رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة السعيد!

والعنوان ليس من عندي لكنه أحد الأخبار في الصفحة الأولى من جريدة يومية وجاء في عناوينه «مأساة السعيد: 9 عيال، 4 مرضى بالسرطان و5 بفيروس سي» وعنوان آخر «يبحث عن دعم الدولة».

وقد كتبت من وقت قصير عن الزيادة السكانية، ولكن الأمر يتطلب أن يكون دائما في أذهاننا لأنه أحد مشاكلنا العويصة منذ الأمس والآن والمستقبل القريب جداً، وأعلم مقدما أن حل هذه المشكلة رغم مشاكلنا العديدة لا يقبل الحل بأي حال! وربما نضطر الى طرحه ومناقشته لكن بعد عدة أجيال كثيرة.
الموت علينا حق وعلى الجميع لكن اطلاق زيادة النسل يكاد نفرضه على  الجميع والمعروف أن الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم هم الذين ينجبون بكثرة مثل هذا الرجل وهم يشكلون الكتلة العظمى من الشعب مع أن الكثرة لا تغلب الشجاعة أبداً الا إذا كانت هذه الكثرة من القوة ومن التقدم والعلم والقدرة على التنمية.. الخ بينما القدرة عندنا تقسم الشعب الى نسبة قليلة من الأقوياء الأغنياء المتعلمين الذين يتولون المناصب والقيادة ثم طبقة وسطى من الموظفين والعمال ثم طبقة عظمى من العاطلين والمجرمين واللصوص وأولاد الشوارع والمرضي بكل أنواع المرض وعلى رأسهم المرضى النفسيين، ومنهم من لم يتعلم الأبجدية حتى ولو كان قد ذهب الى المدرسة، والكارثة فيمن دخلوا الى الجامعة ومنهم من أخذ الشهادات وأصبح استاذاً ودكتوراً ويسرب الشماريخ وغيرها الى داخلها ليوزعها على تلاميذه! والقيام بدور المعلم الذي يعلم طلابه كيف يعود بنا الى العصور الوسطى.
والنتيجة أن حالنا يتدهور مع الوقت لا العكس، فهؤلاء هم الذين يتزايدون بعجلة زائدة وأطيبهم هذا الرجل الذي جاء في الخبر وهو حلواني بسيط يكسب رزقه من بيع البسبوسة على فرشة في الشارع ويكسب حوالي 700 جنيه في اليوم الواحد ليصرف على نفسه وعلى أولاده، وهو يطالب بدعم الدولة وعلاج كل أولاده، وهو يطالب بدعم الدولة وعلاج كل أولاده من هذه الأمراض التي تحتاج الى علاجات مكلفة لا تملكها الدولة نفسها كي تشفي كل هؤلاء، هذا إذا عاشوا اصلاً وهو يطالب بدعم الدولة رغم أنه لا يدفع أي ضرائب أو تأمينات صحية ويشغل الطريق العام كأنه أصبح ملكية خاصة.
حاول أن تتنبأ بهذه الدولة الفاشلة بامتياز بعد عشر سنوات من الآن، كيف سيكون شكلها وحالها وحاول أن تتنبأ بعدد سكانها بعد هذه السنوات العشر، ومن أين تأتي بالأموال لتحل مشاكل الناس من أمثال السعيد؟
من المؤكد أنه كان سعيداً بالفعل بأولاده التسعة ولم يفكر لحظة أنه من الممكن أن يصيبهم جميعاً وبلا استثناء كل

هذه الأمراض، ولم يفكر قط كيف سيتصرف ساعتها فالعيل بيجي برزقه، لكنه يشكو الآن كأن العيل بيجي بفلوس غيره ولكن الحكومة أكلت عليه حقه، وهو يريد حقه من الدعم بالرغم من أنه ولا شك يعرف أن مثله من الملايين ولا يفكر أن أولاده التسعة عندما يصلون لسن الشباب وينجب كل منهم تسعة كما فعل هو، غالباً لن يجدوا عملاً أو بيتاً لكن أغلب الظن أنه سيفعل مثله فينجب عدداً من المرضى لأن الظروف لا تسمح بعلاجهم من ساعة ولادتهم رغم أن هذا الأب اليوم يشكو من أن المستشفيات الحكومية تصرفه كل مرة قائلة له «استنى دورك» ويقول الرجل إن هذا الروتين العقيم يقف حائلاً لانقاذ أولاده، ولو كان الرجل قد تعلم شيئاً لعرف أنه كان ينبغي عليه أن يوفر لهم الدواء قبل ولادتهم جميعاً ليحجز لهم أماكن في المستشفيات الحكومية من بدري.. بدري.. لا يعرف ان الموظفين بل والأطباء أنفسهم قد يعانون بعض الشىء، وبعضهم عنده أولاد مثله ولذا يضطر أن يهتم بأولاده فيحاول أن يبحث عن عمل بجانب عمله ليزيد دخله وطظ في المستشفى أو يختلس والحل الأفضل أن يهاجر للخارج حتى للبلاد التي تعاني ويلات الحروب وهم نصف البلاد العربية على الأقل!
لا يوجد حل أمامنا إلا تحديد النسل من الآن وقبل أن نفكر في علاج التعليم المتدني أو علاج المرضى الفاشل وإصلاح الفكر الديني الذي يقف ضد تحديد النسل بشدة.
والحل الأخير هو تحديد النسل عن طريق تمييز الأسرة الصغيرة ومنحها كل ما يمكن عمله أما العلاج الأخير فهو أن يتزوج السعيد من سيدة أخرى لينجب منها أطفالاً أصحاء فربما كانت عتبة الأولى هى السبب!