رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التنكيت والتبكيت

طبعا تتوقع أن أكتب عن اجتماع الأمن القومي المذاع علي الهواء مباشرة والذي هو
حديث الساعة، ومحل التنكيت بمختلف الوسائل من الفيسبوك إلي تويتر والقفشات

والكاريكاتير والمقالات وصولا إلي جلسات الحشيش وهو السلعة الوحيدة التي تغرق الأسواق ولا يوجد فيها أي أزمة وتساعد علي تحمل الشعب ما يجري. بالمناسبة هل سمعتم في العامين السابقين أي خبر عن ضبط ناس بيحششوا؟.
قد  تتوقع مني أن أسخر مما حدث. وربما تتوقع ما اقترحه علي بعض الأصدقاء أن أكتب مسرحية حول ما حدث في هذا  الاجتماع الشفاف الذي ناقش مشكلة أثر السد الإثيوبي علي تدفق المياه إلينا، بينما هو في الحقيقة مشكلة أثر ثورة 25 يناير علي استغلال إثيوبيا ماء النيل علي  حسابنا.
قلت لأصدقائي كثيرا إني لا أكتب مسرحيات عن الأحداث أو الشخصيات السياسية. لكن أصدقائي لا يصدقون. فهم لا يفرقون بين السياسية وبين المرجعيات الفكرية التي تدفع الإنسان سواء كان ملكا أو شحاذا إلي تصرف ما. وعندما شاهدت الاجتماع المذكور لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير أن مكتب الإرشاد يتعمد أن يقدم لنا كل يوم عملا يضحك الناس ليشغلهم عن باقي الأمور. فالضحك قد ينبه الإنسان إلي أخطاء جسيمة يرتكبها في حق نفسه أو الغير.. لكنه أيضا قد يكون وسيلة لإلهاء الناس عن مشاكلها أوجعلها هينة وطبيعية. خد النكتة القديمة التي شاعت أيام الحرب مع إسرائيل عندما سأل أحدهم «إيه اللي حصل في غزة» فكان الرد «أبدا كانت غزة وراحت»، كأن احتلالها مثل ألم بسيط وراح الضحك هنا يهون المشكلة وينهيها في نفس الوقت. فهل إذا سمعنا غدا نكتة تقول «إيه اللي حصل في سينا ؟» يكون الرد:
مثلا «أبدا سينا كانت لينا ونسينا» هيء هيء.!
نعم الضحك سلاح نهاجم به أخطاء كثيرة في المجتمع. ولكن لاحظ أن الحكم الحالي ليس له في الثقافة ولا في الأدب وبالتالي لا يملك روح الفكاهة. وليس عنده وسيلة لمحاربة النكات التي تتناوله إلا رفع القضايا و إرهاب الكتاب.
لا شك أن الفكاهة التي تسخر منهم تكشف الأخطاء التي يرتكبونها ولكن اسأل نفسك
هل تضحك أي أم ثكلي فقدت ابنها لسماع نكتة تسخر من السلطة ؟! وماذا تختار إذا خيرت بين أن يحكم لها بالتعويض أو يحكم لها بالقصاص؟.
عرف الناس تنظيم الإخوان عندما بدأ عام  1928 عن طريق جرائم الاغتيال التي نفذها ضد السياسيين ورؤساء الوزراء كعلي ماهر والنقراشي والقاضي

الخازندار وغيرهم من الذين فشلوا في قتلهم مثل عبد الناصر. وهي كما تري بداية لا علاقة لها بالضحك والهزار. فإذا وصلنا للأمس فنحن نعرف أنهم قبل ظهور نتيجة انتخابات الرئاسة قد صرحوا بحرق البلد إذا لم يصل الرئيس مرسي للحكم.
أما الكلام الذي ذكر في الاجتماع فكان مضحكا لقوة بلاهته! ولكنه أيضا كان مبكيا
أن يكون من تكلموا فيه ظهروا للناس والعالم  أنهم يمثلون عقول مصر. بعضهم  ينتمون للإخوان ولكنهم لا يدافعون عن أبناء بلدهم الذين يقتلون في سيناء وفي كل شوارع مصر وتفقأ عيونهم ويقبض عليهم ويعذبون. واستخدام  عبارات التهديد ضد إثيوبيا لم يضحكني لأني لا انسي أن سيناء محتلة ونحن لا نفعل أي شيء ونعرف أن منظمة حماس لا تحارب إسرائيل لكنها تهرب من عندنا كل ما يحتاجه المصري الفقير من سلع مدعمة الدواء والغاز والبنزين والسولار وما تحتاجه الكهرباء أما السيارات فتهرب ببلاش كده.
مصر التي يعمها الآن الفوضى وكل أنواع البغاء. مصر التي تبات كل ليلة مكتئبة
وتصحو يائسة لأن النخبة المعارضة فيها تخيب الآمال. والذين يدافعون عن الناس
ليسوا من السياسيين وإنما من مقدمي البرامج  في الفضائيات وهم أصبحوا أمل مصر حتى يظهر الشباب مرة أخري ويدعوا للثورة.
أرجو ألا يكون دمي ثقيلا عليكم. وأحتمي في بيت شعر للشاعر التركي الذي قضي أكثر سني عمره في السجن يقول فيه: «من يضحك هو من لم يسمع بعد النبأ الفاجع»
وبيتين لشاعر مصر العظيم صلاح عبد الصبور يقول:
«معذرة يا صحبتي لم تثمر الأشجار..  هذا العام فجئتكم بأردأ الطعام»
«معذرة يا صحبتي قلبي حزين ..من أين آتي بالكلام الفرح».