عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من تغطي باليهود «عريان»

صدمت كما صدم آلاف المصريين غيري من التصريحات الغريبة التي أطلقها الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.. الصدمة كانت بالصوت والصورة وعلي شاشة قناة«دريم» في برنامج الإعلامي البارز حافظ المرازي «بتوقيت القاهرة».. صدمني «العريان» عندما نزع - الأسبوع الماضي - معطف مصريته وتحدث عن حق اليهود في العودة إلي مصر - كما زعم هو - في استرداد أملاكهم! وساق «العريان» حجة وأمنية «عبيطة» وقال بالفم المليان: «يا ريت اليهود بتوعنا يرجعولنا علشان يفسحوا المكان للفلسطينيين»!!

هذا الكلام غير المتزن - الذي سارعت رئاسة الجمهورية التنصل منه - دفع الصحف الإسرائيلية الي التهليل، واصفة دعوة «العريان» بالمفاجأة السارة، وأعربت القناة العاشرة الإسرائيلية عن دهشتها وقالت: «أخيرا وجدنا «عريانا» يريد اليهود في مصر، ولم تمض سوي سويعات قليلة حتي تكشفت الدعوة الفضيحة والتي تزامنت مع الدعوة التي وجهتها كارمن أينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية في مصر لكل اليهود الذين هاجروا وطالبتهم بالعودة الي مصر للبحث عن أوراق ممتلكاتهم والتقدم بها للقضاء المصري، كما واكبت دعوة «العريان» حملة يهودية دولية تدعو الي الاعتراف بممتلكات اليهود المهاجرين منذ عام 1948، وقالت الحملة إنها شرعت في مفاوضات غير رسمية مع مصر للحصول علي تعويضات عن أملاك اليهود الضائعة!!
< والغريب="" في="" الأمر="" كله="" أن="" «العريان»="" نفسه="" يعلم="" جيدا="" أن="" ادعاءات="" اليهود="" بتعرضهم="" للتهجير="" القسري="" وتركهم="" ممتلكات="" في="" مصر="" ما="" هي="" إلا="" ادعاءات="" مغلوطة="" وعارية="" ولا="" ترقي="" للحقيقة="" بصلة،="" ويعلم="" «العريان»="" وغيره="" قصص="" هذا="" التهجير="" الذي="" بدأ="" منذ="" تخوفهم="" من="" زحف="" هتلر="" علي="" الصحراء="" الغربية="" المصرية="" حتي="" صدور="" قرارات="" التأميم="" في="" الستينيات="" وهروب="" اليهود="" بكل="" أموالهم="" وأمتعتهم="" علي="" سفن="" شبكة="" «جوش»="" اليهودية="" بلا="" عودة،="" بل="" يعلم="" «العريان»="" أيضا="" أن="" ما="" تركه="" اليهود="" من="" ممتلكات="" لا="" قيمة="" له="" إلا="" في="" نظرهم="" هم="" ولا="" يعدو="" سوي="" مجموعة="" من="" المعابد="" «14="" معبدا»="" وعدد="" من="" المقابر="" في="" القاهرة="" والإسكندرية="" وخمس="" مدارس="" مؤجرة="" لا="">
ولعل السر في دعوة «العريان» هذه يكمن في رقة قلبه وشهامته الإخوانية التي جعلته يستجيب لدعوة أشهر جمعيتين يهوديتين، إحداهما في فرنسا والثانية في ولاية بروكلين الأمريكية واللتان تتزعمان رفع المئات من القضايا لاسترداد التعويضات والممتلكات المزعومة.. تلك القضايا التي جعلت المهووسين

من أحفاد اليهود المهاجرين يحاولون مرارا وتكرارا نبش قبور أجدادهم في مصر لعلهم يعثرون علي مسمار جحا.
وما حدث في أكتوبر الماضي وبالتحديد داخل إحدي شركات الشحن بمدينة نصر وضبط مباحث القاهرة 13 طردا بداخلها ملفات خاصة بعائلات يهودية ومحاولة سيدة مجهولة حتي الآن تهريب هذه الطرود الي الأردن ثم الي تل أبيب أكبر دليل علي أن هناك أيادي مازالت تنكش وتعبث بأمن البلاد.
والذي لا أفهمه هو هذا الدور السياسي المتناقض الذي يلعبه مستمر «العريان» الذي كان من أشد المستنكرين مع حزبه للمجازر الإسرائيلية الأخيرة في غزة، فكيف يعود اليوم ويفتح ذراعيه علي الآخر ويحتضن اليهود ويغمرهم بقبلاته الحارة..
أليس هؤلاء اليهود هم سر نكبة فلسطين منذ أكثر من 60 عاما؟ أليس هؤلاء هم من أزهقوا أرواح الآلاف من الأسري المصريين في سيناء عام 67؟ أليس هم من زحفوا بدباباتهم علي أجساد الجنود والضباط العزل؟ أليس هم من أجبروا المئات من أسرانا علي حفر قبورهم بأيديهم ليتم دفنهم أحياء؟
كان الأحري بـ«العريان» أن يدعو الي محاكمة هؤلاء السفاحين بدلا من أن يوزع عليهم قبلاته الإخوانية.
إن مصر لن تفرط في أسير شهيد ولن تسامح ولن تصالح علي دم حتي لو كان القاتل ابن عم.. ودعونا نسأل صاحب دعوة اليهود الي بر مصر: كيف مات التاريخ في عينيك؟ وكيف جعلوك هكذا تركع علي ركبتيك؟ لتقول للناس كلاما مثقوبا مثل نعليك.. ولا نملك سوي أن نقول له: إن من تغطي باليهود «عريان».