رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف تخلع رئيسًا بشرع الله؟

السؤال قد يكون مثيراً إلا أن إجابته سهلة جداً إذا ما أمعنا النظر في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وما قاله فقهاء الإسلام عن شروط عقد الإمامة بين الحاكم والمحكومين.

وما أتصوره في البداية أن الجماهير وعامة الناس لا يعنيها من هذا الصراع والعراك الدائر الآن بين الحاكم والمعارضين له إلا أمر واحد هو حقها في السلطة والثروة واللذين لا يجب أن ينفرد حاكم وبطانته بهما.
.. والسلطة عند أهل السنة جميعاً هي الإمامة.. والإمامة عقد بين الأمة والحاكم، وهو عقد مستوفٍ لكل الشروط والالتزامات تصيغه الأمة بإرادتها.. وهناك شرط مهم في هذا العقد وهو أن يكون مبنيًا علي رضا الناس، وقد تناول فقهاء المسلمين عقد الإمامة والسلطة قبل أن يتحدث عنه الفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو قبل أكثر من سبعة قرون من الآن.
فها هو «البغدادى» يقول في مؤلفه «أصول الدين» إن ثبوت الإمامة هو الاختيار والرضا عن الحاكم، فيما يذكر الإمام الرازى أن الأمة هي صاحبة الرئاسة العامة ولها حق فسخ عقد الإمامة وعزل الحاكم.
وفور إبرام هذا العقد بين الأمة والحاكم ويذهب الأخير لممارسة عمله، فهو ملزم بأن تتم هذه الممارسة من خلال الشورى، فالحاكم الفرد لا وجود له في الإسلام.
قال تعالى: «وشاورهم في الأمر» وفي موضع آخر «وأمرهم شورى»، فالشورى أساس الحكم في الإسلام، وهو الأمر الذي لم تعرفه البرلمانات الأوروبية إلا فى القرن التاسع عشر.
ولا يقتصر حق الرقابة علي ممارسات الحاكم علي أهل الشورى إذ يشارك في هذه المهمة جميع أفراد الشعب، فإذا كانت الشورى هي نيابة وكفاية عن الأمة فإن مراقبة الحاكم فرض عين لا تصلح فيها الإنابة.
ومن هذا المعنى الإسلامى تنطلق فكرة رقابة الشارع لتصرفات الحاكم ونظامه ولعل أغلب حركات التمرد والعصيان والرفض والثورة علي الحكام انطلقت من وراء التكليف الإلهى.. «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
وتحرك المسلم ومشاركته في توجيه الحاكم له درجتان، الأولى النصيحة والثانية التصدى له ولو بالقوة إذا خالف شرع الله.
وقد بادر الخلفاء الراشدون باستنهاض همم المسلمين في التصدى لانحرافات الحكام، فهذا

أبو بكر الصديق يخطب في الناس: «وقد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى» وجاء من بعده عمر بن الخطاب ليحرض هو الآخر الناس على تقويمه ويرد عليه أحدهم قائلاً: «والله لو علمنا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا».
وأغلب الظن أننا لن نلجأ للسيوف أو غيرها من أسلحة العصر لنقوم اعوجاج الرئيس مرسى ودعونا نذهب إليه من خلال الشرط الأول من عقد الإمامة وهو الرضا ونسأل هل يرضي المصريون عن تصرفات مرسى وجماعته؟ أعتقد أن الإجابة واضحة وضوح الشمس فبعد مرور أكثر من 7 أشهر علي حكم الإخوان لم ير الناس خيراً يبعث علي الطمأنينة والرضا، فلم يحافظ مرسى علي دماء المصريين، فقد أصابت وقتلت رصاصات الغدر العشرات من المتظاهرات والمعتصمين كما أزهقت أرواحهم تحت عجلات القطارات وتحت أنقاض العمارات، وأخيراً داخل بيانات الصرف الصحى، لم ير الناس في عهد مرسى سوي ضرب الرجال وسحلهم عراة في الشوارع والميادين.. لم ير المصريون سوى غلاء الأسعار وركود الأسواق والبطالة التي تملأ كل البيوت، لم يروا سوى مصانع مغلقة وسياحة مقتولة وضرائب مفروضة، لم يروا عدلاً في الأجور، ولا استقراراً سياسياً أو أمنياً، لم يروا سوى صراع وتكويش علي الثروة والسلطة.. لم يروا سوى استقالات وإقالات للمستشارين الذين حاولوا النصيحة.. لم يروا سوى إخلال بعقد الإمامة.. أليس هذا بكافٍ بخلع مرسى بشرع الله.