رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخبار الحوادث

أخبار الحوادث ليس اسما لجريدة أو مجلة، بل هو اسم كل المطبوعات التي تصدر عندنا الآن. وكذلك أسماء البرامج التليفزيونية والإذاعية سواء كانت حكومية أو فضائية. فهي تعرض و تناقش وتحلل الجرائم التي تقع يوميا بالآلاف مع كل طلعة شمس وأيضا النسبة الكبيرة من الأفلام السينمائية تستلهم هذه الجرائم

وتضعها في صور درامية مشوقة مليئة بالقتل والحرق والذبح والسرقة والنهب والخيانة الزوجية و انحراف أولاد الشوارع وبيع الكُلي وغيرها. وتتولى محطات التليفزيون استلهام كل هذا في مسلسلات طويلة أو حتى التمثيليات القصيرة الكوميدية. نري فيها كل أنواع القسوة بدءا من الضرب والتشويه والتعذيب والاغتصاب والسكاكين التي تجز الأعناق وتسيل الدماء وصولا إلي الحرائق والقنابل.وبعدها تستضيف البرامج المختلفة الخبراء وغير الخبراء لشرح وتفسير هذه الجرائم من الناحية الاجتماعية والسياسية وعلم النفس علاوة علي الذين يقدمون هذه البرامج والذين يفتون ويعلقون وينصحون المشاهدين ويلخصون لهم العبر التي نستخرجها منها. وإلي جانب هذا لا تنس الأفلام الوثائقية التي تعرض علينا كل المجازر المصورة من الحروب العالمية وحتى الآن وصور الرقاب المقطوعة والجثث الممثل بها.
هل هذا هو الواقع؟. نعم هذا هو الواقع في مصر وعدد كبير من بلاد وطني حبيبي الوطن الأكبر التي تحيط بنا منذ بدأت تباشير الربيع العربي تهب فيها.
فهل نهرب من واقعنا ونزيفه؟. بالطبع لا. لكن زخم كل هذا القبح يصيب الناس بالهم والغم والاكتئاب القاتل. ويجعل من هذه الجرائم أمورا عادية حياتيه. لا تكفي معها الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية. فمنذ أن بدأ الربيع عندنا والناس لم تكف عن التظاهر والاحتجاج والنهب والسلب ومن أصغر عامل أو عاطل إلي الأطباء والمهندسين والأثرياء والباعة المتجولين وتجار الآثار. وقد نري غدا اعتصامات اللصوص والشحاذين. فقد راح أعداد بالملايين يحاول كل منهم أن ينتهز الفرصة ليحاول أن يخطف ما يعتقد أنه حقه, بيده أو بسكينه. يشجع علي هذا فصائل الإسلام السياسي التي ترفع الشعارات الدينية البراقة وفي نفس الوقت تصيب وتقتل وتحرق بلا أي ضمير ويستعين بالبلطجية الذين هرب منهم الآلاف من المسجونين مع مرسي وأعوانه والذين بعضهم مازالوا قيد المحاكمة حتى اللحظة, بينما الآلاف مازالوا بيننا يعيثون في الأرض فسادا فالفوضى في كل مكان.الحشيش والأفيون والبانجو والهيروين والترامادول والأدوية المسرطنة وتجارة السلاح والغش وتهريب السلع المدعمة خاصة إلي حماس المجاهدة وكل

ما يخطر على البال.
والمصابون بالاكتئاب الشديد لا يذهبون للأطباء حتى الذين يملكون الفيزيتة منهم فما بالك بالفقراء الذين قد يقتلون أبناءهم أو آباءهم وأمهاتهم والعكس صحيح. أما الناس المستورة فهم يعيشون بلا مبرر وبلا هدف ولا يجدون أي معني للحياة. اللهم أن يقلدوا ما يرونه من جرائم ليل نهار. وعن نفسي, لا أملك أي حل لكل هذا.
ولكني أظن أنه يوجد بيننا من الأطباء والإخصائيين من يملك بعض الحلول والاقتراحات. وعلي السياسيين أن يكونوا أكثر حسما وكذلك رجال الأمن. فمن غير المعقول أن نكتشف بعد زوال الإخوان أنهم مازالوا يعملون في الدولة ويساعدون علي قطع الكهرباء ومنهم في الشرطة وكان منهم نائب لرئيس الوزراء يعرف أغلبية من الناس أنه يعمل ضد الدولة وظل يمنع فض رابعة لوقت طويل حتى يكثر عددهم ويضاف إليهم النهضة. حتى إذا تقرر فضهما أبلغ أمريكا ثم استقال فورا احتجاجا علي فضهما وبعدها هرب في اليوم التالي للخارج.   
وبعد أيام ستعود الجامعات فما هي السياسة التي ستتبعها مع طلاب الإخوان غير حرمانهم من السكن في المدينة الجامعية؟ وماذا هم فاعلون مع مئة وخمسين أستاذا من الإخوان في جامعة الأزهر وماذا سيعلمون الطلبة؟.هل ننتظر مزيدا من العنف في الجامعات؟ وهل هذا هو دور الجامعات؟
آخر أخبار الحوادث أن صحيفة اكتشفت قائمة بإخوان الأزهر تضم 250 عضواً بهيئة التدريس وعشرة عمداء بينهم مفتى الجماعة وتصريح من رئيس نادي هيئة التدريس بأن آلاف المعيدين أعضاء خلايا نائمة جري تعيينهم في عهد مرسي بالمخالفة للقانون.
فهل حقا عندنا قانون؟!