عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كم حكومة عندنا؟

 

نحن ننفرد بهذا الاختراع العظيم..

فبينما تكتفي الدول المتقدمة علينا بحكومة واحدة في كل الشئون، فنحن نمتاز بأن عندنا حكومتين لا حكومة واحدة، ولو شئت الدقة ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب غير معلنة ولكنها تمارس العمل كدولة مستقلة لا تتدخل حكومتنا في شئونها فعندنا حكومة تتولي إدارة شئون السياسة والاقتصاد والحرب والسلام في البلاد.
ولكننا نزيد علي الحكومات الديمقراطية بحكومة أخري تتولي كل شئون العباد في كل صغيرة أو كبيرة، ابتداء من أي قدم ندخل بها المرحاض وصولاً إلي ضمان لكل الشعب حتي ندخل الجنة علي أيديهم بإذن الله.
وكل حكومة لا تتدخل في علم الحكومة الأخري، فواحدة تختص بحياتنا في الدنيا الفانية والتي يرأسها وزراءها محلب، وهي الأقل شأناً وأهمية والأخري تختص بحياتنا في الآخرة، وهذه الحكومة أكثر قوة وتأثيراً بحكم أنها يمكن أن تدخلنا الجنة أو تطردنا منها منذ الآن، وأن تطلق رجالها علينا لتقتص منا.
بدأت الحكومة الحديثة مع محمد علي باشا وأولاده وكانت تهتم بكافة شئون البلاد فأقام الجيش بزعامة قائد فرنسي علي النظم الحديثة الذي جعله يسلم وأصبح سليمان باشا وبه فتح السودان وشبه الجزيرة العربية وكل الشام وكاد يفتح الدولة العثمانية في تركيا واهتم بالزراعة وأنشأ الصناعة وأرسل البعثات لتتعلم الطب وغيرها من العلوم وأرسل معهم الشيخ رفاعة الطهطاوي ليؤمهم في الصلاة دون تدخل في دراستهم، حتي تتساوي مصر مع البلاد المتقدمة، لكن هذه البلاد اجتمعت عليه لتحد من نفوذه، وتدريجياً ألغيت العبودية وقام حكم مدني حديث وصولاً إلي إقامة حكومات منتخبة بها أوبرا تنافس الغرب!، ثم قام جماعة من الجيش بعمل انقلاب طرد الحكم المدني وطرد الملك وأصبحنا جمهورية لكن بلا حياة مدنية فلا أحزاب ولا برلمان ولا انتخابات ثم جري تزوير هذه الحياة والتي انتهت بعد انتخاب مبارك بعد أكثر من نصف قرن لكن عن طريق انتخابات مزورة كالعادة، وكانت جماعة الاخوان قد اقتربت خلال هذا في عهد ناصر واستفحلت بعده أكثر وتعاظمت بعد السادات ثم مبارك إلي حد أن زعيم الإخوان خرج بالقوة من السجن وكان متهماً بالخيانة العظمي ليصل إلي رئاسة الجمهورية عن طريق الفوضي التي مارسها أعوانه وتهديد الجيش وباقي المؤسسات والناس جميعا وعن طريق التزوير كالعادة!، ثم أقدم علي تغيير الدستور بمفرده، ليمكن حزبه من الاستيلاء علي السلطة وحده وكالعادة أيضاً، وهنا ثار الشعب

مرة أخري بقوة وجاء بالرئيس السيسي كأول رئيس منتخب وبإجماع كاسح.
ورغم أن الإخوان مازالوا بيننا بالتفجير والقنابل والقتل والحرق والتآمر مع الأعداء وتعترف بها أمريكا وقطر وأوروبا وتركيا وإيران، فإن أكثر من حزب ظهر علي السطح ليأخذ مكان الإخوان، فهذه الجماعات ممن يدعون الدين وسمح لها مبارك خلال حكمه ليقيم التوازن بين الجميع ظنا منه أنه بهذا سيظل يحكم للأبد، والآن تتهيأ لتأخد مكان الإخوان رغم أنهم لايزالون بيننا، فتقدم المشهد أحزاب دينية بديلة ظلت تعمل خلال سنوات مثل حكومة الدعوة السلفية، وشقيقتها حكومة أخري باسم السلفية الجهادية، وهو مجرد توزيع للأدوار، ثم حكومة رابعة هي حكومة الأزهر الشريف والتي كانت يبرر لنا كل ما فعله الإخوان.
وهي حكومات حقيقية لا تحكم إلا بالإسلام من وجهة نظرها وحركات أخري مرشحة للزيادة وبعضها يستعد لغزو بلادنا مثل داعش وبيت المقدس وغيرها، ورغم أن رئيس الجمهورية طالب بإعادة النظر في أمر ما يدرس في الأزهر بل ودعا إلي ثورة دينية، فإن الأزهر وكأنه لم يسمع، حقاً قد أصبح يهاجم الإخوان أحياناً لذر الرماد في العيون، لكنه يدافع عن كل تراثه الذي يبيعه لنا كل هؤلاء، فهو في هذا لا يختلف كثيراً عن الاخوان واتباعهم، لا يريد أن يتخلي عن حكومته، التي تجاور الحكومة وكان لسان حاله يقول سنترك لكم السياسة مقابل أن تتركونا ننفرد بملايين المصريين من الأميين ومن الجهلاء أو من أصحاب بيع دينهم الخاص ليتربحوا منه، ولا يتبقي لنا إلا أن نترحم علي محمد علي باشا، أم تري لم يكن مسلماً؟!