رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة.. وخلطة حرية

هناك ثورات تأخذك في أحضانها منذ اللحظة الأولي.. وهناك ثورات غامضة لا تكشف عن اسرارها إلا بالتقسيط.. وهناك ثورات تشطب من ذاكرتها آلاف الثوار بعد أيام من انطلاقها وهناك ثورات تمتص دماء شعوبها بعد حين.

وثورة الشباب التي اندلعت منذ الخامس والعشرين من يناير في شوارع وميادين مصر أخذت كل المصريين في أحضانها.. وحققت نصراً لم تعرفه البلاد في تاريخها الحديث.. انها ثورة كبري قادها الشباب واحتضنها الشعب وحماها الجيش.. ثورة تفجرت من حناجر كل المصريين فكانت الأشجع والأكثر جرأة علي نظام فاسد ومستبد.. كانت في البدء مغامرة، غامر فيها شباب مصر بحياتهم ودمائهم.. شباب آمن بأن الحرية لا تخيف وأن العبودية وحدها هي التي تخيف.. شاب آمن بأن الاستشهاد أصبح معادلاً للحياة.. شباب ألقي مفاتيح بيته ونام في الشوارع والميادين ليصحو علي فجر جديد.. شباب انكسر اياما وسال دمه أياما حتي انتصر في جمعة الصمود.. شباب دق بقبضته القوية علي كل الأبواب المغلقة.. رسم شكل الوطن علي صدره.. ضخ الدماء في عروق المصريين، حرض علي الثورة وسلخ جلد النظام وخلع عظم النظام وغير نخاع النظام.. شباب حرض مصر كلها علي حرق كل أوكار الوطاويط التي عششت طويلاً في بطن الوطن.. شباب أشعل فتيل الثورة فتحرك كل شيء الحجر والشجر والبشر.. تحرك البحر وتحرك معه هذا المد الشعبي الكبير، ثورة أصبح فيها الوطن هو البطل.. ثورة أعطت لمصر هوية نبيلة.. يقرأها الآن العالم بعيون جديدة.. ثورة استمدت شرعيتها من دماء الشهداء، ثورة ولدت

ولادة طبيعية من صلب شباب قاتل البشاعة وسنوات الفرح والتسلط واغتصاب الحقوق.. ثورة انهت حالة تسول الحرية وكتبت لكل المصريين ميلاداً جديداً.

وأتصور الآن ان مهمة الثورة هي حماية هذه المكاسب وضمان عدم سقوطها بين أسنان الطامعين.. مهمتها ان تحررنا الآن من كل الضغوط التي مارسها النظام البائد علي عقولنا.. مهمتها كنس هذه النفايات السياسية والتنفيذية التي ظلت جاثمة علي صدورنا طوال ثلاثين عاما، فلم تعد لدينا مقاعد شاغرة لرموز عهد الفساد.. وإذا كان زمن "مبارك" قد انتهي فمن الأولي ان يسقط الآن وليس غداً زمن الحزب الوطني وأن تسقط كل أقنعة الفاسدين والمأجورين والمحتكرين الذين نهبوا اموال الشعب وسرقوا أقوات هذا البلد.. وأتصور ايضا ان المرحلة المقبلة في حاجة الي قائد ملهم ورئيس عالم نحترم عقله ويحترم عقولنا.. نحتاج الي من يخترع لنا حلماً وعلماً، فخلطة الحرية التي ذاق المصريون طمعها تحتاج إلي مُعلم موهوب قادر علي خلطها يومياً لكل المصريين.. تحية لأبطال الثورة وتحية للجيش ومبروك لشعب مصر.