رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس والإعلام

في حديث السيسي الأخير تحدث عن الإعلام وكالعادة تحدث بكل أدب ولباقة لكنه في الوقت نفسه ظهر أن في نفسيته شيئا من العتاب عليه.وتجلي هذا عندما قال متحسسا كلماته ( إن عبد الناصر كان حظه حلو)!.

بالطبع فرجل بكل خبرة الرئيس لا أظن أنه يعتنق فكرة الحظ. وقد عمل في منظومة الجيش التي تتطلب الدقة والوضوح حتى يمكن أن يتعامل مع الحقائق ومعرفة الأمور علي حقيقتها ليكسب القدرة علي المناورة والمراوغة ومتي يتقدم ومتي ينسحب وكيف يتلافى الأخطاء التي وقع فيها, وبطبيعة الأمور في هذا المجال يجب أن تبقي بعضها في طي الكتمان للمصلحة العليا للوطن وبالتالي فقد عرف من الحقائق الكثيرة والتي لم تحدث بحكم الحظ مطلقا.لكنه أدب الرئيس المعهود.ولاشك عندي انه يعرف تاريخ مصر وقد عاش وقتا خلال سنوات عبد الناصر واطلع علي كثير مما كان يجري وقتها.وتكشف خلالها حتى بعد موته.والأسرار التي لم تكشف صراحة حتى الآن ولا نعرف متي وكيف نعرفها وتتعرف عليها الأجيال الجديدة من شعبنا.
عن نفسي لا تفارقني في غمار ثورة 25 يناير صورة بل صور بعض الشباب وهم يرفعون صورة للزعيم المحبوب بالزى العسكري وأصحابه يرفعونه فوقهم عاليا بينما هو يهتف من أعماقه ( يسقط ..يسقط حكم العسكر)!.
فهل أمثال هؤلاء كانوا من الإخوان؟ بالقطع لا. فماذا كان الهدف من هتافهم؟
التنديد بحكم ناصر؟ بالطبع لا فقد رفعوا صوره بالزى العسكري رغم وجود ملايين الصور له بالزى المدني.فلماذا لم يرفعوا صور السادات أو مبارك أو طنطاوى ؟!
فكلهم من العسكر- إذا جاز التعبير – وكان كل المسئولين والمهيمنين علي مقاليد الحكم من رفاق ناصر في الجيش والذين كانوا يديرون مكتبه ويديرون كل شيء في بلدنا وبلاد أخري كاليمن وسوريا وقت الحرب ووقت المرحومة الجمهورية العربية المتحدة التي ظلت بعد سقوطها وموته اسما وعلما لمصر أو بمعني أدق الإقليم الجنوبي بعضا من الوقت!.ولكن لماذا نذهب بعيدا وقد صار الحكام في كثير من  البلاد العربية من هؤلاء العسكر ونعرف ماذا كان مصيرهم؟.
أما الآن فالبعض ممن حجبوا أصواتهم في الانتخابات أو أعطوها للسيد حمدين صباحي المدني!.أنا عن نفسي أعطيته صوتي مرارا قبل الانتخابات.ولكن بعض الشباب من الناصريين لم يعطوها له رغم خلفيته العسكرية. ذلك أن ناصر حول  نفسه إلي زعيم وليس رئيسا.والزعيم يكون كما شاء فلا يحتاج إلي أحزاب أو  دستور أو قضاء أو مجلس شعب ومجلس شوري. وبالطبع بلا انتخابات رئاسية!
وكان يحصل علي أكثر من 99٫9%

في كل انتخابات.وهي نسبة لا يحصل عليها الرسل والأنبياء!.وظل هكذا حتى توفاه الله.
نعود لجملة السيسي ( عبد الناصر كان حظه حلو) .بالطبع كان الحظ الحلو للذين نافقوه بكل السبل والحظ السيئ لكل من حاول أن يعترض ولو علي خجل.بل وكان أيضا من الذين لم يعترضوا ولكنهم سكتوا. فقط سكتوا. ومهما كان علمهم أو خبرتهم أو وطنيتهم. ارجع للتاريخ لتجد أن من ساروا معه حتى ممن سجنهم تلقوا الدرس وبعضهم مازال يعيش بيننا وهم الذين يستحقون تسمية الفلول, هم وبعض- وليس كل- من ساروا علي نفس الدرب مع السادات ثم مبارك. ولكن لا تنس أن هؤلاء كانوا  ضد الاثنين لأنهم بدرجة أو أخري لم يغفروا للسادات أنه كسب الحرب الوحيدة التي حققنا فيها بعض النصر وأنه لم يزعم أنه من الزعماء.
ومازال السادات يلصق به ما لم يفعله. وكذلك مبارك الذي لم أكن معه ولم أنتخبه.
مثله  مثل السادات, لكنهما كانا أكثر رفقا بهذا الشعب. ولاحظ أن الأول قد قتل علي يد الإخوان عندما هادنهم ليستعين بهم علي الناصريين ثم أعلن بنفسه فقال ( أنا كنت غلطان).والثاني حاول أن يلعب علي الحبلين فقامت الثورة ضده.لكن يحسب لمبارك أنه الوحيد في الخريف العربي الذي لم يفكر في الهرب رغم أنه كان يستطيع وفضل أن يبقي وأن يحاكم لثلاث سنوات أو أكثر حتى الآن.
حسنا فليكن. لكن من الذي يجرؤ علي محاكمة ناصر الآن؟. مازالت الفلول منهم تدافع عنه لأنهم لم يتعلموا علي يديه إلا الخوف. كان السيسي رقيقا في جملته لكن يكفيني أنه أعلن قبل ذلك( لا اشتراكية بعد اليوم ولا تأميم).
فإلي الأمام.