضاع في مصر بعد سقوط حكم الإخوان، وضرورة وجود بديل غير معادٍ للسياسة الأمريكية في مصر.. ولم التفت كثيراً إلي ما ذكرته «دورية أمريكان إنترناشيونال» عن تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر والتي وصلت -حسبما ذكرت الإنترناشيونال- إلي حد السقوط إلي الهاوية!

< صحيح="" أن="" احتياطي="" النقد="" الأجنبي="" المصري="" قد="" تآكل="" ولم="" يعد="" فيه="" إلا="" الفتات،="" خاصة="" بعد="" «نفحة»="" مليارات="" قطر="" وليبيا،="" وصحيح="" أن="" الاقتصاد="" المصرى="" مصاب="" بالهشاشة="" مثل="" امرأة="" عجوز="" متهالكة="" المفاصل="" تجلس="" كل="" يوم="" علي="" مقعد="" متحرك="" تتسول="" قوتها="" اليومي="" علي="" باب="" «الحُسين»..="" وصحيح="" أيضاً="" أن="" ديون="" موردى="" الطاقة="" الأجانب="" قفزت="" إلي="" أكثر="" من="" 6="" مليارات="" دولار="" واجبة="" النفاذ="" خلال="" الأشهر="" الثلاثة="" القادمة،="" وعدم="" سدادها="" يعني="" دخول="" البلاد="" فى="" «ضلمة»="" غير="" مسبوقة،="" كما="" أن="" إجراءات="" التقشف="" التي="" تتخذها="" الآن="" حكومة="" قنديل="" غير="" كافية="" لحصول="" مصر="" علي="" قرض="" صندوق="" «النكد»="" الدولى،="" وأن="" البلاد="" قد="" تشهد="" فترة="" طويلة="" من="" الاحتجاجات="" واسعة="" النطاق="" في="" حالة="" تطبيق="" فاتورة="" التقشف="" كاملة="" علي="" الطبقتين="" المتوسطة="" والفقيرة="" وعلي="" المهمشين="" والعاطلين="" البالغة="" أعدادهم="" أكثر="" من="" 3.2="" مليون="" عاطل="" وفقاً="" للإحصاء="">
< وصحيح="" أن="" النظام="" الحاكم="" قد="" انبطح="" على="" بطنه="" وظهره="" وقفاه="" أيضاً="" طلباً="" للمساعدة="" وضخ="" المنح="" والأموال،="" كما="" انكفأت="" المعارضة="" علي="" وجهها="" بعد="" أن="" أصابها="" الضعف="" والوهن="" مع="" جموع="" الشعب="" الساخط="" والذي="" جرى="" ويجرى="" تهديده="" بالأصابع="" وغيرها="" من="" أساليب="" القمع="" وحرق="">
< كل="" هذا="" وغيره="" صحيح="" مائة="" في="" المائة="" ولا="" يستطيع="" أحد="" إنكاره،="" ولكنني="" أري="" أن="" «مرسى»="" وأتباعه="" وعشيرته="" جاثمون="" علي="" صدورنا="" إلي="" ما="" شاء="" الله،="" فهم="" لا="" يهمهم="" أن="" يأكل="" المصريون="" بعضهم="" البعض،="" أو="" يشربوا="" دماء="" بعضهم="" البعض،="" سواء="" كانوا="" مسلمين="" أو="" مسيحيين="" أو="" حتي="">

أو يهوداً.. إن ما يهم الإخوان شيء واحد فقط هو الجلوس في «بيت العيلة والجماعة الإخوانى بالمقطم وعلي كرسي الرئاسة في الاتحادية، لأنهم يعلمون يقيناً أن من سيأتي بعدهم في السلطة مهما كانت هويته السياسية لن يرحمهم، وقد يضعهم مرة أخرى داخل السجون والكهوف التي أتوا منها، ولذا فإنهم يعدون العدة لمعركة طويلة النفس والعضلات أيضاً، معركة يستخدمون فيها كل أسلحة الشر والبطش ضد من يحاول زحزحتهم عن سدة الحكم.. وأغلب الظن أنهم لن يتركوا حكم مصر بديمقراطية الصندوق أيضاً فهي لعبة سياسية برعوا فيها جيداً للوصول إلي كرسي الرئاسة.
ما أفهمه أن الإخوان لن يفرطوا بسهولة في كرسي الاتحادية إلا بثورة دماء حقيقية تطيح بهم كما أطاحت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالرئيس السابق المخلوع.. وما قيل عن هذا السقوط القريب لـ«مرسي» وإخوانه أعتقد أنه غير صحيح، فالجماعة الحاكمة تدير الآن معركة الأخونة والتمكين من بقية مفاصل الدولة بمهارة وذكاء ودون مقاومة كبري من أحد، خاصة بعد أصبح الكثيرون يتقربون منها علي طريقة «ارقص للقرد وجماعته».
< أما="" أخطر="" ما="" تفعله="" جماعة="" الإخوان="" الآن="" هو="" طرح="" «الثورة»="" أرضاً="" وتحذيرها="" استعداداً="" لإجراء="" عملية="" جراحية="" لها="" لاستئصال="" رحمها="" حتي="" تخضع="" مصر="" كلها="" لقانون="" السمع="" والطاعة="" وضمان="" عدم="" الحَبَل="" والإنجاب.="">