رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البلاش كتر منه

لكل شيء ثمن. أليس كذلك؟. ولكن في بلادنا الأمر يختلف. هل نندهش من سلوك بعض الطلبة في جامعاتنا عندما يحطمون مبانيها ويعتدون علي زملائهم والعاملين والأساتذة بالشماريخ والمولوتوف والمطاوي والرصاص أحيانا؟.

قديما لم يحدث هذا ضد الاحتلال البريطاني لا في مظاهراتهم داخل الجامعة أو خارجها. فالمباني داخلها وخارجها ملك الدولة, أي ملك لهم ولمن سيأتي بعدهم.
وفي مظاهرات الطلبة التي تلت الهزيمة في 67 وكان اسم الدلع لها النكسة تحتج علي الأحكام المخففة علي المسئولين عنها بلا تخريب أو فوضي.
وعندما رفع السادات بعض الدعم عن السلع, قام الفقراء بحرق بعض الملاهي لكنهم قصدوا نهب المحلات وهربوا بها وعلي رأسها الخمور التي باعوها أو شربوها.
فرجع السادات عن قراراته. أما ثورة 25 يناير فقد جاءت ومعها الانفلات التام أو الموت الزؤام لكل شيء. واحتلت جيوش الباعة الجائلين كل شبر في  مصر واستولي الكثيرون علي الأراضي وأملاك الدولة لأنفسهم. وصار الهيروين والأسلحة تباع علي الأرصفة, ومازالت. أما الإخوان فاستباحوا كل شيء في الجامعات وعلي رأسها جامعة الأزهر!. وراحوا يحطمون ما فيها, فكما تكفل الدولة الحق للجميع في دخول الجامعات بالمجان وتوفير المساكن لبعضهم,أصبح كل ذلك من حقوقهم مادامت الدولة منعتهم من الإقامة في رابعة والنهضة.فالأرض لمن يجلس فيها أو يحرقها أو يتنازل عنها ولو كانت أراضي في سيناء.
قديما كان الالتحاق مجانا من الحضانة حتى نيل ما يعادل الثانوية العامة فقط.
السؤال الآن. هل في أغلب بلاد العالم الثرية والمتقدمة في نفس الوقت تكفل للطلبة حق الالتحاق بالجامعة مجانا؟. إلا الذين يتفوقون بأعلى الدرجات فتتسابق الجامعات علي اجتذابهم. وبعدها يدفع غيرهم من الطلاب ثمن تعليمهم إذا كان لهم مكانا فيها.
وإذا كان مستوي التعليم عندنا منذ سنوات بعيدة بداية من التعليم الابتدائي يعاني التدني بشكل عظيم. فما بالك بالإعدادي والثانوي ورغم الغش الجماعي لمن يدفع.
والتعليم كله يعاني من مناهج عفا عليها الزمن وأنجبت أجيالا من الأساتذة والمدرسين الذين جعلوا مصر تخرج من تصنيف الخمسمائة جامعة علي مستوى العالم.
ورغم كل هذا فكل الخريجين الذين لم يدفعوا شيئا ينتظرون فورا أن تعينهم الدولة في الوظائف. وفي نفس الوقت يتقدمون بالشكاوى لقلة أجورهم إذا قبلتهم.والكثيرون منهم يهملون أعمالهم والتي غالبا لا يجيدونها.
أسأل كيف صار الأمر إلي هذا الحال ؟ كان يا ما كان في سالف العصر والأوان
زعيم ملهم وعد الناس بأنه سيعلم الجميع خلال كل مراحل التعليم حتى أعلي الدرجات وسوف سيعينهم فور تخرجهم بمجرد نيل الشهادة حتى لو

لم يكن لهم وظائف خالية بل ولا مكان به مكتب يستطيعون النوم فيه علي راحتهم وقد اكتظت المكاتب بالمقاعد.
ولا يهم أن يعمل بالفعل. فاللوائح لا تشترط فصله إلا بصعوبة وغالبا ما يطبق هذا فقط علي من لا يتبعون النظام السياسي. وقتها ولأننا كنا دولة غنية قوية عزيزة أبية تحارب من أجل كل الدول العربية التي حولنا عدا الدول المارقة عنا والتي لم يترك فرصة تضيع منا لقلب نظم الحكم فيها. أو أن تتحد معنا في جمهورية واحدة تمهيدا لإعلان جمهورية عظمي تغير وجه التاريخ في منطقتنا.  
وخضنا عدة معارك وتبددت ثروتنا لكننا ما زلنا نقبل في الجامعة كل الطلاب
بلا مصروفات بدلا من أن نصرف علي مدارسنا الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وأترك الكلام الآن لما جاء في صحيفة «الوطن» أمس الأول للمهندس الشاب احمد علي خريج كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة عام  2009 بعد أن قضي 5 سنوات رسب خلالها في 22 مادة من أصل 48 مادة دراسية. لكنه أصبح عقب أعوام قليلة عضوا في فريق عمل «جوجل» إحدي أبرز شركات التكنولوجيا العالمة بمقرها في الولايات المتحدة. (ويري أنه سقط سنتين في البداية لأنه لم يكن مقتنعاً بالمادة. يا إما مش مقتنع بطريقة تدريسها أو مش مقتنع بأني المفروض أدرسها أصلا ومواد كثيرة درستها ونجحت فيها مالهاش أي فايدة).
وخبر آخر يقول إن المجلس الأعلى للجامعات قد وافق علي استقالة رئيس جامعة الإسكندرية المنتمي للإخوان والتي قدمها أمس الأول وبعد سقوط أول قتيل في هذا العام الدارس. يقول المثل (البلاش كتر منه) خاصة في الجامعات المجانية.
حيث لا علم حقيقياً.. ولا حياء وبالتالي لا حياة.