رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل كانت الثورة في 25 يناير سلمية؟


 

البعض ما زال يحاول إقناعنا بذلك ويمسكون بالعصا من المنتصف. وأتحدث عن
الذين يربطون بين ما حدث بين 25 يناير و30 يونيو.

لا تسرع في الإجابة. حقا انتشرت المظاهرات ضد النظام في جو سلمي. ولكن في نفس الوقت انتشرت أيضا حرائق أقسام الشرطة في يوم أو يومين .ووقعت سرقات في المتاحف وحرائق المجمع العلمي ووقع الهجوم أيضا علي مؤسسات الدولة خاصة الحساسة منها. ولكن لم تقف عند هذا الحد. بل تم تهريب ما يقرب من 134 ألف مسجون. لا علاقة لهم بالثورة أو بالسلمية. بل علي العكس تماما فقد عاثوا فسادا في طول مصر وعرضها. مما اضطر الشباب في أنحاء مصر لتكوين اللجان الشعبية للدفاع عن أحيائهم ومنازلهم. لا خوفا من الشرطة التي لم تكن موجودة ولكن لمقاومة آلاف اللصوص والقتلة والمجرمين الذين هربوا من السجون. وكان في قدرة جماعة الإخوان المسلمين أن يكتفوا بتهريب أنصارهم وعلي رأسهم مرسي العياط وبقيتهم من حماس وأعضاء حزب الله الشيعي وغيرهم من المتهمين الذين كان ينتظرهم محاكمة قاسية. إذن كان الهدف إثارة الفوضى والانفلات في جميع أنحاء البلاد ليغطي علي هروب الخونة وهو ما حدث بالفعل.
وعندئذ اضطر الشباب لأن يكونوا لجانا شعبية في كل حي  لتدافع عن ذويهم مسلحين بالعصي لا غير وبعد أن هدأ الأمر بعض الشيء راح شباب اللجان الشعبية في كنس الشوارع ودهان الأرصفة وتنظيم المرور بأنفسهم لغياب الشرطة. لكن من الذي كان في مصلحتهم مهاجمة مؤسسات الدولة الأمنية والتي تحتوي علي أسرار الوطن وقوائم الذين يتآمرون عليه غير الإخوان؟ والذين كانوا يركزون اهتمامهم علي مطاردة بقايا عصر مبارك رغم انهم لم يعودوا في السلطة لشغل الناس عن جرائمهم هم؟. وفي غمار هذا أعلنوا عن فوز مرسي بالرئاسة في انتخابات الرئاسة قبل إعلانها رسميا. وصرحوا بأنهم مستعدون أن يحرقوا البلد إذا جاءت بغير ذلك ! تلك الانتخابات التي ستكشف في وقت طال أو قصر عن تزويرهم لها. ويكفي أن رئيسهم الذي هرب من السجن لم يحاسبه أحد بل خاض الانتخابات بكل بساطة وكأن شيئا لم يكن. وبراءة الأطفال في عينيه. وكان أول ما استهل به عصره هو إطلاق كل من تلوثت يداه بدماء المصريين وكل من وصم بالخيانة وتسهيل مهمة العملاء والجواسيس من عدد لا يحصي من الدول الأجنبية والعربية. وهذه هي الثورة التي مازال البعض يتغنى بها والتي اعترف بها الغرب كله تقريبا من اليوم الأول وأطلق عليها قبل أن تقع اسم الربيع العربي!. وأيضا بلاد مثل

قطر وتركيا وغيرهم وما زالت علي رأيها لم تتزحزح عنه. ولم تعترف وحتى اللحظة بثورة 30 يونيو التي أخرجت الملايين من شعبنا في سابقة لم تحدث في تاريخنا أو تاريخ أي دولة أخري. والآن تجري محاكمة الرئيس مرسي المخلوع وبقيه من إخوانه وليس كلهم بعد.. وتنتظر بعض الدول من حولنا نتيجة هذه المحاكمة لتحكم علينا! خاصة وقد حاولت كثيرا وما زالت لكي نخرجهم من محبسهم حتى يعترفوا بأننا صرنا دولة ديموقراطية. فقد صفقوا لعزل مبارك رغم أنه أعلن تنحيته عن منصبه ولكننا لم نتركه بل ذهبنا به إلي المحاكمة التي قد تحكم عليه بأقسى التهم. وبغض النظر عن الحكم عليه الذي سيحكم به عليه سيصبح هو عنوان الحقيقة. فإن البلاد التي ضخت مئات العملاء في بلادنا لا يفهمون أن نحاكم مرسي وأعوانه. ولا يملون من دعوتنا للمصالحة مع الإخوان.ولن يقبلوا أي حكم قاس عليهم. فهم مع الشرعية التي اكتسبها مرسي زورا.
نعود إلي المقدمة. هل كانت الثورة في 25 يناير سلمية؟
نعم كانت ثورية بالتأكيد وسلمية بالتأكيد. لكن الجماهير لم يكن أمامها سلاح غير التظاهر وإعلان الغضب. وكانت علي وشك الانتصار. لكن بعد أيام كانت جماعة الإخوان المدججة بالسلاح والمدعومة من أعداء مصر جاهزة بخطة مسبقة لتجني ثمارها لنفسها مع دفع الثمن لهؤلاء الأعداء الذين كانوا خلفها. لكن ثورة المصريين السلمية عندما تكشف لها الأمر لجأت إلي من يقابل قوة الأعداء بقوة جيشه الذي فرض نفسه علي الواقع المرير وحقق ما أراده الشعب وأيضا بالطرق السلمية.
ويبقي أن المعركة لم تنته ويجب ألا نغفل أن مصر في حوالي سنة دفعت الكثير وستظل تدفع الثمن لوقت ليس بالقليل.