رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقيد "اللاسع"

لا أدري متي وأين ستعقد القمة العربية القادمة، وكم من وجوه لرؤساء وملوك ستغيب عن هذه القمة؟.. لدينا الآن اثنان سيغيبان - لاشك - عن القمة أحدهما طار من كرسي تونس والثاني تخلي عن السلطة واختار له كرسياً هزازاً في شرم الشيخ.. وأعتقد أن أغرب وجه سيغيب عن القمة القادمة هو وجه العقيد معمر القذافي فأيام الدم الليبية تشي بأن أيام العقيد المجنون باتت علي المحك، وعليه أن يختار الآن وليس غداً الفرار أو الانتحار.. وأنا شخصياً أرجح له الانتحار لأنه مصير لكل المجانين والمهووسين بالسلطة..

فكل شيء في العقيد »اللاسع« يؤكد أنه رجل غريب الأطوار.. شعره المنكوش وثيابه وحركاته البهلوانية وكلماته وعباراته الركيكة والعبيطة.. حتي حارساته العذاري فهن مدججات بالشحم والسلاح.. كل شيء في »معمر« يفتقد العقل والتعقل، ولا أدري كيف صبر الشعب الليبي علي هذا المجنون 40 عاماً، ولكن للصبر حدوداً كما تقول »أم كلثوم«، فلا صبر بعد اليوم.. لقد انكسر القيد وخرج الشعب الليبي من خلف أسوار سجن القذافي.. أعلن الثورة علي العقيد المخبول الذي لعب دور المهرج في سيرك حكامنا العرب.. فلم يسمع أحد يوماً أن رئيساً وصف شعبه بالكلاب والقطط والفئران والجرذان..
أما الغريب في أمر هذا العقيد أن الرجل يصر علي هذا الاستهبال والعبط ثم يدفع بأبنه الإصلاحي ليحدث شعبه ويقدم لهم الرشاوي إلا أن الابن »طلع« سر أبيه، كان صورة طبق الأصل من أبيه المجنون، فبدلاً من أن يمتص الابن غضب الجماهير ويعتذر عن الدماء التي سالت أخذ شبيه أبيه يوجه اللكمات للشعب الليبي تارة بقبضته اليمني وتارة أخري بسبابته اليسري، مهدداً بالمزيد من الدم والرصاص.. وعندما فشل الابن في اقناع ليبي واحد أطل علينا الأب المجنون مرة أخري بوجهه الشمعي في مشهد كوميدي جديد ليقول لنا عبارة واحدة من تحت مظلته المثقوبة: أنا في طرابلس أيتها الكلاب الضالة..
لم تخطف هذه الإطلالة البذيئة الثانية الأنظار عن مشاهد مجازر القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها مرتزقة العقيد.. لم يفلح هذا التهديد الثاني في إسكات أصوات الثائرين الليبيين إلي أن فاجأنا عقيد طرابلس الذي لايزال يقذف شعبه بالنار والدم بمشهد كوميدي ثالث من خلف جدار قصره المتداعي داعياً مرتزقته مرة أخري لمقاتلة من سماهم بالجرذان والقطعان ومطاردتهم من بيت إلي بيت ومن زنقة إلي زنقة.. وهكذا صارت الإطلالات الثلاث مقياساً لسقوط الطغاة، فقد أطل علينا زين العابدين ثلاث إطلالات وفعل حسني مبارك مثلها وها هو ذا القذافي يظهر ويطل علينا ثلاث مرات في أسبوع واحد، ولا أعتقد أنه سيظهر في إطلالة رابعة، وإذا حدثت فإنها ستكون إطلالة من نوع جديد يفتقد فيها الجسد الحركة والقدرة علي البذاءة..
وأتصور أيضاً أن العقيد القذافي ليس بمقدوره الآن أن يفر كما فعل جارة التونسي الأول أو يتنحي عن السلطة ويستريح في منتجع سياحي كما فعل جاره المصري الثاني.. لن يفعل العقيد المجنون هذا أو ذاك، وما أتوقعه هو نهاية مأساوية لم نرها لحاكم عربي من قبل.

إنني أدعو كل قادة وأطباء العالم أن يسارعوا إلي ليبيا ومعهم »مريلة المجاذيب« وتكتيف العقيد المجنون من الأمام والخلف حتي يتوقف عن سفك الدماء.