رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فلول الناصرية

نتحدث عن فلول مبارك ليل نهار. ونتحدث علي فلول الإخوان ليل نهار وقبل أعوام طويلة كنا نتكلم عن فلول السادات.ومن قبله فلول الملكية والرأسمالية والإقطاع وفلول القضاة الذين أخرجهم ناصر في مذبحة القضاء قبل ان يرحل. وبالطبع حزب الوفد ورجاله.. النحاس باشا وفؤاد سراج الدين والشيوعيون والاشتراكيون وغيرهم، فقد ذهبوا جميعا إلي المحاكم العسكرية وحكم عليهم بشتى التهم ولم يسلم منهم خميس و البقرى اللذان حوكما في يومين وبلا محام لأنهما تظاهرا في مصنعهما في المحلة الكبرى رغم أنهما كانا تحت سن العشرين.

لم يفلت من هذا في الماضي سوى الإخوان المسلمين ولكن حتى دب الخلاف بينهم وبين عبدالناصر. فحاول كل طرف أن يتخلص من الآخر.
ولكن الآن لا أحد تقريبا يتكلم عن فلول الناصرية. فهم مشغولون بالشكوى والتنديد بكل الفلول التي سبقت ما عدا فلول الناصرية, لأنهم هم فلول الناصريين والذين مازالوا حتى اليوم يحكمون ويتحكمون في مصر. ويكتبون عنها تاريخا مزيفا وبالتالي عن أنفسهم. فحتى الذين سجنهم عبد الناصر, لم يخرجوا إلا بعد أن حلوا حزبهم بناء علي طلبه وبعد اعترافهم بأنهم كانوا علي خطأ عظيم , وكفروا عن عدم وطنيتهم ,وكان معهم كل الحق لأن السجن كما نعلم تأديب وتهذيب وإصلاح. إلا قلة منهم ابتعدوا في صمت.وكذلك الاشتراكيون الذين ادعوا اشتراكية جديدة بعد أن نضجوا علي يد عبد الناصر الذي اكتشف الاشتراكية علي كبر بعد عشر سنوات من حكمه المجيد!.وراح يعلمهم ما هي الاشتراكية وقد انقسموا إلي اشتراكية إسلامية واشتراكية قومية واشتراكية علمية ومش عارف إيه.وقبلهم الزعيم علي اختلافهم فالمهم ليس الاشتراكية ولكن أن يسبحوا بحمده ليل نهار, ثم هناك الأجيال التي ترعرعت في صباها وشبابها وكهولتهم فوجدته دائما زعيما ملهما. بعد أن دبجوا الكتب والمقالات والخطب والأفلام وكلها مسجلة عليهم فلا يستطيعون أن يظهروا الآن كانتهازيين أو مغلفين والحقيقة أنهم يحملون الصفتين معا .ولا عجب فقد كان معظمهم من الشباب غير الموهوبين والأقزام الذين وجدوا فرصة ليزيحوا من قبلهم عدا الملهم الأول والأخير محمد حسنين هيكل.وفي الطرف الآخر حمدين صباحي الذي صور نفسه علي أنه عبد الناصر الجديد وبالذات بعد أن فقد تأييد صدام حسين والعقيد القذافى بينما يترنح بشار الأسد ,فتصور نفسه أنه ناصر الجديد وصدق نفسه وركب سيارة مكشوفة ولف بها في ميدان التحرير رافعا يديه علي طريقة عبد الناصر رغم أن حمل السوريين لسيارة

ناصر علي أكتافهم وسواعدهم من فوق الأرض لم تحقق له أي شيء.إذن لم يكتب تاريخنا الحقيقي حتى هذه اللحظة التي سيقرأ فيها الأجيال الحاضرة وربما الآتية نفس التاريخ.
كان يا ما كان أن ناصر قد عين السادات ليحكمنا بعد مماته.ولم يخطئ السادات عندما أخذ الحكم عن طريق الاستفتاء مثله, مثل عبد الناصر ونجح بنسبة كبيرة تماما كما كان ينجح ناصر عن طريق التزوير ولكن بنسبة أقل منه حتى لا يغضب الناصريون. وكرر ذلك في المدة الثانية له لكن بنسبة أكبر من السابقة وكان علي وشك أن يجدد لمرة أخرى.ولما انقلب عليه هؤلاء لأنه لم يحارب لثلاث سنوات ثم عندما حارب لكنه عمل معاهدة السلام.فلم يرض عنه أنصار ناصر، وحاربوه من بلاد العراق وليبيا وانضموا إلي فريق مقاطعة  الدول العربية لمصر ( لأنهم عكس السادات حاربوا إسرائيل وهزموها أو علي الأقل كانت هذه نيتهم والأعمال بالنيات كما نعلم). ووقع السادات في الخطأ عندما حاول مقاومة الناصريين بالإخوان وكانت النتيجة وبالا عليه ولم ينفعه اعترافه بأنه أخطأ.فقد بادروا واغتالوه.وكان السادات قد عين لنا حسني مبارك رئيسا من بعده علي طريقة ناصر.يعني عداه العيب.وجاء مبارك فغازل الناصريين والإخوان معا من باب الحداقة. ولكن هذا وذاك لم يرضوا عنه وظل يجدد حكمه فترة بعد أخري ويزيف الأصوات كمن سبقوه.وفي آخر مرة نزل الانتخابات مع غيره.هي مشكلة؟. وكرر الإخوان والسلفيون حيلهم حتى أسقطوه وحلوا محله لكنهم اثبتوا أنهم كانوا أغبي من الجميع.ونحن نحتاج الآن أن يفاجئنا أحد المؤرخين الكبار بأن يعيد كتابة التاريخ. بشرط  ألا يخاف من جعجعة الناصريين.