معاهدة سلام مع سيناء
قرأت أكثر من مرة أن بعض الصحفيين الأجانب سألوا موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى قبل حرب عام 67 (ما هى خطتك للحرب الوشيكة؟) فقال (هى نفس خطة حرب عام 56) ولما سئل (وكيف تكرر نفس الخطة التى نشرت بعد الحرب فى الكتب وقرأها العالم كله؟) وكان رده (ولكن المصريين لا يقرأون.!).
اشترى «عبدالناصر» السلاح الروسى عام 1955 تحسباً لحرب قادمة لا محالة، فقد بادر قبلها وأعلن مراراً أنه سيقضى على هذه العصابات المزعومة التى لم يعترف بها كدولة. ولكنه لم يضع أى خطة بخصوص سيناء التى ستكون هى ميدان الحرب. وبعد حرب 56 التى ضاع فيها السلاح الذى اشتراه، كتب بعض الكتاب المصريين عن ضرورة تعمير سيناء بدلاً من تركها صحراء جرداء لتصعب مهمة إسرائيل فى اختراقها فى ساعات وللاستفادة بثرواتها وتشغيل الأيدى العاملة وعشرات المشاريع الأخرى ولكن يبدو أن الرئيس لم يقرا شيئاً عما كان ينشر فى صحفه وانشغل بإعادة تسليح الجيش ثم جاءت حرب 67 بعد أن بادر هو وحشد الجيش فى سيناء قبل إسرائيل وحدث أن خسر المعركة قبل أن يطلق رصاصة واحدة واحتلت إسرائيل سيناء فلم يعد ممكنا تعميرها أصلا وعكفت إسرائيل على التنقيب عن البترول واكتشاف الآثار المصرية القديمة بناء على التاريخ المدون عنه والذى يبدو أننا لم نقرأه وشيدت عدة منتجعات سياحية تستقطب السائحين من كل العالم.
وجاء السادات وحارب فى عام 73 ولكنه لم يأخذ إلا 16 كيلومتراً من سيناء ثم عقد معاهدة سلام مع إسرائيل وتجددت فى عهده نفس الدعوة لتعمير سيناء لكنه قتل دون أن يقدم على أى خطوة فى هذا المشروع. فقط، دفعنا ثمن فندق طابا الذى كانت إسرائيل قد بنته. وجاء مبارك وتجددت الدعوة لتعمير سيناء عدة مرات خلال عهده الذى دام ثلاثة عقود. فلم تحدث أى استجابة منه أو من المسئولين بل ظهر مشروع توشكا الذى أنفق عليه الملايين ثم مات بالسكتة القلبية. بعد 25 يناير تكررت الدعوة لتعمير سيناء للمرة الرابعة ومثل كل مرة سمعنا عن خطط ومشروعات جديدة فضلا عن القديمة. لكن لم يتحدد أبدا موعد البدء فى أى مشروع منها. (مش لما نأكل الناس الأول؟).
والآن وبعد أن انتشرت الجماعات الإرهابية فى سيناء وبعد أن قطعت خط الغاز مرات عديدة وبعد تهريب المسجونين من سجونها وحرقها وقتل رجال الشرطة فيها وبعد تهريب السلاح