عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحيا مصر.. ويحيا السيسي

كنت صغيراً في السن ورأي أبي صحف الحائط التي كنت أفوز بها دائماً، فسألني هل تحب عبدالناصر؟ ودارت الدنيا بي كأنه يسألني هل تحب الله؟ فقلت نعم، فسألني بهدوء لماذا؟ ودارت الدنيا بي ثانية ورحت أسترجع المبادئ الستة التي لقنوها لنا في دروسنا بدءاً من إقامة جيش وطني قوي إلخ فضحك بسخرية، وكنا قد انهزمنا في معركتنا، ورحت أحاول تذكر بقية المبادئ الستة وهو يكرر سخريته، وتشتت ذهني وأكتفي بذلك، ولم يحاول أن يغير رأيي ثانية.

وبعد سنوات قليلة بدأت أكتشف وحدي الأخطاء التي يرتكبها الزعيم بسرعة وبكثرة، ولكني نزلت مع الناس عندما أعلن تنحيه عن السلطة بعد 67 لأنه لم يترك أي شخص يمكن أن نثق فيه، فسرت في المظاهرات التي تناصره دون أن أهتف له، وجاء السادات وكنت قد انتقلت للإقامة مع أمي، والتي لحقت بنظامه إلي حد ما، فأصبحت أقف ضده وأناقشها لساعات طويلة، وكانت هي تدافع عنه بعض الشيء، وجاء السادات وكنت أسخر منه حتي جاءت معركتنا مع إسرائيل فرأيت أني أخطأت في حقه، ولما عقد معاهدة السلام أعجبت بشجاعته في المعركة وفي السلام ولكن بعد قليل رأيته وقع في فخ الإخوان وقد ظن أنه سيستعين بهم علي الناصريين وتوقعت قتله ورأيت الاغلبية يتوقعون له الاغتيال وأدرك هو ذلك واعترف علنا بخطئه ولكن متأخراً، ثم جاء مبارك وتعاطفت معه لمدة سنة ثم أدركت أن مواقفه من مشاكلنا مائعة ومترددة وكالعادة لم يكن هناك البديل حتي قامت ثورة يناير التي ضمت كل الاصناف بمن فيهم الجواسيس والخونة فلم أتوقع خيراً وقد هرب المجرمون والقتلة من السجون وعلي رأسهم الإخوان فهاجموا كل مؤسسات الدولة، وأحرقوها واغتصبوا السلطة بالتزوير والتهديد تؤازرهم الدول الاستعمارية وعلي رأسها أمريكا وأوروبا وتركيا وقطر وحماس، لكن سرعان ما قامت ثورة حقيقية ضربت الاخوان في مقتل خلال أيام وطالبت بالسيسي، وفاز بالانتخابات بنسبة لم تحدث في أي بلد في العالم، ورغم أني كنت متفائلا به تماماً، فقد كنت أعي أن التركة ثقيلة للغاية ومازالت لكن السيسي كان هادئاً عكس كل من حكموا مصر، وفي نفس الوقت كان يعمل بسرعة رهيبة لحرث التربة المصرية من جديد، ويا له من عمل شاق، لكن الشعب انحاز له وعندما طلب منهم جمع بعض المال للبدء في عمل قناة السويس الجديدة فجمع في ستة أيام أكثر مما طلبه منهم، فقد انجذب له الناس لوجهه البشوش المبتسم الهادئ الواثق وهو في نفس الوقت يتحدث لهم عن الصعاب التي عليهم أن يتخطوها، كان يبشر بالأمل وقامت سياسته علي

إهمال الماضي ولم يتحدث عنه بسوء رغم أنه كان كابوساً حقيقياً لسنوات طويلة، لأنه كان مشغولاً بالحاضر، ولم يتحدث عن نفسه كما فعل كل من كانوا قبله، ولم يهدد أحداً رغم كثرة المؤامرات التي تحيط بنا وبشخصه أيضاً بل شغل نفسه بما هو آت كان يرد بالعمل، واستطاع أن يجمع حوله كل البلاد المهددة وكأنه أصبح الملاذ مثل ما هو الملاذ لشعبه.
وعندما ذبحت منظمة داعش رجالنا في ليبيا رد بسرعة وخلال أيام بقوة، قوة السلاح لا قوة الكلام فسكت كل الحاقدين.
ولم يهتز عندما تلكأت أمريكا في اعطائنا ما هو متفق عليه، بل راح يجمع السلاح من روسيا ومن فرنسا وتجاهل أمريكا دون أن يستفز أحداً، وراح يضع خريطة لما هو قادم لعدة سنين، ووعي مبكراً جداً بأن الامن وحده لا يكفي فطالب الأزهر بهدوء بأن يعيد نظره في مناهجه وكرر ذلك ثم طالبه بثورة دينية، وحاول الازهر أن يتظاهر بذلك، كأنهم لم يعرفوا بعد أن كل ما يدعو له ببساطة ورفق يقصده بالفعل، لا بالقول وحده، واستطاع أن يجمع الشباب حوله، وترك القضاء يعمل بحرية عكس كل الرؤساء من قبله وجاءت الدنيا له عندما دعا إلي المؤتمر الاقتصادي، ثم قرر أن يكون سنوياً، وكان يعني قوله بأن الناس لو طلبت تغييره هو نفسه فسوف ينزل فوراً علي ارادتهم، ولا عجب فهو الرجل الوحيد الذي جاء به الشعب بعد كفاح ستة عقود باختياره الحر، بلا تهويش وبلا تهديد وبلا أكاذيب ولم يفرض نفسه علينا ولم يزور الحقائق ولم يخف من المؤامرات فاستطاع بجدارة ان يلتف حوله كل العرب، وباختصار هو نموذج لكل المصريين من الأحرار والنابغين والمخلصين والعاملين.
تحيا مصر.. ويحيا السيسي