رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مشكلتنا

الكلام هو مشكلتنا الرئيسة، الكلام مكتوبا ومنطوقا ومطبوعا، اللهم زد.. اللهم بارك لنا في كلامنا، كأن الكلام يتحول إلي فعل علي أرض الواقع إذا كررناه مئات وألوف المرات، وفي خطتنا أن نكرره ملايين المرات

، ونصدر  الفائض للعالمين فنصبح أغني الدول. كلامنا أكثر من اللازم، مع أننا نكتب في المكتوب ونكرر المعروف الصحيح منه والمغلوط، ونتجنب الجديد فكل ما لا نعرفه لا نريد أن نسمعه. كلنا نكرر لبعضنا نفس الكلام، وكأن أحدا لم يقله قبلنا، وأغلب كلامنا في الأخلاق الحميدة، مثلا كيف نتجنب الشياطين فنسرع بالخروج كلما دخلنا إلي الخلاء أي المراحيض أو التواليت بالافرنكية, فالشيطان يحلو له أن يتتبعنا ويستفرد بنا داخله. كذلك عندما نتثاءب دون أن نغلق أفواهنا فينتهز الشيطان الفرصة ويتبول فيها فنمص بوله بتلذذ.
الكلام المكرر والمعاد لآلاف المرات ونحفظه جميعا ونجتره هو سبب المشكلة. فالقاعدة أن من يعمل كثيرا لا يتكلم إلا قليلا. لأنه منشغل بالعمل والإنجاز الذي يستند علي معرفة تؤدي إلي نتائج عملية, فإذا نقصت معرفتنا رحنا نتكلم فيما لا ينفع ولذلك نحن واقفون محلك سر منذ عقود كثيرة.
مع النهضة الحديثة - لا نهضة الإخوان – التي بدأت مع محمد علي لا نذكر له كلاما أو أقوالا أو شعارات. لم يحدثنا في الأخلاق ولا في الدين ولم يطلب منا أن نقسم له أو نتملقه! لذلك استطاع أن ينجز الكثير في كل المجالات تقريبا.إنجازات عاشت وتطورت ولم تكن تجارب سرعان ما تنهار كما صنع غيره بعدها. إنجازات في الزراعة والصناعة والتعليم والطب والنظم الإدارية وأرسل البعثات لأوربا طلبا للعلم ولم ينس أن يرسل معهم  إماما يؤمهم في الصلاة، وبني أول جيش مصري منذ قرون وسلحه بل صنع له السفن الحربية وحارب به وانتصر في كل معاركه ولم ينهزم إلا عندما خافت منه أوربا فتكتلت ضده رغم عدائها لبعضها البعض.
وعندما نتكلم عن القوانين والدستور والحريات وحقوق الإنسان, يحدثوننا عن الهوية الخاصة بنا كأننا نعيش في الجاهلية ولم تصلنا الدعوة بعد ويدعون عدم حاجتنا للعلم والعلماء لأننا نملك جيوشا من العلماء في كل التخصصات التي لا تجدها في بلد آخر! علوم الفقه والشريعة والتفسير واللغة فعندنا مدارس ومعاهد وكليات دينية.

فإذا كانت الأمية الأبجدية منتشرة وأمية خريجي الجامعات أكثر.فالعلماء سيسدون هذه الفجوة قريبا. لا كلام في علوم الدنيا ولا بحث فيها ولا نية لذلك. فكل علم دنيوي عند الأجنبي مشكوك فيه لذلك نتصدى لكل جديد بالإنكار حتى يتحقق في صورة اختراع فنعترف به بلا أي اعتذار ونسرع في استيراده. فلماذا نتعب أنفسنا في التفكير؟ والنتيجة أن بسطاء الناس الذين لا يلمون بالتراث الديني المتراكم عبر السنين ثم الأميين الذين يجهلون اللغة أصلا يقعون تحت تأثير الذين لم يدرسوا في الأزهر ويفسرون للناس كل شيء في الدين والسياسة والعلم علي هواهم ليتكسبوا ويربحوا الدنيا. خذ بعضهم الذين طالبوا بتدريس الطب باللغة العربية. هل سيصبح للطب إذا ترجم, هوية خاصة في كل بلد يتميز بها عن غيره؟ بالطبع لا. لكننا نتصرف كأن لنا هوية في العلم والإنسانية والفن وحقوق الإنسان غير هوية باقي خلق الله. لأننا نخشى أن يتفتح جيل جديد علي ثقافة العالم وبهذا يخسر جهله!! أضف إلي هذا عندما يتخرج طالب الطب بعد سبع سنوات قرأ فيها المنهج مترجما للعربية سيكون الطب قد تقدم أكثر من سبع مرات ومات علي يدي الطبيب آلاف المرضي.
*****
(دراسة أمريكية كشفت أن مجرة درب التبانة التي ينتمي إليها كوكب الأرض تحتوي علي 17 مليار كوكب في حجم كوكب الأرض). طبعا هذا الخبر المنشور مؤخراً في عدة سطور قليلة لا علاقة له بهذا المقال لذا لزم التنويه.
مالنا نحن ومال العلم ؟.