رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بانوراما الزعامة

كلمات الزعيم مرسي أضحكت النخبة «المسقفة» عندنا، هاها، لا شك أن الإخوان أسوأ من بقية الذين وصلوا للرئاسة. لكن الغريب أن نخبتنا يترحمون للآن علي أكبر ديكتاتور عرفته مصر، بينما تجرأت علي ديكتاتور أقل هو السادات ومثله مبارك.

فبينما الأول لم يجرؤ أحد، من زملائه أنفسهم، أن يراجعه في أي صغيرة، أرجع لكلامه عن زعامته ولم يمر علي الثورة المجيدة إلا سنة ونصف السنة يهتف كالمجانين وهو بعد لم يصل للرئاسة بعكس مرسي الذي «هلفط» بعد عام كامل، فما بالك بعد أن «لطش» ناصر الجمهورية بعدد قليل من العساكر! فحكم علي أول رئيس جمهورية لمصر بالمؤبد مدي الحياة بلا حكم ولا محكمة، بل قال إنه أعفاه لأمور صحية، رغم أنه عاش بعد ناصر والسادات وكان يكبرهما كثيراً!!
هل لاحظت أن الأمريكان لم يتدخلوا عند وقوع الانقلاب ولا الإنجليز  الذين كانوا مازالوا يحكمون مصر من سبعين 70 سنة؟، فهل سكت الاثنان خوفاً من الزعيم المهيب؟! أم كانا يجهلان كل شيء عن تنظيم الضباط الأحرار وتنظيم الإخوان وغيرهما من تنظيمات؟!. «ما كنش عندهم مخابرات»!.
سكوتهما عن الانقلاب الذي جاء بمرسي يعني الرضا، ألم يهاجما السادات قبل أن يقتل مباشرة؟!، ألم يأمرا مبارك بترك الحكم فتركه؟!
عاش ناصر بلا دستور تقريباً، بلا انتخابات، بلا مدد محددة للحكم وزوّر كل الاستفتاءات فلم يعترض من النخبة إلا القليل، وكان إعلانهم عن هذا سرياً، لأن السجون ضمت كل العناصر السياسية بمختلف ألوانها!.
وصدق ناصر نفسه، فانقلب بعد قليل علي الغرب بظن أنه رجل استراتيجي سيجمع العرب كلهم في «عبه» بدعوي القومية العربية، لكنه واجه هزيمة اليمن والهزيمة في سيناء بما فيها من سلاح جديد كل مرة، فإذا لم تكن هذه هي «البرانويا» فماذا تكون؟.
ولأن عبدالحكيم عامر كان مصاباً بـ«البرانويا» كصاحبه رفض - رغم الهزيمة - تمثيلية ناصر بترك الحكم، فإما أن يتركا الحكم معاً وإلا عليَّ وعلي أعدائي يا رب، وهدد كما يهدد مرسي الآن وكان موقفه أقوي، فالجيش تحت إمرته لكن حكيم المتمسك بالسلطة أتاه من أتاه في المنام لينصحه بالانتحار، فانتحر!.
اعتزم السادات تغيير الدستور ليعطي نفسه حق الترشح لعدة مرات، والاعتماد علي الإخوان الذين أطلقهم من السجون ليقضوا علي النخبة الناصرية التي كانت ومازالت حتي اللحظة تخشي أن تنتقد

الزعيم بكلمة، لكن الإخوان سبقوه وأخذوا أجله.. وطبعا لم تعرف مخابرات أمريكا وباقي الدول الغربية أي شيء كالعادة!، مع أن مخابراتنا كانت تعرف! وقد قلت يوماً لأحد المسئولين كنت قد قابلته بالصدفة إن السادات سيقتل قريباً فرد ببساطة قائلاً إنه يعرف وكل أجهزة المخابرات عندنا تعرف، ولكن السادات لم يسمع الكلام، بل طلع علي التليفزيون وسب الإخوان وقد اكتشف خداعهم لكن بعد فوات الأوان، إنها «البرانويا» مرة أخري.
جاء مبارك مستعداً لأن يحكم للأبد أو يعطي لابنه السلطة، لكن كانت لأمريكا خطط أخري واتصل به أوباما وقاله له عليك أن ترحل الآن وفورا.. لكن بعد أن جعلته «البرانويا» يتكاسل في التنحي، والنتيجة أنه لم يغادر مصر وصار صيدا سهلا.
وصل مرسي ونحن نعرف كيف وصل واكتشفهم الشعب ورفضهم لكن مرسي علي العكس وقد جرفه جنون العظمة وجنون السلطة، كان يعرف أن الغرب كله معه يسانده.. كما جاء به ويمكنه مثل كل من سبقوه، ففعل كل ما يريده إلي حد تحصين قراراته ضد القانون والدستور ولما ثار الشعب، كان منطقيا أن يعزله السيسي، وتباطأ مثل مبارك ولم يصدق أنه سيقدم للمحاكمة في كل هذه الأمثلة كانت المشكلة هي جنون العظمة والسلطة وهي أخطر أنواع «البرانويا» لكن ما العلاقة بينها وبين الحكم، أم هي ملازمة للحكم؟
في برنامج  تليفزيوني من أيام قليلة سئل أحد الذين ترشحوا من قبل للرئاسة وتقريبا احتل الترتيب الأخير، هل ينوي الترشح ثانية فأجاب أنه مازال مفكراً ولكنه لم يقرر بعد!!!