عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكثرة تغلب الشجاعة

خدعوك فقالوا أن (الكثرة تغلب الشجاعة) ونحن نتكاثر بقوة نحسد أنفسنا عليها.

لكن لا أحد من حولنا يحسدنا علي هذه الكثرة. بل يضحكون بسخرية علي حالنا أو يشفقون علي خيبتنا. أما الأعداء فيجدونها فرصة لزيادة فقرنا وزيادة الفوضى التي نعيشها لوقف تقدمنا. فالمتعلمون من الأميين.. مدرسين وأساتذة جامعة وكبار المشايخ يظنون أننا سنباهي الأمم بكثرتنا.في حين ان البلاد التي تقدمت قبلنا بقرون هي التي حددت النسل واحتلت بلادنا وبعد أن كانت تغزونا بالسلاح, تركتنا نحارب بعضنا فنتقاتل, بينما تبيع لنا كل شيء بالعملة الصعبة.والكثرة مننا تري أن الثورة تعني الفوضى والاستيلاء علي كل شيء وفي الحال. تريد أن تعين أولادهم في الوظائف التي تليق بأحلامهم وتضمن لهم كل الخدمات، السكن والمأكل والمشرب والعناية الفائقة بصحة أولادهم والتعليم مع دعم كافة السلع بل تنتظر من الدولة التي تعاني الانهيار الاقتصادي والأخلاقي أن توزع عليهم كل شيء بالمجان، أو تتركهم يسرقون الكهرباء والأراضي والآثار. ما هي ثورة بقي، هذا و إلا خرجوا بمظاهرات واعتصموا وأضربوا عن العمل لتستجيب الدولة لمطالبهم.وهي فرصة والشرطة مشغولة بالإرهابيين ومع ذلك يواصلون الاختلاس والسرقة والخطف والنصب ويشجعون أولادهم علي الغش الجماعي في المدارس والجامعات ليحصلوا علي شهادات لا تنفع أولادهم ولا تنفع المجتمع ولا توجد لهم وظائف خالية أصلاً. والمرضي وأصحاب العاهات بالملايين. يتكسبون من التسول هم وأولادهم، ولا يعملون لأن مرتباتهم قليلة ولا حل عندهم إلا أن يختلسوا من جيوب الحكومة وجيوب بعضهم البعض. فالمدرسون لا يعلمون الطلاب إلا بالدروس الخصوصية ويبيعون لهم الامتحانات.والتجار سواء كانوا من صغارهم أو كبارهم  يرفعون الأسعار يومياً. باختصار البعض يسرق والبعض يشحت والكثرة منهم حالف يأخذ حقه بيده. ولكن الحق يقال أن الغالبية يكفرون عن كل هذا بالصلاة خمس مرات يومياً, وكلهم علي ثقة أنه داخل إلي الجنة بالتأكيد، حقا هو يسرق، أي نعم. ولكنه أدي الفريضة للخالق والذي لا بد أنه يعرف ما يعانيه، بالطبع ما يعانيه هو فقط وليس جاره، ولا يشك أن الله سيعذره. فالله يعرف ما يعانيه وأولاده الستة أو السبعة ليعيش من أجلهم ويضمن لهم الطعام والتعليم والصحة الخ حتى يكون جميعهم صالحاً في المجتمع! ولكنه يشجع جيرانه ومعارفه علي الصلاة والصيام ليكسب فيهم الثواب ويزيد أجره عند الله!.
الحل في رأي الكثرة التي تغلب الشجاعة,  أن ينجب الرجل أكبر عدد  ممكن من العيال فتصبح له عزوة ويتوقع أن ينجح أحدهم في حياته, فيرعاه في شيخوخته ويبر بإخوته ويتكفل بهم ولهذا يكثر من عياله حتى ولو عانوا من المرض ومن العته أو

رمي أنفسهم في أتون الجريمة أو أتون الإخوان وهو نفس الشيء، والسعيد هو من يسافر للعمل في ليبيا ولا يعود!.
عشنا ستين سنة علمونا فيها أن الدولة هي المسئولة عنا. فهي بابا وماما وكل شيء لينا في الدنيا دي. بشرط نسمع كلامها وهي كفيلة بأن تؤكلنا وتعلمنا وتوظفنا وترد أي عدوان علينا بل وتضم لنا بلاداً أخري في وحدة ما يغلبها غلاب. وكان قوام الدولة حلقة ضيقة بجوار الزعيم يورثها كل منهم لزعيم بعده قبل موته.
بينما الدولة لا تختصر في زعيم واحد بل هي كل المواطنين فيها، وكل مسئول في موضعه. لكن الثورة التي قامت, ظنت أنها ستأتي لهم بأب جديد يحقق لكل أولاده ما يتمناه هو وأسرته والآن وبلا تأخير وكأن الثورة ستغير كل شيء في غمضة عين. بينما هم مستمرون علي ما جبلوا عليه طيلة السنوات الماضية. وكأن الثورة لم بكن لها شهداء وخراب مازال مستمرا وعاد بها إلي أوضاع اقتصادية أصعب مما كانت وتحتاج لوقت طويل لتخرج منها، ولن تخرج إلا بتضافر جهود كل المواطنين. ولا حل لنا إلا أن نغير عاداتنا. وأولها يكفي للأسرة أن يكون لها طفلين فقط, ليطالب لأولده التعليم الجيد والعمل والصحة والارتقاء للنابغين فيهم، وقد فعلتها الصين فأصبحت الدولة الثانية التي تنافس أمريكا. ومن أهم ما فعلته تحديد طفل واحد لكل أسرة. فجعلت.
من كثرتها ميزة، ونحن يكفينا أن نحدد الأسرة عندنا بطفلين. بعدها لا يصبح له الحق في أي مميزات أو دعم من الدولة، خاصة وأن الفقراء هم الذين ينجبون أكثر بلا تفكير في كيف سيكون عليهم حال الأولاد. وحتى تقف الدولة علي أقدامها وتحقق مشروعات كبيرة تضمن لكثرتنا أن تلقي الحياة الكريمة.